مقدمة:
لا خلاف على أن البعوض ولدغته شىء مثير للضيق، والذي يزيد من هذه اللدغة سوءاً أو يجعلها تصل إلى درجة الخطورة بأنها تنقل الأمراض الخطيرة مثل الملاريا (Malaria) وفيروس غرب النيل (West Nile virus) وحمى الدنج (أو الضنك) (Dengue fever).
وعلى الرغم من احتمال انتقال الأمراض بلدغة البعوضة ضعيفاً، لكن الضيق منها ملازم لها. فالبعوض يتدخل فى استمتاع الشخص بالوقت الذي يقضيه فى الهواء الطلق.
– ما هى البعوضة؟
– أعراض لدغة البعوض.
– أسباب لدغة البعوض.
– تزايد مخاطر الإصابة مع لدغة البعوض.
– متى يتم اللجوء إلى المشورة الطبية.
– مضاعفات لدغة البعوضة.
– الوقاية من لدغة البعوضة.
– نمط الحياة والعلاج المنزلي.
فترة نشاط البعوض تكون عند غروب الشمس حتى شروقها، ومن الصعب أن يضمن الإنسان بقائه بين جدران مكاناً محدوداً أثناء دورة نشاطها. لكن هناك خطوات يمكن أن تجنبه لدغة البعوض بقدر الإمكان، وإذا تعرض للدغة بالفعل فهناك علاج لتخفيف الألم والهرش.
* ما هى البعوضة؟
تمر البعوضة مثل الفراشة بمرحلة الانسلاخ (أى التحول فى تركيبها وصفاتها الفسيولوجية) وتضع بيضاً ليتحول إلى اليرقة ثم إلى الطور الانتقالى ما بين اليرقة والحشرة الكاملة ثم مرحلة النضج الكامل. وأنثى البعوض أنواع محددة منها التى تتغذى فقط على الدم …
* أعراض لدغة البعوض:
العلامات النمطية للدغة البعوض، تشتمل على:
– هرش .. المزيد
– انتفاخ (ورم) بالجلد مكان اللدغة يبدأ فى اللون الشاحب ثم يتحول إلى اللون الأحمر وتتحول إلى بثرة.
وهذه البثرة الناتجة من لدغة البعوض تظهر على الفور أو قد تستغرق يومين حتى الظهور. ويتراوح حجمها بوجه عام من 0.3 سم حتى 1 سم فى القطر، وتظهر فى خلال يومين حتى عشرة أيام .. فإذا كان الشخص حساس بدرجة كبيرة من لدغة البعوض فقد تكون مساحة الهرش لديه أكبر من الشخص الذي لا يكون حساساً بدرجة كبيرة.
* رد فعل من الحساسية الحادة: نادراً ما يظهر لدى الشخص رد فعل خطير من لدغة البعوض، والذي يترجم فى صورة تورم فى الحلق أو أزيز وطفح، وهنا ما تسمى بحالة الأعوار والتي تتطلب عناية طبية فورية.
* البعوض الحامل للأمراض:
من الممكن أن ينقل البعوض أمراضاً خطيرة مثل:
– الملاريا.
المزيد عن الملاريا ..
– الحمى الصفراء، هو مرض فيروسى ينقله البعوض ويدمر أجهزة الجسم وخاصة الكبد والكليتين. من أعراض المرض الشعور بألم فى الجسد مع ارتفاع فى درجة الحرارة وإمساك، ثم تتحسن الحالة قليلاً لتحدث الانتكاسة مرة أخرى بأعراض أكثر فى الحدة حيث يتغير لون الجلد إلى اللون الأصفر ويحدث نزيف فى لثة المصاب وجدار معدته، وقد تؤدى الإصابة فى نهاية الأمر إلى دخول المريض فى غيبوبة.
– فيروس غرب النيل، يتسبب فى نقله البعوض فقط فهو فى الأصل مرض يصيب الطيور البرية. عندما تلدغ البعوضة الطيور المصابة وتنقله إلى الإنسان والحيوان عندما تلدغه. وهذا المرض لا ينتقل من الطيور إلى الإنسان أو من إنسان إلى إنسان ولا من حيوان إلى حيوان، فالوسيلة الوحيدة لنقله هو البعوض. كما أنه من الممكن أن يصيب هذا المرض الحيوانات من القطط والكلاب والخيول والأرانب. من أعراض فيروس غرب النيل: الشعور بالتعب والحرارة الخفيفة حيث أن فترة حضانة المرض تتراوح ما بين 3 – 14 يوماً، وفى بعض الحالات النادرة يحدث تضخم فى العقد الليمفاوية، والحالات الخطيرة منها تصاب بالحمى الشوكية (التهاب السحايا). لا يوجد علاج وقائى منه سوى استخدام أدوية خافضة للحرارة أو استخدام علاج تدعيمى عن طريق السوائل الوريدية.
المزيد عن فيروس غرب النيل ..
– حمى الدنج، والحمى الدنجية يخلط الكثير بينها وبين الملاريا وتتمثل أعراضها فى سخونة عالية مع رجفة، الشعور بالتعب، آلام بالجسد وصداع. تهدأ الأعراض بعد مرور ثلاثة أيام ثم تعاود فى الظهور لتكون أكثر حدة وفى هذه المرة يصاحبها طفح على اليدين والرجلين وليس الوجه، وفى بعض الحالات يحدث نزيف تحت الجلد أو داخل الجسم وهذا يعد بالأمر الخطير. لا يوجد علاج لهذا المرض حيث يختفى من تلقاء نفسه والمهم للشخص أن يتناول قسطاً وافراً من الراحة، شرب السوائل والأدوية من الأسيتامينوفين مع الابتعاد عن الأسبرين، أما العلاج يختلف مع وجود النزيف الشديد.
حيث يكون دور البعوضة هنا بمثابة المخزون الاحتياطي من الأمراض، وتتلقى البعوضة الفيروس من الشخص أو الحيوان المصاب ثم تلدغ شخص آخر سليم وتنقل له المرض من خلال لعابها المحمل بالطفيليات الضارة. وحمى غرب النيل التي تنقلها البعوضة منتشرة فى الولايات المتحدة الأمريكية، أما باقي الأمراض المتصلة بالبعوضة من الملاريا وحمى الدنج فمتواجدة فى المناطق الاستوائية على مستوى أنحاء العالم.
* وأقصى أعراض العدوى من لدغة البعوض تتضمن على:
– سخونة .. المزيد
– صداع حاد.
– ألم بالجسد.
– غثيان.
– قيء.
– تورم بالغدد.
– طفح.
– خمول.
– ارتباك.
– حساسية من الضوء.
– الصفراء.
وقد تشير هذه الأعراض إلى إصابة الشخص بحمى غرب النيل أو أية عدوى أخرى خطيرة والتشخيص الفوري مع العلاج شىء هام للغاية.
* أسباب لدغة البعوض:
لدغة البعوضة تتسبب فيها أنثى البعوض، حيث تتغذى أنثى البعوض على دم الشخص من خلال خرطوم فمها الذي تغرسه فى الجلد (Proboscis). وأثناء مص الدم تضع بعضاً من لعابها فى الجلد، حيث أن اللعاب يحتوى على بروتينات تبقى على الجلد وبعدها يقوم الجهاز المناعي بجسم الإنسان بإصدار رد فعله ضد هذه البروتينات الغريبة عنه والذي يُترجم فى صورة هرش وانتفاخ.
* تزايد مخاطر الإصابة مع لدغة البعوض:
– يختار البعوض ضحاياه من خلال الرائحة، ثاني أكسيد الكربون الذي يخرج فى الشهيق، ومن المواد الكيميائية فى عرق الشخص .. وهناك العوامل الأخرى التي تضع الشخص أكثر عرضة لاختيار البعوض له لكى يقوم بلدغه.
– الرجل يكون أكثر عرضة للدغة البعوض من النساء.
– الأشخاص التي تكون فصيلة دمها (O).
– الشخص البدين.
– بالإضافة إلى أن البعوض ينجذب بالحرارة، لذا فإن ارتداء الألوان الداكنة تمتص الحرارة بدرجة أكبر وبالتالى تجذب البعوض أكثر.
* السن يؤثر على حدة الأعراض:
الشخص البالغ الكبير يتأثر بدرجة أقل من لدغة البعوض إذا تم لدغه عدة مرات على مدار حياته، وهذا يعنى أن الشخص الكبير لا يصدر رد فعل قوى من لدغة البعوض .. أما الأطفال الذين لم يلدغوا كثيراً يكونون أكثر عرضة لظهور الأعراض الحادة عليهم عندما تقوم بعوضة بلدغهم.
* متى يتم اللجوء إلى المشورة الطبية:
إذا ارتبطت لدغة البعوض بالأعراض الخطيرة مثل السخونة والصداع الحاد وألم بالجسد، أو غثيان وقيء لابد حينها من اللجوء الفوري إلى الطبيب. فهذه العلامات قد تشير إلى عدة أمراض خطيرة وخاصة إذا كان الشخص مسافراً إلى مناطق يكون مرض الملاريا منتشراً بها.
* مضاعفات لدغة البعوض:
عدوى باللدغة، عند الهرش الشديد لمكان اللدغة وحدوث الخدش بها فقد ينجم تقرحات التي تؤدى بدورها إلى الإصابة بعدوى أو تلوث.
* الوقاية من لدغة البعوض:
1- تقليل كم الناموس فى مكان تواجد الإنسان:
من العوامل البيئية التي تؤدى إلى تكاثر البعوض الماء الراكد، لذا:
أ- لابد من التخلص من البرك الراكدة من الماء كتلك التي تحدث بعد نزول المطر.
ب- إن أمكن تفضية حمامات السباحة مرة واحدة على الأقل فى الأسبوع، ومن الأفضل أن يحدث ذلك بشكل متكرر.
ج- تغيير أواني الشرب للطيور والحيوانات أسبوعياً لتجديد المياه، وحتى لا تُعطى الفرصة للبعوض بوضع بيضه.
د- فتح المصارف التي توجد على الأسطح لتصريف المياه الراكدة.
هـ- إذا كانت هناك حاويات غير مستخدمة وبها مياه راكدة، لابد من تصريف المياه المتراكمة فيها بشكل منتظم.
2- من الطرق الأخرى الشائعة للسيطرة على البعوض، لكن فاعليتها غير مضمونة:
أ- أنظمة التحكم الإلكترونية والتي تُعرف بلسم (Bug zappers).
ب- شمع يحتوى على رائحة عشب الأُترجّيّة (Citronella) وهو عشب يُستخدم فى صناعة العطور والصابون.
ج- وضع إضاءة صفراء فى الخارج لتتجمع حشرة البعوض حولها.
د- جذب الطيور والثدييات التي تتغذى على حشرة البعوض مثل الوطواط.
3- طارد الحشرات:
عندما يتم استخدام المنتجات الطاردة للحشرات بشكل صحيح، فهي تمثل الأمان للأطفال والكبار على حد سواء. لابد من الوضع فى الاعتبار أن البعض من هذه المنتجات يًصنف على أنه مبيد من مبيدات الحشرات .. المزيد
وطارد البعوض لا يقتل الحشرة، وإنما يعمل على إبعادها بحيث لا تتمكن من الوصول إلى الإنسان.
* ومن أنواع المنتجات الطاردة للحشرات:
أ- طارد الحشرات "دى إيى ‘يى تى/DEET":
وهو مبيد من مبيدات الآفات التي تعمل كطارد للحشرات وهى تعوق من قدرة البعوض على إيجاد الإنسان التي يستخدمها.
يقوم الشخص بدهان المنتج على الجلد والملابس (يصل تركيز المواد الفعالة فيه من 10% – 30%)، واختيار التركيز يعتمد على عدد ساعات الحماية التي يرغب الشخص فى الحصول عليها، وكلما كان التركيز أعلى كلما كانت الحماية أطول، أما تركيز المنتج الذي يكون 10% فهو يقدم حماية لمدة ساعتين فقط .. مع الوضع فى الاعتبار أن منتجات طرد الحشرات ما هى إلا مواد كيميائية سامة وتستخدم فقط بالكم الذي يحتاجه الشخص طيلة بقائه خارج جدران المباني. لا يستخدم (DEET) على أيدي الأطفال الصغار أو الأطفال الرضع أقل من شهرين.
ب- طارد الحشرات "بيكاريدين/Picaridin":
ومعروف أيضاً باسم “KBR 3023”، يقدم حماية مشابهة لـ”DEET”وبنفس التركيز، كما يعوق من قدرة البعوض فى أن يجد ضحيته من البشر إذا قام الشخص بدهانه، ولا يكون له أية رائحة تقريباً مما يجعله خياراً جيداً للأشخاص الحساسة من رائحة المنتجات الطاردة للحشرات.
ج- زيت ليمون الأوكاليبتوس:
هذا النبات يقدم الحماية الفعالة أيضاً ولكن بتركيزات أقل من مادة الـ”DEET”، لا يُستخدم هذا المنتج مع الأطفال أقل من 3 سنوات.
د- منتجات أخرى:
وهى منتجات لها فاعلية على المدى القصير، وبوجه عام هي تلك المنتجات التي تحتوى على زيوت النباتات وتعطى حماية أقل وحماية محدودة مثل حشيشة الليمون (Lemon grass).
* ملحوظة هامة:
لابد من قراءة النشرة المصاحبة لمنتجات طرد الحشرات، لمعرفة مكوناتها وللتأكد من طريقة الاستخدام الصحيحة.
4- ملابس للحماية:
ما يرتديه الشخص من الممكن أن يقدم له الحماية من البعوض بحيث يبقى بعيداً عنه، ومن النصائح المتصلة بالملابس وخاصة فى الأماكن المنتشر بها البعوض:
– ارتداء القمصان ذات الأكمام الطويلة.
– ارتداء الجوارب.
– ارتداء البنطلون الطويل ووضع نهايته فى الجورب.
– ارتداء الملابس الفاتحة اللون، لأن البعوض ينجذب إلى الألوان الداكنة.
– دهان طارد للبعوض يحتوى على (Permethrin) على الملابس والحذاء.
– شراء الملابس المصنعة من (Permethrin).
– استخدام الناموسية التي تحول دون دخول البعوض إلى فراش الشخص النائم.
– ارتداء القبعة ذات الحواف لحماية الرأس والرقبة، مع ارتداء ما يحمى الرقبة من الخلف.
* نمط الحياة والعلاج المنزلي:
1- علاج موضعي:
إذا تم خدش لدغة البعوض قد تؤدى إلى إصابة الإنسان بالعدوى، وبدلاً من الهرش وخدش مكان اللدغة يتم وضع كريم كورتيزون مائي (Hydrocortisone) بنسبة تركيز 0.5 أو 1%، كما أن لوسيون كلامين (Calamine lotion) أو معجون من صودا الخبز كلها بالخيارات الصحيحة لوضعها عدة مرات فى اليوم الواحد على لدغة البعوضة.
ويتم عمل معجون صودا الخبز فى المنزل بالمقادير التالية: 3 ملاعق صغيرة من صودا الخبز (15 مليلتر) + 1 ملعقة صغيرة من الماء (5 مليلتر).
المزيد عن فوائد صودا الخبز ..
وهناك خيار أخير بوضع كمادات من الثلج المجروش على مكان اللدغة.
2- مضادات الهيستامين عن طريق الفم:
من أجل الفاعلية القوية يتم أخذ مضادات الهيستامين التي تحتوى على (Diphenhydramine) أو على (Loratadine) لتخفف من رد الفعل من الحساسية عند الشخص المصاب باللدغة
