عبد الحميد ابن باديس . رمز الاصلاح و التنوير في الجزائر 2024

عبد الحميد ابن باديس

الونشريس
ولد عبد الحميد بن باديس, بمدينة قسنطينة, في يوم الأربعاء 10ربيع الثاني 1307هـ, الموافق لـ 05-12- 1889م. ونشأ في أسرة عريقة معروفة بالعلم و الجاه واليسار, فكان من أجداده الأولين (المعز ابن باديس) مؤسس الدولة الصنهاجية الأولى – التي لعبت دورا كبيرا في البلاد أثناء العصور الإسلامية المزدهرة في المغرب الإسلامي- التي خلفت دولة الأغالبة على مملكة القيروان, ومن أسلافه المتأخرين (المكي بن باديس) الذي تولى منصب القضاء بقسنطينة . ووالده (محمد المصطفى بن مكي
بن باديس) صاحب مكانة مرموقة و شهرة واسعة, جعلته موضع التقدير والاحترام بقسنطينة, وأمه كريمة من كرام عائلة ابن عبد الجليل (ابن جلول) تدعى زهيرة بنت علي الأكحل.
وتمتد شجرة العائلة الشيخ بن باديس إلى باكين بن زيري مؤسس دولة بنى زيري والذي بنى كل من مدينة الجزائر العاصمة وملياينة والمدية في القرن العاشر الميلادي

كان ابن باديس بإمكانه الدخول إلي المدارس الفرنسية مثلما فعل اغلب العائلات الغنية آنذاك ولكنه فضل أن يتلقى تربية إسلامية , فأتى له والده بالمعلم إلي البيت وكان الشيخ محمد المداسي أول معلم لعبد الحميد ابن باديس وقد أعجب بذكاء ابن باديس مما جعله يقدمه لإمامة المصلين في صلاة التراويح ثلاث سنوات كاملة في الجامع الكبير { قسنطينة } .
ويعتبر الشيخ حمدان لونيسي من الأساتذة الذين تركوا تأثيرا بليغا في الشيخ ابن باديس وكان وراء رفضه تولي أية وضيفة في الحكومة الاستعمارية و يقول عن ذالك : فقد أوصاني وشدد علي أن لا أقرب الوصيفة ولا أرضاها ما حيت ولا أتخذ علمي مطية لها كما كان يفعل أمثالي في ذالك الوقت.
ونظر المدى ارتباط ابن باديس بأستاذه فإنه أراد مرافقته إلى الحجاز عندما هرب من القمع الاستعماري لكن رفض أبوه ذلك، فوقع الشيخ ابن باديس في حيرة بين إتباع أستاذه الثائر ضد الاستعمار أو طاعة والده الذي لم يبخل عليه بأي شيء من أجل تعليمه حيث كان يقول : يا عبد الحميد أنا أكفيك أمر الدنيا أنفق عليك أقوم بكل أمورك ما طلبت شيئا إلا لبيت طلبك كلمح البصر فاكفني أمر الآخرة وكن الولد الصالح الذي ألقى به وجه الله .
وكان والد ابن باديس عجز على مواجهة الاستعمار مباشرة و أراد تعويض ذلك بتنشيئه ابنه للقيام بهذه المهمة لعل ذلك العمل يشفع له عند لقاء ربه يوم القيام .
وعند التاسعة عشرة من عمره التحق ابن باديس بجامع الزيتونة بتونس فتحصل على شهادة العالمية بعد أربع سنوات من الدراسة عرف فيها بكثرة المطالعة فكان ينهل من الصحف والكتب التي كانت تأتيه من الشرق الإسلامي وقد كانت تأتيه من المشرق الإسلامي وقد كونت فيه هذه يخضع كل شيء للنظر والنقد فأصبح ينافس أستاذه في العديد من القضايا مثلما طرح فكرة تجديد التدريس بجامع الزيتونة واستبدال الطريقة التقليدية بطرق وبرامج حديثة مما جعله عرضة لهجوم الرافضين لكل جديد والمتمسكين بالقديم حتى لو كان باليا .
وفي عام 1912عاد عبد الحميد باديس من تونس إلى وطنه, ليبدأ جهاده في سبيل نشر العلم و اللغة و الدين , وفي الجامع الكبير بقسنطينة, بدأ يلقي دروسه, ولكنه قطع عمله في العام نفسه الذي بدأ فيه, وسافر إلى الحجاز لأداء الحج, و هناك التقى بأستاذه : الشيخ حمدان الونيسي, و تعرف على الأستاذ: محمد البشير الإبراهيمي و نشأت بينهما صداقة, و تلاقت أفكارهما في وجوب إنشاء حركة إصلاحية بالجزائر, ورسما لها منهاجا بحكمة ومهارة .
وعند رجوعه , عرج على مصر, فالتقي ببعض عملائها من أمثال مفتى الديار المصرية الشيخ محمد بخيت المطيعى و شيخ علماء الإسكندرية , أبي الفضل الجيزاوي, فأجازه كل منهما.

يمكن أن نحدد المناخ الذي تكون فيه ابن باديس بالفترة الواقعة بين عام 1847 م هو عام انتهاء كفاح الأمير عبد القادر وعام 1918 م وهو العام الذي انتهت فيه الحرب العالمية الأولي.
ومن المعروف أن متاعب فرنسا العسكرية في الجزائر لم تنته بانتهاء عبد القادر فعندما استولي نابليون الثالث على الحكم عام 1852م كانت هناك مناطق شاسعة من الجزائر ما تزال خارجة عن النفوذ الفرنسي فالمناطق الواقعة ابتداء ببلاد القبائل على أبواب العاصمة إلى غاية سكيكدة كانت غير خاضعة للفرنسيين وفي نفس الوقت كان جنوب الجزائر يتحرك وتنطلق منه الهجمات في اتجاه الشمال.
وقد كانت وسائل المستعمر تكمن فيما يلي :
1- تشديد الخناق علي الجزائريين وخاصة في الأرياف وذلك بواسطة إثقال كاهنهم بالضرائب وتجريدهم من الأراضي وتعجزهم بمختلف الوسائل حتى لا يقووا علي مقاومة .
2- قضاء على الدين الإسلامي حتى تنعدم عوامل السخط السياسي لان الفرنسيون كانوا متأكدين من أن القرآن هو سبب الثورات في الجزائر.
3- التفريق بين وحدة الجزائريين بلجوء إلي وذالك بزرع الفكر القومية { القبائل الشاوية …}
4- ظهور فكرة التجنيد الإجباري0
5- ظهور قانون الانديجا الذي أنشئ لقتل بوادر المقاومة .
وقد كان ابن باديس الرجل المفكر الذي وقف ضد أفكار الفرنسيين في محاولتهم للقضاء على الشخصية الجزائرية ومسخ تاريخ الجزائر .

من أبرز الجوانب التي تلفت نظر الباحث في شخصية ابن باديس هو الجانب السياسي فيه فقد كان ابن باديس يهتم بالمشاكل السياسية ويتناقش فيها ويتحدث إلى الجماهير عنها لكنه لم يكن يقتصر في تناولها على الجانب الآني الذي يشترك في تصويره كل المثقفين بل كان يتجاوز دالك إلي تحليل كل الأبعاد العميقة التي لا تظهر للعين مباشرة لأنها ما تزال مختلفة في أطوار المستقبل وكان وهو يتعرض لقضية قائمة لا يفوته أن يستخلص المبادئ العامة التي تقوم عليها ويصوغها صياغة تصلح معها لان تكون منهاجا كاملا وليس مجرد مقال عابر أو خطبة سياسية .
من أبرز مميزاته : { الشهاب } في الثلاثينات وهو الحق والعدل والمؤاخاة في إعطاء جميع الحقوق للدين قاموا بجميع الوجبات وكان هدا الشعار في أعوام : -1929-1930-1931- تعبيرا عن اهتمامات مرحلة معينة .
وقد ضل ابن باديس يعمل في إطار هدا الشعار سنوات مستعملا مختلف الحجج بما فيه منطق الاستعمارين أنفسهم فإذا كانت فرنسا تعتبر سكان الجزائر فرنسيين تثقل كاهله بنفس الواجبات التي تثقل كأهل أبنائها مثل التجنيد في الحرب فلماذا لا تعطيهم نفس الحقوق ؟
ومن هنا يجب أن نشير إلى الفاصل إبن باديس عن غيره من سياسي تلك المرحلة : فقد كان شعار هذه المرحلة عند ابن باديس مجرد محاولة تكتيكية تدخل في إطار هدف إستراتيجي أعلم هو الاحتفاظ بالشخصية الوطنية ومقاومة التذويب والمسخ.

اجتمعت عوامل متعددة أثرت في تكوين شخصية ابن باديس ، العلمية والثقافية، وأهمها:

1- ذكاؤه واستعداده الفطري ، و قوة عزيمته الصلبة ، و قدرته على المواجهة وتخطى الصعاب.
2- أسرته التي عرفت بالعلم و المجد و اليسار , فقد هيأت له فرص التفرغ للدراسة والتعليم ، وأمدته بمعونة مالية , جعلته حرا لا يتقيد بوظيفة أو عمل ، كما كانت درعا واقية له من بطش المستعمرين.
3- ثقافة الدينية و العربية, و أعظمها تأثيرا في فكره و أسلوبه, هو القرآن الكريم.
4- حركة الإصلاح في العالم الإسلامي و العربي, التي عاصرها ابن باديس, وكان لجريدة العروة الوثقى و مجلة "المنار" أثر بارز في حياته الثقافية واتجاهه الاصلاحى و الاجتماعي.
5- آثاره العلمية: من آثاره الهامة, تفسيره للقرآن الكريم الذي دام إلقاؤه بجامع الأخضر خمسا و عشرين سنة, و كان منه آيات من سور مختلفة, كتبها و نشرها في مجلة الشهاب, وهي التي تقرأها في هذا السفر الجليل.

1- تأسيس جمعية العلماء المسلمين:
تأسست جمعية العلماء المسلمين في عام 1931م كان الهدف من تأسيسها هو جمع شمل علماء الأمة بهدف تنسيق الجهود فيما بينهم لتحقيق الإصلاح الديني وفق أهداف محددة وخطة محكمة بينهم ومن أهم الشخصيات المؤسسة للجمعية رفيقه الشيخ الإبراهيمي الذي أصبح رئيسا للجمعية بعد وفاة ابن باديس والطيب العقبي ممثلها في العاصمة بالإضافة إلي العربي التبسي الذي استشهد أثناء الثورة ومبارك الميلي المعروف بكتابته تاريخ الجزائر في القديم و الحديث { و رسالة في الشرك ومظاهره }
2- إنشاء الكشاف الإسلامية الجزائرية:
إن الشيخ ابن باديس هو الذي أوحي بفكرة إنشاء الكشافة الإسلامية الجزائرية للشهيد محمد بوراس في عام 1933م وكان الهدف منها تربية النشء علي حب الوطن و الأخلاق العالية وقد أعدم الاستعمار محمد بوراس في عام 1941م بتهمة التحريض علي الثورة وقد تربي أغلب الشهداء و المجاهدين في الكشافة الإسلامية الجزائرية ومنهم العربي بن المهيدى و ديدوش مراد …وغيرهما فقلما نذكر حياة شهيد من شهداء الثورة ألا ونجده قد تلقي تربيته الوطنية و الدنية في الكشاف الإسلامية الجزائرية .
3- التعليم وإنشاء المدارس الحرة:
عندما عاد ابن باديس من الحجاز في عام 1913م كان يجوب مساجد قسنطينة فيلقي فيها الدروس التي كانت تصل إلى عشرة دروس يوميا ثم أسس جمعية التربية و التعليم في قسنطينة لتهتم بتعليم هناك , وبعد إنشاء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ركز جهوده منخلاها علي إنشاء المدارس الحرة بفضل أمواله وتبرعات الشعب فكانت هذه المدارس تعلم الأطفال و الكبار واللغة والدين والتاريخ التي هي مقومات الشخصية الوطنية , بإضافة إلي الحساب والجغرافيا وكان يفكر في إنشاء مراكز التكوين المهني و التقني لو لا العراقيل الاستعمارية له ويعتبر الجامع الأخضر بقسنطينة من أكبر المدارس التعليمية الذي كان يدرس فيها ابن باديس .
ونشير إلي أن ابن باديس كان يركز في اللغة العربية فلأنها كانت مهددة من الاستعمار الفرنسي ولا يعني ذلك انه لم يهتم بالغات الأجنبية بل كانت تدرس أيضا الفرنسية في المدارس الحرة استنادا إلفي حيث رسول الله ص:{ من تعلم لغة قوم أمن شرهم }
وقد اهتم ابن باديس بتعليم البنات داعيا إلي نزع حجاب لجهل عنهن ولتحقيق ذلك إعفائهن من دفع رسوم التعليم عكس الذكور , وهي أموال تدفع للمساهمة ولو بقدر ضئيل في تمويل المدارس الحرة من الطلبة الأوائل الذين التحقوا عند اندلاعها ف أول نوفمبر 1954م
4- الصحافة:
شرع الشيخ ابن باديس في الكتابة في صحيفة النجاح منذ 1919م بهدف نشر أفكاره الإصلاحية , لكنه توقف عن الكتابة في الصحيفة بعدما انحرفت عن خدمت الوطن والدين , و أصبحت ألعوبة في يد الاستعمار فاضطر ابن باديس إلي إنشاء عدة صحف كوسيلة لنشر أفكاره و توعية الشعب الجزائري وكشف ألاعيب الاستعمار و أذنابه …
وأول هذه الصحف { النقد} التي ظهرت في عام 1925م لكن الاستعمار أوقعها بعد أن اصدر منها 18 عدد وكان شعارها { الحق فوق كل أحد و الوطن قبل كل شئ }
وسميت بالمنتقد كدعوة لفكر ابن باديس التي كانت تقول بإخضاع كل شئ للنقد و النظر عكس ما كان يدعو إليه المتزمتون الذين كانوا يقلون { اعتقد ولا تنتقد }
وتظهر ثورة ابن باديس علي الأوضاع المنحطة في العالم الإسلامي من خلال جريدته { الشهاب } التي أنشأها في عام 1929م وعنوانها نابع من الشهب الحارقة التي ترمز إلي ضرورة حرق ومحو كل التقليد البالية و الماضي المنحط الذي ورثه المسلمون منذ دخولهم عصور لانحطاط فهي دعوة لثورة ضد الماضي المنحط من أجل التجديد وكتب ابن باديس في جرائد و صحف جمعة العلماء المسلمين كالبصائر و الشريعة .. بل كان ينشر مقلاته مترجمة بالغة الفرنسية في جريدة { الدفاع } الصادرة عن العلماء الفرنسية بهدف إيصال أفكاره الإصلاحية و الوطنية بكل حرية.
5- الخطابة:
كان ابن باديس خطيبا مفهوما فقال عنه احد الصحافيين الفرنسيين بأنه { قد ملك مقاليد الكلام , وبصوته الناري يستفسر الجماهير … و أن نبرات صوته لتنتزع منك انتزاعا تجتث من صدرك ما أنت مقتنع به من رأى وتجعل منك عبده و ملك يمينه }
يعود تأثره الخطابي في الشعب إلي إيمانه الصادق بما يقوله , ولم يكن مثل الكثير يعرف العمل بل قرن كلامه بعمله فهو الذي يقرأ يوميا من القرآن { يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون , كبر عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون }وكانا بن باديس يخطب في المساجد و المؤتمرات و لتجمعات مثلما كان يلقي المحضرات في النوادي .
6- النوادي:
أنشأ ابن باديس و إخوانه العلماء الكثير من النوادي التي كان المثقفون و الأدباء يلتقون فيها ويتبادلون الأفكار حول الأمة وكانت تلقي فيها المحضرات ومن أهم النوادي نادي الترقي في العاصمة .
ويمكن لنا القول أن الشيخ عبد الحميد ابن باديس استعمل كل الوسائل والأساليب الممكنة لنشر أفكاره الإصلاحية و الوطنية في صفوف الشعب الجزائري , بل كان وراء إنشاء نوادي كرة القدم , وفرق مسرحية وموسيقية , والهدف منها ترقية الشعب ونشر الأفكار الوطنية والإصلاحية وإخراج الشعب من الانحطاط و التخلف وما يدل علي إصرار ابن باديس علي الجهاد ونشر أفكاره هو رده المفحم علي سؤول استعماري قال :
إنما أن تقلع عن هذه الأفكار و إلا أغلقنا المسجد الذي تنفذ فيه سمومكم ضدنا
فأجابه الشيخ: لن تستطيع ذلك, فأنا إن كنت في عرس علمت المحتفلين, وإن كنت في مأتم وعظت المعزين, أو في قطار علمت المسافرين… فأنا المعلم مرشد في جميع الميادين وخير لكم أن لتتعرضوا لها في دينها ولغتها.

يقول ابن باديس { اننا نربي تلاميذنا على القرآن ونوجه نفوسهم إلى القرآن من أول يوم وفي كل يوم وغايتنا التي ستتحقق أن يكون القرآن منهم رجالا كرجال سلفهم وعلي هؤلاء الرجال القرانيين تعلق هذه الأمة آمالها وفي سبيل تكوينهم تلتقي جهودها }
ولا يكتفي بذالك بل عليه ان يكون عصريا يتحكم في زمام الإقتصاد والعلوم والتكلونجيا فيقول لتلامذه : حافظ علي مالك فهو قوام أعمالك فاسلك كل سبيل مشروع لتخليصه وتنميه واطرق كل باب خيري لبذله … حافظ علي حياة لك الا بحياة قومك ووطنك ودينك وجميل عاداتك وإذا أردت الحياة و طرق المعاشرة والتعامل . } ويضيف:{ كن عصريا في فكرك وفي تجارتك وفي صناعتك وفي فلاحتك وفي تمدنك ورقيك }
وعندما سأله أحد المسؤولين الفرنسين عن الهدف من جولاته إلى كل مناطق البلاد رد عليه : إننانريد للمسلمين الجزائرين أن يبلغوا في المعارف والفلاحة والتجارة والصناعة مستوى الفرنسين، ولايمكن ان يتحقق كل ذلك حسب ابن باديس إلا بالتربية الإسلامية الصحيحة وطلب العلم والتأمل في الكون مثلما أمرناالقرآن الكريم { أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت , وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت , وإلى الأرض كيف سطحت } وهي دعوة للمسلم للقراءة في الكتب والتأمل في الإنسان والطبيعة و الكون والمجتمع بهدف اكتشاف مختلف القوانين العالمية ثم الاستفادة منها.
1- الحفاظ على الشخصية الوطنية ومقوماتها :
تتمثل هذه المقومات في الدينالإسلامي و اللغة العربية التي كانت عرضة للتهديد الإستعماري الفرنسي للقضاء عليها لأنها تقف كحجرة عثرة امام محاولات الإستعمار في تحويل الشعب الجزائري إلي شعب فرنسي مما جعل ابن باديس ورفاقه يبذلون جهودا كبيرة في ذلك لأنهم يدركون انه لايمكن للجزائر أن تستقل عن فرنسا إذا ضيعت لغتها ودينها واللذين يميزانهما عن الأمة الفرنسية فيقول ابن باديس في ذلك { إن هذه الأمة الجزائرية الإسلامية ليست هي فرنسا ولايمكن أن تكون فرنسا ولا تستطيع إن تكون فرنسا ولو أرادت بل هي بعيدة عن فرنسا كل البعد في لغتها و في أخلاقها , وفي عنصرها وفي دينها , لا تريد أن تندمج , ولها وطن محدود معين هو وطن الجزائر بحدوده المعروفة
. ولهذا جعل شعار جمعية العلماء المسلمين الجزائريين هو " الإسلام ديننا, العربية لغتنا , الجزائر وطننا " بمعنى الحفاظ على الإسلام و تنقيته من الخرافات التي ألصقت بالعقيدة الإسلامية ثم إحياء اللغة العربية و الحفاظ عليها هو الطريق لاستعادة وطننا الجزائر .
2- محاربة الشعوذة و الخرافات:
كان ابن باديس يدرك كل الإدراك أن الاستعمار كان يشجع الخرافات و الشعوذة التي ألصقت بالدين الإسلامي لان ذلك هو الطريق لإعطاء صورة مختلفة و مشوهة عن الإسلام تمهيدا لإبعاد الناس تدريجا عنه معتقدين أن ه هي حقيقته عند مقارنته بما تقدمه الكنيسة الاستعمارية ولهذا حارب ابن باديس الطريقة الفاسدة و الشعوذة و الدورة بكل ما أوتي من قوة مثلما كان يفح هؤلاء المشعوذين و الدراويش و الطريقين الفاسدين الذين كانوا يلبسون ويستغلون الدين ويمتون ملكة العقل والتفكير في الإنسان الجزائري بهدف تحقيق مصالحهم الخاصة فيقول عن الطريقة الفاسدة بأنها مبينة { علي الغلو في الشيخ و التحيز لإتباع الشيخ وخدمة الشيخ و أولاد الشيخ إلى ما هناك من استغلال وإذلال وإعانة للأهل الاستغلال الإذلال والاستغلال ومن تجميد العقول إماتة للهمم وغير ذلك من تلك الشرور }
وأصبح ابن باديس يهدد مصالح هؤلاء المشعوذين الذين كانوا يتآمرون مع الاستعمار لإبقاء الشعب في تخلفه وعدم وعيه و سباته مما يسهل عليه استغلاله و إبقائه منقاد إليهم إليهم وكانوا يقيمون بكل ذلك باسم الدين البريء منهم ولم يكن أمام هؤلاء المشعوذين للدفاع عن مصالحهم إلا اغتيال ابن باديس فعرفوا كيف يستغلون أحد أتباعهم فزعموا له بأنه كافر وان قتله جهاد يفتح الطريق إلي الجنة فحاول اغتيال ابن باديس في 1927م لكنه أنجاه الله في آخر لحضت و ألقى عليه هذا الجاني لكن ابن باديس عفا عنه لأنه كان يدرك أنه لم فقم بفعلته بمحض إرادته وإنما بتحريض هؤلاء الدراويش المستغلين للدين و لجهل الجاني.

3- الحفاظ علي وحدة الأمة والوطن :
حتى يبقي الفرنسي سيطرته علي الجزائر كان يطبق المبدأ الاستعماري المعروف: { فرق تسود }
فكان يعمل جاهدا التفريق بين الشعب الجزائري وضرب بعضه البعض , فلجأ خاصة إلي التفريق بين العرب و البربر و إثارة الفتة بين الطرفين و أكثر من هذا حاول الاستعمار التفريق بين البربر أنفسهم فقسمهم إلي وحدات عشائرية : القبائل والشاوية و الطوارق وبني ميزاب ….
فلم يكن أماما بن باديس إلا العمل من اجل إطفاء نار الفتنة بين أفراد أبناء الشعب الواحد فكان يقول :{ إن أبناء يعرب و أبناء مزيغ قد جمع بينهم الإسلام منذ الصغر عشر قرنا ثم بدأت تلك القرون تمزج ما بينهم في الشدة والرخاء وتألف بينهم في العسر واليسر, وتوحدهم في السراء والضراء حتى كونت منهم منذ أحقاب بعيدة عنصرا مسلما أمة الجزائر أبوها الإسلام , وقد كتب أبناء يعرب و أبناء مزيغ آيات اتحادهم علي صفحات هذه القرون بما أرقوا من دمائهم في ميدان الشرف لإعلاء كلمة الله , و ما أسالوا من محاربهم في مجالس الدرس لخدمة العلم …
فأي قوة بعد هذا يقول عاقل تستطيع أن تفرقهم لولا الظنون و الكاذب و الأماني الخادع, يعجبا لم يفتقروا وهم أقوياء فكيف يفترقون وغيرهم القوى ؟
كلا والله بل لا تزيد كل محاولة لتفريق بينهما إلا شدة في إتحادهم وقوة لرابطتهم }
هذه هي الأهداف التي وضعها ابن باديس والتي كان يرها ضرورية لبناء الإنسان الذي سيقوم ببناء الجزائر بعد الاستقلال بعد أن يحررها من الاستعمار .

ظل الأستاذ الإمام عبد الحميد بن باديس يواصل جهاده في جميع الميادين. من أجل العلم و الوطن و العروبة و الإسلام بالرغم من نحالة جسمه , بإيمان و عزم، عندما اندلعت الحرب العلمية الثانية عام 1939م طلبت السلطات الاستعمارية من الشيخ عبد الحميد بن باديس إصدار بيان مؤيد لفرنسا فرفض أن يتخذ موقفا من صراع لا ناقة فيه ولا جمل الشعوب المستعمرة وكيف يلبي وهو يقول : { لو طلبت مني فرنسا قول لإله إلا الله لما قلتها }
وبسبب موقفه ذلك وضع تحت الإقامة الجبرية بمنزله في قسنطينة حتى نعي الشعب الجزائري , مساء يوم الثلاثاء, 8 ربيع الأول سنة 1359هـ (16 أفريل 1940م) الذي اتخذته الجزائر يوم العلم بعد الاستقلال وقد قال البعض انه قد قتل مسموما من طرف الاستعمار.
وقد شيعت جنازة الشيخ في موكب عظيم حضرته مختلف الطبقات و الهيئات التي عدت بعشرات آلاف , جاؤوا من جميع أطراف الوطن. وقام بتأبينه, قبل مواراته التراب, رفيقاه في الجهاد العلمي: الشيخ مبارك الميلى و الشهيد الشيخ العربي التبسي, ثم الدكتور بن جلول. وقد دفن جثمانه في روضة أسرته بحي الشهداء بقسنطينة, رضي الله عنه في الخالدين.
رحمك الله يا ابن باديس, عشت و مت مجاهدا من أجل الجزائر و العروبة و الإسلام, فربطت الجزائر العربية المسلمة ذكرى وفاتك بيوم العلم الذي تحتفل به كل سنة تقديرا وتخليدا لجهادك وعلمك من أجل تكريم الإنسان و تحرير الأوطان.

    الونشريس

    شكرا

    الف شكر غاليتي
    موضوع رائع

    نورتيني

    دوار الوضعة الانتيابي الحميد 2024


    الونشريس

    دوار الوضعة الانتيابي الحميد

    الونشريس

    الدوار أو الشعور بأن الارض تدور من حولنا ، هو نتيجة لخلل يصيب جزءآ من الأذن مسئولآ عن التحكم في الاتزان . وفي الدوار الوضعي ( ويعرف طبيآ بإسم الدوار الوضعي الحميد الذي يأتي على شكل نوبات ) ، يشعر المريض بإحساس بالدوار الشديد عندما يحني رأسه للخلف للنظر لأعلى أو عندما يرقد على جنبه .
    وأثناء هذه النوبة ، قد تتحرك العينان من جانب إلى آخر دون سيطرة من المريض عليها .

    وعادة ما يستمر الدوار الوضعي لدقيقة واحدة تقريبآ فقط ، حتى إذا إحتفظ المريض بالوضع الذي سببه في البداية .

    وقد يحدث الدوار الوضعي نتيجة لتصلب الشرايين ، و تلف قناة الاذن الذي يحدث مع الشيخوخة وعدوى الاذن الوسطى ، و عدوى قناة الأذن الداخلية ، و اصابات الرأس ، أو جراحة الاذن ، كما أنه قد يكون أيضآ من اعراض التصلب المتعدد أو نتيجة لعدوى فيروسية .

    استشر طبيبك إذا أصبت بدوار وضعي . وفي الغالب يكون مجرد تجنب اوضاع الجسم المسببة للنوبة هو كل ماتحتاجه من العلا المطلوب . وقد ينصح طبيبك بمناورة بدنية بالرأس والعنق ، وتسمى مناورة إعادة تهيئة وضع القناة canalith repositioning procedure ، والتي يمكن أن تعيد ضبط إستقامة أجزاء الأذن الداخلية معآ وتحسن من حالة الدوار . وبديلآ لذلك ، قد ينصح باللجوء للعلاج الطبيعي لتحسين حالة الإتزان .


    الونشريس

      مشكووووووووووورة ياقمر لموضوعك الرائع

      جزاك الله خيرا
      الف شكر يا عسل

      موضوع مفيد

      الونشريس

      مشكووووووووورة

      السلطان عبد الحميد السلطان المظلوم 2024

      كلما تردَّد على مسامعي ذلك الاسم، تذكرت مقولة صاحبه: "يجب تقوية روابطنا ببقية المسلمين في كل مكان، يجب أن نقترب من بعضنا البعض أكثر وأكثر؛ فلا أمل في المستقبل إلا بهذه الوحدة، ووقتها لم يحن بعد، لكنه سيأتي اليوم الذي يتحد فيه كل المؤمنين وينهضون نهضة واحدة ويقومون قومة رجل واحد يحطمون رقبة الكفار".. إنه السلطان عبد الحميد الثاني، السلطان الرابع والثلاثون من سلاطين الدولة العثمانية وآخر عظمائها، وقاهر زعيم الحركة اليهودية الصهيونية العالمية (تيودر هرتزل).

      ولد السلطان عبد الحميد الثاني يوم الأربعاء 22 سبتمبر 1842م. توفيت والدته متأثرة بمرض السلّ وهو في الثامنة من عمره، فاحتضنته الزوجة الثانية لوالده التي كان معروفاً عنها أنّها شديدة التديُّن، وأسبغت عليه كل حنانها وعطفها، وقد بادلها عبد الحميد هذا الحب، فكان يقول عنها: "لو كانت والدتي حيَّة لما استطاعت أن ترعاني أكثر من رعايتها"، وعندما توفيت أوصت بجميع ثروتها لابنها الذي أحبَّته.

      قضى السلطان شبابه يطلب العلم على عكس ما صوّره أعداؤه بأنه كان شخصاً جاهلاً لا يعرف القراءة والكتابة إلا بصعوبة؛ فهو قد درس اللغة التركية والفارسية والعربية والفرنسية، وكان يقول الشعر، ومحبَّاً للمطالعة.. كما عُرف بتقواه وتمسُّكه بدينه، وتقول عنه ابنته عائشة: "كان والدي يؤدي الصلوات الخمس في أوقاتها، ويقرأ القرآن الكريم، وكان كثير الارتياد للجوامع، لا سيما في شهر رمضان".

      اعتلى عبد الحميد الثاني عرش الدولة يوم الخميس 31 أغسطس 1876م وهي مثقلة بالديون والأعباء والمشاكل الداخلية والخارجية؛ ففي الداخل نشطت الأفكار القومية العصبية، والأحزاب العلمانية ذات الأفكار الهدّامة، والمحافل الماسونية، وظهرت حركات تركيا الفتاة، والشبيبة العثمانية، والاتحاد والترقي؛ وكلها حركات تدعو للتغريب وهدم الخلافة الإسلامية.. وفي الخارج ظهرت التهديدات الروسية بقوة في صورة حربين متتاليتين، والاحتلال الإنجليزي لمصر والسودان وقبرص، والاحتلال الفرنسي للجزائر وتونس، يضاف إلى ذلك الثورات العاتية في البلقان، خاصة في بلغاريا والصرب والجبل الأسود، بتحريض علني وسافر من الروس.

      في هذا الجو المكفهر، حكم السلطان عبد الحميد الثاني لأكثر من 30 سنة، استطاع خلالها أن يواجه أعداداً لا تحصى من الأعداء بالداخل والخارج، واستطاع أن يحفظ الدولة من الانهيار بعد الحرب مع روسيا، وقمع تمرد كريت، وانتصر على اليونان، ودرّب الجيش على أساليب القتال الحديثة، وواجه موجات التغريب وأفكار العلمانية بالدعوة لإنشاء الجامعة الإسلامية ليعيد مفهوم الخلافة الإسلامية، فيجتمع المسلمون تحت لوائها، وفتح المدارس المتنوعة، والجامعات بكلياتها المختلفة، وتوسع في العمران، وأنشأ الخط الحديدي الحجازي من دمشق إلى المدينة المنورة وكان طوله 1327كم.

      أما بالنسبة لموقفه تجاه فلسطين، فلقد حاول الصهاينة منذ بَدء هذه الحركة الاتصال بالسلطان عبد الحميد لإقناعه بفتح الهجرة اليهودية إلى فلسطين، والسماح لهم بإقامة مستوطنات للإقامة فيها، وقد قام هرتزل باتصالاته تلك برعاية من الدول الاستعمارية الأوروبية، وكان هرتزل يعلم مدى الضائقة المالية التي تمرُّ بها الدولة العثمانية؛ لذلك حاول إغراء السلطان بحل مشاكل السلطنة المالية مقابل تنفيذ مطالب اليهود، لكنَّ السلطان ما وهن وما ضعف وما استكان أمام الإغراء حيناً، والوعد والوعيد حيناً آخر، حتى أدرك اليهود في النهاية أنه ما دام السلطان عبد الحميد على عرش السلطنة، فإنَّ حلمهم بإنشاء وطن قومي لهم سيظل بعيد المنال.. وجاء في رسالة السلطان عبد الحميد ردَّاً على محاولات هرتزل: "انصحوا الدكتور هرتزل بألا يتخذ خطوات جدية في هذا الموضوع، فإني لا أستطيع أن أتخلى عن شبر واحد من أرض فلسطين، فهي ليست ملك يميني، بل ملك الأمة الإسلامية، ولقد جاهد شعبي في سبيل هذه الأرض ورواها بدمه، فليحتفظ اليهود بملايينهم، وإذا مزقت دولة الخلافة يوماً فإنهم يستطيعون آنذاك أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن، أما وأنا حيّ فإن عمل المبضع في بدني لأهون علي من أن أرى فلسطين قد بترت من دولة الخلافة، وهذا أمر لا يكون. إني لا أستطيع الموافقة على تشريح أجسادنا ونحن على قيد الحياة".

      بعد هذا لم يكن أمام القوى المعادية للإسلام داخلياً وخارجياً إلا الإطاحة بحكم الرجل القوي عبد الحميد الثاني، الذي كان بمنزلة عقبة كؤود في سبيل تمكين اليهود من اغتصاب فلسطين.

      بدأت خطوات الإطاحة بتدبير مظاهرات صاخبة في عدة مدن مثل «سلانيك» و«مناستر»؛ للضغط على عبد الحميد من أجل إعادة الدستور، فالتف عبد الحميد على هذه الضغوط وأعلن عودة البرلمان والدستور وسكت عن اعتداءات رجال الاتحاد والترقي على رجاله المقربين وأتباعه.. لم تكن هذه الخطوة كافية للإطاحة برجل في وزن عبد الحميد له مكانة وجلاله في قلوب العثمانيين، فتم تدبير حادثة 31 مارس سنة 1909 في إسطنبول، وهي الحادثة التي قتل فيها بعض عسكر جمعية الاتحاد والترقي بإسطنبول، وحدثت فوضى عارمة في العاصمة بتخطيط يهودي صرف، وعلى أثره دخل عسكر الاتحاد والترقي من سلانيك إلى إسطنبول وارتكبوا مذبحة كبيرة في قصر الخلافة بلا مبرر، وقتلوا إسماعيل حقي وزير الحربية، ووجهوا اتهامات للسلطان عبد الحميد بأنه يريد إحياء الشريعة الإسلامية!

      تم تشكيل ما يسمى المجلس الملكي، فاجتمع مع مجلس حركة الاتحاد والترقي وقرروا خلع السلطان عبد الحميد، وذلك بعد استصدار فتوى من شيخ الإسلام محمد ضياء الدين تحت التهديد، وتوجه وفد مكون من الفريق بحري «عارف حكمت»، وآرام الأرمني، وأسعد طوبطاني، وعمانوئيل قره صو اليهودي؛ إلى قصر الخلافة وسلموا رسالة الخلع للسلطان، الذي تقبّل الأمر بهدوء لكن بعزة المسلم وكرامة خليفة المسلمين، وتمّ نفيه إلى (قصر الأتيني) الذي كان يملكه شخص يهودي إمعاناً في إذلاله، حيث عاش معزولاً عن الناس، محاطاً بحراسة مشددة بعد أن جُرّد من كل ثروته، ثم نُفي بعد ذلك إلى (قصر بيلربي)، حيث توفي عن عمر الـ 76 عاماً في (10فبراير 1918م).

      وهكذا طويت صفحة الخلافة الأخيرة، وبالإطاحة بالسلطان عبد الحميد سقطت الدولة العثمانية سقوطها الحقيقي، واعتبر اليهود وكل أعداء الإسلام هذا اليوم عيداً لهم، وطبعوا بذلك طوابع بريدية، واستعدوا للانقضاض على فلسطين.

      قالوا في السلطان عبد الحميد:
      البروفيسور ورئيس جامعة بودابست اليهودي (أرمينيوس وامبري): "إرادة حديدية، عقل سليم.. شخصية وخُلُق وأدب رفيع جداً، يعكس التربية العثمانية الأصيلة، هذا هو السلطان عبد الحميد.. والسلطان متواضع ورزين إلى درجة حيّرتني شخصياً، وهو لا يجعل جليسه يشعر بأنه حاكم وسلطان كما يفعل كل الملوك الأوروبيين في كل مناسبة، يلبس ببساطة ولا يُحبُّ الفخفخة، أفكاره عن الدين والسياسة والتعليم ليست رجعية، ومع ذلك فإنَّه متمسك بدينه غاية التمسُّك، يرعى العلماء ورجال الدين، ولا ينسى بطريرك الروم من عطاءاته الجزيلة".

      جمال الدين الأفغاني: "إنّ السلطان عبد الحميد لو وزن مع أربعة من نوابغ رجال العصر لرجحهم ذكاء ودهاء وسياسة".

      البطريرك الماروني إلياس الحويك: "لقد عاش لبنان وعاشت طائفتنا المارونية بألف خير وطمأنينة في عهد السلطان عبد الحميد الثاني، ولا نعرف ماذا تخبئ لنا الأيام بعده".

        يسلمووو يا قمرى

        مشكورة حبيبتي

        شكرا لك حبيبتي
        نورتوني

        زيادة الكولسترول الحميد هل هي أفضل للصحة؟ 2024

        كثيرا ما يشجع الأطباء المصابين بأمراض القلب أو المعرضين لها على رفع نسبة الكولسترول مرتفع الكثافة (HDL) إلى مستوى فوق 40 مليغراما لكل ديسيلتر، إذ يعتقد أن انخفاض نسبته عن هذا المستوى يضعف من التأثير «المفيد» للكولسترول في حماية القلب والأوعية الدموية، لكن أهمية زيادة نسبة هذا الكولسترول مرتفع الكثافة (HDL) ربما تكون أقل، وخاصة بالنسبة لمن لديهم نسبة متدنية جدا من الكولسترول منخفض الكثافة.
        دور الكولسترول الحميد:
        ويعود ذلك إلى أن فهم فائدة الكولسترول مرتفع الكثافة للجسم لا يزال أقل من فهم كيفية إحداث الكولسترول منخفض الكثافة (LDL) للتأثيرات السلبية. ونحن نعرف بالفعل أن الكولسترول مرتفع الكثافة له مهام متعددة، حيث يعمل على نقل الكولسترول من الأوعية الدموية إلى الكبد للتخلص منه، كما يمنع الأكسجين من تحويل الكولسترول منخفض الكثافة إلى مادة أكثر ضررا بكثير، تتسبب في انسداد الأوعية الدموية. وهو يخفف من الالتهابات التي تعتبر أحد عوامل تكون «التخثر»، كما يقلل «الفبرينوجين» fibrinogen، الذي يعتبر عاملا أساسيا في تكون جلطات الدم التي تتسبب في حدوث النوبات القلبية ومعظم السكتات الدماغية.
        لكن هذه الفوائد المتعددة التي يتسم بها الكولسترول مرتفع الكثافة لم تكن ذات أهمية لدى المتطوعين في الدراسة التي تحمل عنوان «إيم هاي» AIM – HIGH study، وهي دراسة تهدف إلى تحديد ما إذا كان مرضى القلب الذين لديهم انخفاض في نسبة الكولسترول مرتفع الكثافة سيتعرضون لمشكلات أقل في القلب والأوعية الدموية بعد استعمال علاج بـ«النياسين» niacin الذي يعزز الكولسترول مرتفع الكثافة (ويعرف أيضا بفيتامين «بي 3» أو حمض النيكوتين).
        لكن النتيجة جاءت سلبية، فبعد انتهاء العلاج كانت نسبة الكولسترول مرتفع الكثافة (HDL) لدى أفراد مجموعة العلاج بـ«النياسين» أعلى من أفراد مجموعة العلاج الوهمي، في حين كانت نسبة الكولسترول (LDL) الضار والدهون الثلاثية أقل. ولكن على مدار الدراسة التي استغرقت ثلاث سنوات، لم يكن هناك أي فارق في التصنيفات الإكلينيكية ذات الأهمية الحقيقية، وهي النوبات القلبية، والسكتات الدماغية الناتجة عن جلطة، ودخول المستشفى والوفاة بسبب مرض القلب («نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسن»، نشرت على الإنترنت في 15-11-2019).
        دور أدوية الستاتين
        * هل تقوم أدوية الستاتين ststins بمعظم العمل؟ إليكم ما حدث: كان جميع أفراد العينة في الدراسة يتناولون أيضا جرعات من أدوية «ستاتين» عالية بما يكفي لخفض نسبة الكولسترول منخفض الكثافة لديهم (ما بين 40 و80 ملغم/ ديسيلتر)، ومن هنا فإن رفع الكولسترول مرتفع الكثافة باستخدام «النياسين» كان يبدو زائدا وأكبر من اللازم. ويظن بعض الباحثين أن من حصلوا على جرعات عالية من «الستاتين» في الدراسة كانت لديهم ترسبات مستقرة على جدران الشرايين بالفعل، وغير معرضة للتفكك والتسبب في حدوث جلطة، ومن ثم لم يكن هناك ما يمكن أن يفعله الكولسترول مرتفع الكثافة أكثر من ذلك.
        ويثير ذلك مجددا السؤال حول الأثر الحقيقي لنسبة الكولسترول مرتفع الكثافة على مرضى القلب والسعي لإيجاد عقاقير من أجل رفع تلك النسبة.
        تغيير نمط الحياة:
        يظل تغيير نمط الحياة هو الخيار الأفضل، لأن ذلك يقلل أيضا من نسبة الكولسترول منخفض الكثافة، إلى جانب الكثير من الآثار الأخرى المفيدة للصحة. وعليه، نكرر أن على كل من يتعرض لاحتمال الإصابة بأمراض القلب أن يحرص على:
        * الإقلاع عن التدخين وخفض الوزن إذا كان يحتاج إلى ذلك.
        * زيادة الأنشطة البدنية.
        * تناول كميات أكبر من الفواكه والخضراوات، وتقليل تناول الكربوهيدرات المعدلة، والابتعاد تماما عن الدهون غير المشبعة.
        * كما يعتبر الاعتدال في تناول الكحوليات جزءا من أسلوب الحياة المفيد للقلب.. وتذكر أنه حتى في حالة تناول كميات متوسطة من الكحوليات، فإنها قد تزيد من خطر الإصابة بسكتة دماغية نزفية أو الوفاة بالسكتة الدماغية.
        دور «النياسين» ثانوي
        * هذه ليست بالضرورة هي نهاية المهمة بالنسبة لـ«النياسين»، الذي كان يستعمل قبل «الستاتين» في ضبط نسبة الكولسترول. وهناك دراسة دولية واسعة النطاق تجرى حاليا على «النياسين»، وتشمل عينة مشاركين أكبر بكثير من دراسة «إيم هاي»، ومن المتوقع أن تنشر نتائج هذه الدراسة سنة 2024، وهذه النتائج ستساعد بالتأكيد على توضيح الوظيفة التي يقوم بها «النياسين».
        وإلى أن تنشر تلك النتائج، ينبغي على الأطباء «الاعتماد (على النياسين) بشكل جزئي» بالنسبة للمرضى الذين لا يتحملون أدوية «الستاتين»، حسب مقالة صاحبة الدراسة التي نشرتها «نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسن»، وقد يفيد أيضا مستخدمي «الستاتين» الذين يستمر ارتفاع نسبة الكولسترول منخفض الكثافة لديهم. ولكن إذا ظهر لديك الكولسترول مرتفع الكثافة في العشرينات أو الثلاثينات من العمر، والكولسترول منخفض الكثافة في السبعينات أو الثمانينات من العمر، مثل كثير من المشاركين في دراسة «إيم هاي»، فقد يكون ما تحتاج إليه هو نمط حياة صحيا، وليس إنفاق المزيد من النقود والتعرض لخطر الأعراض الجانبية (التي تشمل مبدئيا الاحمرار والإحساس بالوخز في الجلد) من تناول «النياسين».
        * رسالة هارفارد للقلب – خدمات «تريبيون ميديا»

          جزاكِ الله خيراً

          أقوال الشيخ عبد الحميد كشك,أقوال جميلة وصريحة للشيخ كشك,رحمه الله 2024

          أقوال الشيخ عبد الحميد كشك,أقوال جميلة وصريحة للشيخ كشك,رحمه الله.
          أقوال الشيخ عبد الحميد كشك,أقوال جميلة وصريحة للشيخ كشك,رحمه الله.
          أقوال الشيخ عبد الحميد كشك,أقوال جميلة وصريحة للشيخ كشك,رحمه الله.
          الونشريس
          ابحثوا وراء كل فاشل تجدوا امراة.
          الونشريس
          الدنيا إذا ما حلت أوحلت، وإذا ما كست أوكست، وإذا أينعت نعت.
          الونشريس
          الدهر مدرسة أساتذتها الأيّام والليالي.
          الونشريس
          النفس كالزّجاجة إن لم يملأها شيء ملأها الهواء.
          الونشريس
          إذا احتكمت دولتان صغيرتان إلى هيئة الأمم المتحدة ضاعت الدولتان الصغيرتان معاً، وإذا احتكمت دولة صغيرة ودولة كبيرة إلى هيئة الأمم المتحدة ضاعت الدولة الصغيرة، أما إذا احتكمت دولتان كبيرتان إلى هيئة الأمم المتحدة ضاعت الأمم المتحدة نفسها.
          الونشريس
          كنا نبحث عن إمامٍ عادل آمْ طِلِعْلِنا عادل إمام.
          الونشريس
          الظلم تسعة أعشاره عندنا في السجن، وعُشر يجوب العالم كله، فإذا أتى الليل بات عندنا.
          الونشريس
          لا تسمعوا لكلام مصطفى محمود واسمعوا لكلام المصطفى المحمود.
          الونشريس
          دا هما بيقولوا دي مصر أم الدنيا، والنبي صلى الله عليه وسلم بيقول دا الدنيا ملعون ما فيها، تبقى مصر أم الملاعين.
          الونشريس
          ربى ارزق كل مشتاقة للذرية الصالحة ذرية صالحة كاملة معافاة عاجلا وغير اجلا يارب العالمين قولوا امين

            تسلم ايدك
            نااايس طررررح

            ربى ارزق كل مشتاقة للذرية الصالحة ذرية صالحة كاملة معافاة عاجلا وغير اجلا يارب العالمين قولوا امين

            امين يارب
            نورتونى حبيباتى

            يسلمو إيديكي
            ورحم الله الشيخ

            امين يارب تسلمى حبيبتى