كراسى العرش 2024

الونشريس

كراسي العرش , صوركراسي الحكم

يطلق اسم العرش (Throne) على الكرسي الذي يجلس عليه الملك أو السلطان أو العاهل أو الزعيم الديني في الاحتفالات و المناسبات، من أسمائه الأخرى :الكرسي أو المسند أو الديوان، أطلق عليه الهنود القدماء اسم Gaddi. وغالبا ما تعكس كراسي العرش أجمل فنون وتراث البلد الذي يحكمه صاحب الكرسي. الرومان القدماء استخدموا العروش لملوكهم وقياصرتهم وللآلهة التي كانو يعبدونها وقد وضعوا تماثيل للالهة على العروش حتى أصبحت فيما بعد مراكز للعبادة. و ورد أيضا ذكر كلمة العرش مرارا في الكتب السماوية للديانات الثلاث في عدة مواضع

ومن العروش المذكورة في الكتب السماوية عرش نبي الله يوسف عندما رفع والديه عليه و كذلك العرش العظيم لملكة سبأ بلقيس
وكذلك عرش نبي الله سليمان عليه السلام والصورة التالية لنسخة من عرش نبي الله سليمان كما وصف في التوراه والنصوص اليهودية القديمة (الإسرائيليات).

الونشريس

الصورة التالية لما يعتقد أنه بقايا عرش بلقيس ملكة سبأ والموجود في مدينة سبأ اليمنية داخل ما يعرف بمعبد الشمس ويذكر في القرآن الكريم أن العرش تم نقله إلى نبي الله سليمان عليه السلام.

الونشريس

ملوك مصر القديمة “الفراعنة” استخدموا الذهب الخالص لصنع كراسي العرش الخاصة بهم، صورة لكراسي الملك توت عنخ آمون و المحفوظة في متحف القاهرة.

الونشريس

الونشريس

اهتم رجال الدين المسيحي باتخاذ كراسي خاصة للعرش للباباوات و القديسين، صورة لكرسي العرش في كنيسة القديس بيتر في الفاتيكان يقال أن القديس بيتر نفسه استخدمه ولذلك اطلق عليه اسم “كرسي القديس بيتر” كما استخدمه الباباوات من بعده.

الونشريس

صورة لكرسي البابا في كنيسة سان جيوفاني في روما، ايطاليا.

الونشريس

نستعرض الآن كراسي العرش لملوك العصور الوسطى و الحديثة:
كراسي قصر Topkapi في اسطنبول- تركيا الذي كان المقر الرئيسي لسلاطين العصر العثماني لما يقارب 400 سنة و الذي أصبح الان الوجهة الاولى للسياح الذي يقصدون تركيا و أحد أهم مواقع اليونسكو للتراث العالمي خاصة و أنه يحتوي على عباءة و سيف سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم.

الونشريس

    جمیل جدا معلومات رائعه

    يسلمووووو

    نورتم

    موضوع رائع غاليتي
    شكرا

    الونشريس

    صفات حملة العرش واللوح المحفوظ 2024

    ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺷﻴﺒﺔ
    ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ " ﺻﻔﺔ ﺍﻟﻌﺮﺵ " ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻠﻒ : ) ﺃﻥ
    ﺍﻟﻌﺮﺵ ﻣﺨﻠﻮﻕ ﻣﻦ ﻳﺎﻗﻮﺗﻪ ﺣﻤﺮﺍﺀ ﺑُﻌﺪُ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﻗﻄﺮﻳﻪ
    ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﺃﻟﻒ ﺳﻨﺔ (
    ﻭﻗﺎﻝ ﺷﻬﺮ ﺑﻦ ﺣﻮﺷﺐ ) ﺣﻤﻠﺔ ﺍﻟﻌﺮﺵ ﺛﻤﺎﻧﻴﻪ ﺃﺭﺑﻌﺔ
    ﻣﻨﻬﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ :ﺳﺒﺤﺎﻧﻚ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻭﺑﺤﻤﺪﻙ ﻟﻚ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻋﻠﻰ
    ﺣﻠﻤﻚ ﺑﻌﺪ ﻋﻠﻤﻚ ( ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ : ) ﺳﺒﺤﺎﻧﻚ ﺍﻟﻠﻬﻢ
    ﻭﺑﺤﻤﺪﻙ ﻟﻚ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻋﻔﻮﻙ ﺑﻌﺪ ﻗﺪﺭﺗﻚ (
    ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
    ﻗﺎﻝ
    ) ﺃُُﺫﻥ ﻟﻲ ﺃﻥ ﺃﺣﺪﺙ ﻋﻦ ﻣﻠﻚ ﻣﻦ ﻣﻼﺋﻜﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ
    ﻣﻦ ﺣﻤﻠﺔ ﺍﻟﻌﺮﺵ ﺍﻥ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺷﺤﻤﺔ ﺃﺫﻧﻪ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﺗﻘﻪ
    ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺳﺒﻌﻤﺎﺋﺔ ﻋﺎﻡ (
    ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻠﻮﺡ ﺍﻟﻤﺤﻔﻮﻅ :
    ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺍﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ
    ) ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻠﻖ ﻟﻮﺣﺎ ﻣﺤﻔﻮﻇﺎً ﻣﻦ ﺩﺭﺓ ﺑﻴﻀﺎﺀ ﺻﻔﺤﺎﺗﻬﺎ
    ﻣﻦ ﻳﺎﻗﻮﺗﺔ ﺣﻤﺮﺍﺀ ، ﻗﻠﻤﻪ ﻧﻮﺭ ﻭﻛﺘﺎﺑﻪ ﻧﻮﺭ ﻟﻠﻪ ﻓﻴﻪ ﻓﻲ
    ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺳﺘﻮﻥ ﻭﺛﻠﺜﻤﺎﺋﻪ ﻟﺤﻈﻪ ﻳﺨﻠﻖ ﻭﻳﺮﺯﻕ ﻭﻳﻤﻴﺖ
    ﻭﻳﺤﻴﻰ ﻭﻳﻌﺰ ﻭﻳﺬﻝ ﻭﻳﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﻳﺸﺎﺀ (
    ﻭﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻗﺎﻝ
    ) ﺇﻥ ﻓﻲ ﺻﺪﺭ ﺍﻟﻠﻮﺡ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﺩﻳﻨﻪ ﺍﻹﺳﻼﻡ
    ﻭﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪﻩ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ (
    ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﻪ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﻳﻪ ﻟﻼﻣﺎﻡ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ

      الونشريس

      واياكي يا حبيبتي

      جزآك الله خيراً

      جزانا الله واياك

      سجود الشمس تحت العرش 2024

      إنها شبهة أثارها أعداء الإسلام بهدف التشكيك في صدق نبينا عليه الصلاة والسلام، فقالوا إن الشمس تجري بقوانين كونية محكمة، ومع أننا نراها تغرب وتتحرك إلا أن الحقيقة أن الأرض هي التي تدور حولها. لقد شككوا بصدق حديث النبي الأعظم عندما قال لأبي ذر حين غربت الشمس: (أتدري أين تذهب)، فيقول أبو ذر: الله ورسوله أعلم، فيقول الحبيب: (فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش، فذلك قوله تعالى: (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) [يس: 38]، والحديث رواه البخاري.

      إن المؤمن يؤمن بكل ما جاء عن الله وعن رسوله، وأول صفة للمتقين أوردها الله في كتابه هي: (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) [البقرة: 2]، فقد حدثنا الله عن كثير من الأشياء الغيبية مثل الجن والملائكة والقيامة والجنة والنار ومعجزات الأنبياء، وكل هذه الأشياء لا يوجد إثبات علمي ملموس عليها، فهل ننكرها كما يفعل الملحدون؟
      إن العلم لم يصل إلى نهايته، بل كلما كشف العلماء حقيقة علمية جديدة زاد إحساسهم بجهلهم أكثر وتبين لهم أن الكون أعقد مما كانوا يظنون، وقد يكشف العلماء حقائق حول سجود الشمس في المستقبل، وبالتالي نكون أمام دليل مادي ملموس على صدق قول النبي عليه الصلاة والسلام.

      الونشريس
      لقد أراد النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم أن يذكرنا بأن هذه الشمس هي مخلوق من مخلوقات الله يسجد له ولا يعصي أمره، لقد صحح المعتقدات السائدة في زمنه حيث كان الناس يعتقدون أن الشمس هي إله فيسجدون لها. ولو كان النبي يريد الشهرة أو المال كما يدَّعون لكان الأجدر به أن يقرَّ قومه على شركهم وعقيدتهم الفاسدة في ألوهية الشمس، ولكنه رسول من عند الله.

      ولكن الحديث يؤكد على سجود الشمس وأنها تجري في فلكها وهي ساجدة لخالقها تعالى. ويمكننا أن نفهم هذه النقاط لنتمكن من فهم الحديث أكثر:
      1- إن كل شيء يسجد لله وبالتالي فإن الشمس تسجد لله في كل لحظة، وهذا لا يتناقض مع نص الحديث، بل إن النبي الأعظم عندما قال: (فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش) يعني أن الشمس في رحلتها تبقى ساجدة، فالعرش يحيط بالكون كله من جميع جوانبه، فأينما تكون الشمس فهي تحت العرش، وكل المخلوقات هي تحت العرش أيضاً!
      2- إن عمل الشمس الدائم في توليد الطاقة والحرارة هو امتثال لأمر الله وسجود له، والله تعالى يقول: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ) [الحج: 18].
      3- إن أفضل طريقة للرد على المشككين في مثل هذه الشبهات أن نزداد إيماناً ويقيناً وتمسكاً بهذا الدين، ولا نفسح مجالاً لهم أن يشككوا في ديننا الحنيف، فالله تعالى يريد أن يختبر إيماننا وصدقنا وثقتنا به، فالمؤمن لا يطلب الدليل الملموس على كل شيء، بل لسان حاله يقول: (كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا) [آل عمران: 7]. وليس ضرورياً أن نأتي بالدليل العلمي على كل شيء.
      فلو جاء ملحد وأنكر وجود الملائكة وطلب الدليل العلمي، فما هو العمل؟ ببساطة نقول إننا نؤمن بكل ما جاء في القرآن والسنة، فإذا كان هناك دليل علمي زادنا إيماناً وتسليماً، وإذا لم يوجد دليل علمي فهذا لن يؤثر في إيماننا. ولذلك فإن أول صفة للقرآن وردت هي (لَا رَيْبَ فِيهِ) وأول صفة للمتقين وردت هي (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) فتأملوا معي هاتين الصفتين:
      1- القرآن لا ريب فيه أي لا شك فيه.
      2- المتقون يؤمنون بالغيب أي بالأشياء غير الملموسة والتي لا يوجد عليها دليل مادي.
      ولكن الله تعالى أودع في كتابه الكثير من المعجزات العلمية لتثبتنا على الحق، وترك أشياء ليختبر صدق إيماننا، فلو قدم الله لنا الدليل المادي على كل شيء فما فائدة الإيمان إذاً، وكيف نتميز عن الملائكة أو عن الجمادات، فهذه لا تعصي أمر خالقها لأنها ليست مخيرة، ولكن الله أعطانا حرية الاختيار، ولذلك قال في أول سورة العنكبوت:
      (الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ * أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ * مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآَتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) [العنكبوت: 1-6].

        بارك الله فيكي ونفع بكي

        بااااااارك الله فيييك موضوووع رائع يستحق التقييييم

        الونشريس

        بارك الله فيكي يا قمر
        يتصفح الموضوع حالياً : 4 (1 عدلات و 3 زائرة)
        ‏حبيبة نوناا

        أين كان الله قبل خلق السموات وقبل خلق العرش ؟! 2024

        من ينكر علو الله واستواءه على عرشه سبحانه وتعالى ، ودائماً يسأل : أين كان الله قبل خلق السماوات ، وقبل خلق الجهات ، وقبل خلق العرش ؟

        الجواب :
        الحمد لله
        أولا :
        تقدم في جواب السؤال رقم : (992) ذكر الأدلة على علوّ الله تعالى على خلقه وأنّه سبحانه فوق السموات .
        كما تقدم في جواب السؤال رقم : (146779) بيان أن عرش الرحمن سبحانه كان على الماء قبل أن يخلق السموات والأرض وما فيهن .
        ثانيا :
        قبل خلق العرش ، وقبل خلق السموات والأرض ، وقبل خلق الجهات ، كان الله تعالى ولا شيء قبله ، ولا شيء غيره ، ولا شيء معه ؛ كما روى البخاري (7418) عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : إِنِّي عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَهُ قَوْمٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ فَقَالَ : اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا بَنِي تَمِيمٍ ، قَالُوا بَشَّرْتَنَا فَأَعْطِنَا ، فَدَخَلَ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ فَقَالَ : اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا أَهْلَ الْيَمَنِ إِذْ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ ، قَالُوا : قَبِلْنَا ، جِئْنَاكَ لِنَتَفَقَّهَ فِي الدِّينِ وَلِنَسْأَلَكَ عَنْ أَوَّلِ هَذَا الْأَمْرِ مَا كَانَ ؟ قَالَ : ( كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ قَبْلَهُ ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ ، ثُمَّ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ ، وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ ) .
        قال الحافظ رحمه الله :
        " فِيهِ دَلَالَة عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ شَيْء غَيْره لَا الْمَاء وَلَا الْعَرْش وَلَا غَيْرهمَا , لِأَنَّ كُلّ ذَلِكَ غَيْر اللَّه تَعَالَى " انتهى .
        وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم ما رواه مسلم (2713) : ( اللَّهُمَّ أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ … ) .
        وعَنْ أَبِي رَزِينٍ قَالَ : " قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيْنَ كَانَ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ خَلْقَهُ ؟ قَالَ : ( كَانَ فِي عَمَاءٍ مَا تَحْتَهُ هَوَاءٌ وَمَا فَوْقَهُ هَوَاءٌ ، ثُمَّ خَلَقَ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ ) رواه الترمذي ( 3109 ) وابن ماجه ( 182 ) وأحمد ( 15755 )
        والحديث صححه الطبري ، وحسَّنه الترمذي والذهبي وابن تيمية ، وضعفه الألباني في " ضعيف الترمذي " .
        وقال الترمذي : قال أحمد بن منيع : قال يزيد بن هارون : العماء : أي : ليس معه شيء .
        وقيل : معنى " عماء " : السحاب الأبيض .
        فالحاصل : أن الله جل جلاله ، تفرد بالأولية ، فلم يكن معه مخلوق في الأزل ، بل كان الله ولم يكن شيء قبله ؛ ثم خلق الخلق فاستوى على عرشه ، كما أخبر في كتابه ، على ما شاء سبحانه ، لا منازع له في ملكه ، ولا شريك له في سلطانه .
        ثانيا :
        هذا السؤال الذي يورده النفاة على من يثبت علو الله تعالى على خلقه ، واستواءه على عرشه ، إنما يصح أن يتوجه عليهم إذا كانوا يقولون إن الله تعالى يحتاج إلى عرشه ، أو إلى سماواته ، أو إلى شيء من خلقه ، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ، فأما إذا كان المثبتة يقررون مع ذلك ما يؤمن به كل مسلم ، من أن الله تعالى له الغنى المطلق عن خلقه كلهم ، لا منازع له في ملكه وسلطانه ، وأن العرش والسموات ، والخلائق جميعا ، إنما قامت ، واستمدت وجودها ، وبقاءها من ربها ، الذي منه الإيجاد لها ، والإعداد لما سخرها له ، والإمداد بالبقاء والرزق ، وأن العرش محتاج إلى ربه ، مرتفع بقوته وقدرته : ( إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ) فاطر/41 ، إذا كان الأمر كذلك ، فما وجه ورود هذا السؤال عليهم ، وما إلزامهم بشيء من لوازمه إلا البهت والعدوان .
        ثم إن السؤال وارد على النفاة أيضا ، ولا يخلصون منه إلا إذا أثبتوا ما دل عليه الشرع والعقل من علو الله على خلقه .
        قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
        " كَانَ اللَّهُ وَلَا شَيْءَ مَعَهُ ثُمَّ خَلَقَ الْعَالَمَ ؛ فَلَا يَخْلُو :
        إمَّا أَنْ يَكُونَ خَلقهُ فِي نَفْسِهِ ، وَانْفَصَلَ عَنْهُ ؛ وَهَذَا مُحَالٌ ، تَعَالَى اللَّهُ عَنْ مُمَاسَّةِ الْأَقْذَارِ وَغَيْرِهَا.
        وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ خَلقهُ خَارِجًا عَنْهُ ثُمَّ دَخَلَ فِيهِ ؛ وَهَذَا مُحَالٌ أَيْضًا تَعَالَى أَنْ يَحِلَّ فِي خَلْقِهِ .
        وَهَاتَانِ لَا نِزَاعَ فِيهِمَا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ .
        وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ خَلقهُ خَارِجًا عَنْ نَفْسِهِ الْكَرِيمَةِ ، وَلَمْ يَحِلَّ فِيهِ ، فَهَذَا هُوَ الْحَقُّ الَّذِي لَا يَجُوزُ غَيْرُهُ ، وَلَا يَلِيقُ بِاَللَّهِ إلَّا هُوَ " انتهى من "مجموع الفتاوى" (5 /152) .
        فحينئذ ، يقال : ما المحذور الذي يلزم من أثبت لله ما أثبته لنفسه من علوه على خلقه ، واستوائه على عرشه ، ثم لا يلزم مثله ، أو أشد منه نفاة ذلك ؟!
        قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أيضا :
        " وَمَعْلُومٌ أَنَّهُ لَيْسَ فِي النَّصِّ إثْبَاتُ لَفْظِ الْجِهَةِ وَلَا نَفْيُهُ كَمَا فِيهِ إثْبَاتُ الْعُلُوِّ وَالِاسْتِوَاءِ وَالْفَوْقِيَّةِ وَالْعُرُوجِ إلَيْهِ وَنَحْوُ ذَلِكَ ، فَيُقَالُ لِمَنْ نَفَى الْجِهَةَ : أَتُرِيدُ بِالْجِهَةِ أَنَّهَا شَيْءٌ مَوْجُودٌ مَخْلُوقٌ ؟ فَاَللَّهُ لَيْسَ دَاخِلًا فِي الْمَخْلُوقَاتِ أَمْ تُرِيدُ بِالْجِهَةِ مَا وَرَاءَ الْعَالَمِ ؟ فَلَا رَيْبَ أَنَّ اللَّهَ فَوْقَ الْعَالَمِ مُبَايِنٌ لِلْمَخْلُوقَاتِ ، وَكَذَلِكَ يُقَالُ لِمَنْ قَالَ اللَّهُ فِي جِهَةٍ : أَتُرِيدُ بِذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ فَوْقَ الْعَالَمِ ؟ أَوْ تُرِيدُ بِهِ أَنَّ اللَّهَ دَاخِلٌ فِي شَيْءٍ مِنْ الْمَخْلُوقَاتِ ؟ فَإِنْ أَرَدْت الْأَوَّلَ فَهُوَ حَقٌّ وَإِنْ أَرَدْت الثَّانِيَ فَهُوَ بَاطِلٌ وَكَذَلِكَ لَفْظُ التَّحَيُّزِ : إنْ أَرَادَ بِهِ أَنَّ اللَّهَ تَحُوزُهُ الْمَخْلُوقَاتُ فَاَللَّهُ أَعْظَمُ وَأَكْبَرُ ؛ بَلْ قَدْ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ ، وَإِنْ أَرَادَ بِهِ أَنَّهُ مُنْحَازٌ عَنْ الْمَخْلُوقَاتِ ؛ أَيْ مُبَايِنٌ لَهَا مُنْفَصِلٌ عَنْهَا لَيْسَ حَالًّا فِيهَا : فَهُوَ سُبْحَانَهُ كَمَا قَالَ أَئِمَّةُ السُّنَّةِ : فَوْقَ سَمَوَاتِهِ عَلَى عَرْشِهِ بَائِنٌ مِنْ خَلْقِهِ " انتهى مختصرا ، من "مجموع الفتاوى" (3 /41-42) .

          مشكوررررررره

          جزاكى الله خير

          بارك الله فيك

          بارك الله فيكي

          وفيكم بارك ربى يا عدولات

          أرواح تهيم حول العرش .إسرحى فى فضاء عظمة الله مع ابن القيم 2024

          منقول كتبه أبو بلال المصرى عفا الله عنه
          أرواح تهيم حول العرش وأخرى تحوم حول الحُش




          قال الإمام العلامة بحر العلوم ابن القيم فى كتابه المتحف طريق الهجرتين

          فنبأ القوم عجيب ، وأمرهم خفي إلا على من له مشاركة مع القوم ، فإنه يطلع من حالهم على ما يريه إياه القدر المشترك ، وجملة أمرهم أنهم قوم قد امتلأت قلوبهم من معرفة الله ، وغمرت بمحبته ، وخشيته ، وإجلاله ، ومراقبته ؛ فسرت المحبة في أجزائهم ؛ فلم يبق فليها عرق ولا مفصل إلا وقد دخله الحب ، قد أنساهم حبه ذكر غيره ، وأوحشهم أنسهم به ممن سواه ، قد فنا بحبه عن حب من سواه ، وبذكره عن ذكر من سواه ، وبخوفه ، ورجائه ، والرغبة إليه ، والرهبة منه ، والتوكل عليه ، والإنابة إليه ، والسكون إليه ، والتذلل ، والانكسار بين يديه عن تعلق ذلك منهم بغيره .

          فإذا وضع أحدهم جنبه على مضجعه ؛ صعدت أنفاسه إلى إلهه ومولاه ، واجتمع همه عليه متذكرًا صفاته العلى وأسماءه الحسنى ،

          ومشاهدًا له في اسمائه وصفاته قد تجلت على قلبه أنوارها ؛ فانصبغ قلبه بمعرفته ومحبته ، فبات جسمه في فراشه يتجافى عن مضجعه ، وقلبه قد أوى إلى مولاه وحبيبه ؛ فآواه إليه وأسجده بين يديه خاضعًا خاشعًا ذليلاً منكسرًا من كل جهة من جهاته ، فيا لها سجدة ما أشرفها من سجدة لا يرفع رأسه منها إلى يوم اللقاء .

          وقيل لبعض العارفين : أيسجد القلب بين يدي ربه ؟!

          قال : أي والله بسجدة لا يرفع رأسه منها إلى يوم القيامة .
          فشتان بين قلب يبيت عند ربه قد قطع في سفره إليه بيداء الأكوان ، وخرق حجب الطبيعة ، ولم يقف عند رسم ولا سكن إلى علم حتى دخل على ربه في داره ؛

          فشاهد عز سلطانه ، وعظمة جلاله ، وعلو شأنه ، وبهاء كماله ، وهو مستو على عرشه ، يدبر أمر عباده ، وتصعد إليه شؤون العباد ، وتعرض عليه حوائجهم وأعمالهم ؛ فيأمر فيها بما يشاء ؛ فينزل الأمر من عنده نافذًا ،

          فيشاهد الملك الحق قيومًا بنفسه ، مقيما لكل ما سواه ، غنيا عن كل من سواه ، وكل من سواه فقير إليه ، يسأله من في السموات والأرض كل يوم هو في شأن ، يغفر ذنبًا ، ويفرج كربًا ، ويفك عانيًا ، وينصر ضعيفًا ، ويجبر كسيرًا ، ويغني فقيرًا ، ويميت ويحيي ، ويسعد ويشقي ، ويضل ويهدي ، وينعم على قوم ، ويسلب نعمته عن آخرين ، ويعز أقواما ، ويذل آخرين ، ويرفع أقواما ، ويضع آخرين ،

          ويشهده كما أخبر عنه أعلم الخلق به وأصدقهم في خبره حيث يقول في الحديث الصحيح : يمين الله ملأى لا يغيضها نفقة ، سحاء الليل والنهار ، أرأيتم ما أنفق منذ خلق الخلق ، فإنه لم يغض ما في يمينه ، وبيده الأخرى الميزان :يخفض ويرفع .

          فيشاهده كذلكيقسم الأرزاق ، ويجزل العطايا ، ويمن بفضله على من يشاء من عباده بيمينه ، وباليد الأخرى الميزان يخفض به من يشاء ، ويرفع به من يشاء عدلاً منه وحكمة ، لا إله إلا هو العزيز الحكيم ،

          فيشهده وحده القيوم بأمر السموات والأرض ومن فيهن ، ليس له بواب فيستأذن ، ولا حاجب فيدخل عليه ، ولا وزير فيؤتى ، ولا ظهير فيستعان به ، ولا ولي من دونه فيشفع به إليه ، ولا نائب عنه فيعرفه حوائج عباده ، ولا معين له فيعاونه على قضائها ، أحاط – سبحانه – بها علمًا ، ووسعها قدرة ورحمة ، فلا تزيده كثرة الحاجات إلا جودًا وكرمًا ، ولا يشغله منها شأن عن شأن ، ولا تغلطه كثرة المسائل ، ولا يتبرم بإلحاح الملحين ، لو اجتمع أول خلقه وآخرهم ، وإنسهم وجنهم ، وقاموا في صعيد واحد ، ثم سألوه فأعطى كلا منهم مسألته ما نقص ذلك مما عنده ذرة واحدة ، إلا كما ينقص المخيط البحر إذا غمس فيه ، ولو أن أولهم وآخرهم ، وإنسهم وجنهم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منهم ما زاد ذلك في ملكه شيئا ، ذلك بأنه الغني الجواد الماجد ، فعطاؤه كلام ، وعذابه من كلام ، إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون .

          ويشهده كما أخبر عنه أيضا الصادق المصدوق حيث يقول:( إن الله لا ينام ، ولا ينبغي له أن ينام ، يخفض القسط ويرفعه ، يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار ، وعمل النهار قبل عمل الليل ، حجابه النور ، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما أدركه بصره من خلقه .)

          وبالجملة فيشهده في كلامه فقد تجلى – سبحانه وتعالى- لعباده في كلامه ، وتراءى لهم فيه ، وتعرف إليهم فيه ،
          فبعدًا وتبًا للجاحدين والظالمين أفي الله شك فاطر السموات والأرض لا إله إلا هو الرحمن الرحيم ) .
          قلت قد فضحنا بن القيم
          يتبع بكلام الإمام

            قال الإمام العلامة شيخ الإسلام طبيب القلوب ابن القيم رحمه الله تعالى في الفوائد ص 54 – 55:

            " عظمته سبحانه وتعالى

            تأمّل خطاب القرآن تجد ملكا له الملك كله, وله الحمد كله

            أزمّة الامور كلها بيده, ومصدرها منه, ومردّها اليه,

            مستويا على سرير ملكه, لا تخفى عليه خافية في أقطار مملكته,

            عالما بما في نفوس عبيده, مطّلعا على أسرارهم وعلانيتهم,

            منفردا بتدبير المملكة, يسمع ويرى, يمنع ويعطي,

            ويثيب ويعاقب, ويكرم ويهين, يخلق ويرزق,

            ويميت ويحيي, ويقدر ويقضي ويدبّر.

            الأمور نازلة من عنده دقيقها وجليلها, وصاعدة إليه

            لا تتحرّك ذرّة إلا باذنه, ولا تسقط ورقة إلا بعلمه.

            فتأمّل كيف تجده يثني على نفسه,

            ويمجّد نفسه, ويحمد نفسه,

            وينصح عباده, ويدلّهم على ما فيه سعادتهم وفلاحهم,

            ويرغّبهم فيه, ويحذّرهم مما فيه هلاكهم,

            ويتعرّف إليهم بأسمائه وصفاته, ويتحبب إليهم بنعمه وآلائه,

            فيذكّرهم بنعمه عليهم, ويأمرهم بما يستوجبون به تمامها,

            ويحذّرهم من نقمه

            ويذكّرهم بما أعد لهم من الكرامة إن أطاعوه,

            وما أعد لهم من العقوبة إن عصوه,

            ويخبرهم بصنعه في أوليائه وأعدائه,

            وكيف كانت عاقبة هؤلاء,

            ويثني على أوليائه بصالح أعمالهم, وأحسن أوصافهم,

            ويذم أعدائه بسيّء أعمالهم, وقبيح صفاتهم.

            ويضرب الأمثال, وينوّع الأدلّة والبراهين,

            ويجيب عن شبه أعدائه أحسن الأجوبة,

            ويصدق الصادق, ويكذب الكاذب,

            ويقول الحق, ويهدي السبيل,

            ويدعو الى دار السلام, ويذكر أوصافها وصفاتها وحسنها ونعيمها,

            ويحذّر من دار البوار, ويذكر عذابها وقبحها وآلامها,

            ويذّكر عباده فقرهم إليه وشدّة حاجتهم إليه من كل وجه,

            وأنهم لا غنى لهم عنه طرفة عين,

            ويذكر غناه عنهم وعن جميع الموجودات,

            وأنه الغني بنفسه عن كل ما سواه,

            وكل ما سواه فقير إليه بنفسه,

            وأنه لا ينال أحد ذرّة من الخير فما فوقها إلا بفضله ورحمته,

            ولا ذرّة من الشر فما فوقها إلا بعدله وحكمته.

            ويشهد من خطابه عتابه لأحبابه ألطف عتاب,

            وأنه مع ذلك مقيل عثراتهم وغافر زلاتهم ومقيم أعذارهم,

            ومصلح فاسدهم والدافع عنهم,

            والمحامي عنهم, والناصر لهم, والكفيل بمصالحهم,

            والمنجي لهم من كل كرب, والموفي لهم بوعده,

            وأنه وليّهم الذي لا ولي لهم سواه

            فهو مولاهم الحق, ونصيرهم على عدوهم,

            فنعم المولى ونعم النصير.

            فاذا شهدت القلوب من القرآن ملكا عظيما رحيما

            جوادا جميلا هذا شأنه

            فكيف لا تحبّه,
            وتنافس في القرب منه,

            وتنفق أنفاسها في التودد اليه,

            ويكون أحب اليها من كل ما سواه,

            ورضاه آثر عندها من رضا كل ما سواه؟

            وكيف لا تلهج بذكره,

            ويصير الحب والشوق إليه والأنس به

            غذاؤها وقوتها ودواؤها,

            بحيث إن فقدت ذلك

            فسدت وهلكت, ولم تنتفع بحياتها ؟. "


            وقال



            الفوائد ، ص 180 بتصرف

            [ من الناس من يعرف الله بالجود والإفضال والإحسان،

            ومنهم من يعرفه بالعفو والحلم والتجاوز،

            ومنهم من يعرفه بالبطش والانتقام،

            ومنهم من يعرفه بالعلم والحكمة،

            ومنهم من يعرفه بالعزة والكبرياء،

            ومنهم من يعرفه بالرحمة والبر واللطف،

            ومنهم من يعرفه بالقهر والملك،

            ومنهم من يعرفه بإجابة دعوته وإغاثة لهفته وقضاء حاجته،

            وأعمُّ هؤلاء معرفةً من عرفه من كلامه،

            فإنه يعرف ربًا
            قد اجتمعت له صفات الكمال ونعوت الجلال،

            منزهٌ عن المثال،
            بريءٌ من النقائص والعيوب،

            له كل اسم حسن وكل وصف كمال،

            فعَّالٌ لما يريد،

            فوقَ كل شيء ،
            ومع كل شيء،

            وقادرٌ على كل شيء،
            ومقيمٌ لكل شيء،

            متكلمٌ بكلماته الدينية والكونية،

            أكبرُ من كل شيء،
            وأجملُ من كل شيء،

            أرحمُ الراحمين ،
            وأحكمُ الحاكمين،
            وأقدرُ القادرين،

            فالقرآن أُنزل لتعريف عباده به،

            وبصراطه الموصل إليه ،

            وبحال السالكين بعد الوصول إليه ]

            يتبع …..

            قال الإمام العلامة ابن القيم رحمه الله
            – في النفس كبر إبليس، وحسد قابيل، وعتوُّ عاد، وطغيان ثمود، وجرأة نمرود، واستطالة فرعون، وبغيُ قارون، وقحّة هامان (أي لؤم)، وهوى بلعام (عرّاف أرسله ملك ليلعن بني إسرائيل فبارك ولم يلعن)، وحِيَلُ أصحاب السبت، وتمرُّد الوليد، وجهل أبي جهل.
            وفيها من أخلاق البهائم حرص الغراب، وشَرَهُ الكلب، ورعونة الطاووس، ودناءة الجعل، وعقوق الضبِّ، وحقد الجمل،ووثوب الفهد، وصَولة الأسد، وفسق الفأرة، وخبث الحية، وعبث القرد، وجمع النملة، ومكر الثعلب، وخفَّة الفراش، ونوم الضَّبع[1].
            [1] الفوائد لابن القيم.

            من طغيان النفس تعلقها بالدنيا وتعظيمها

            حقارة الدنيا وسرعة إنقضائها وسفالتها ودنائتها وذم من تعلق بها
            للشخ المربى الإمام بحر العلوم ….
            ابن القيم رحمه الله من كتابه المتحف عدة الصابرين
            وانما كان حب الدنيا رأس الخطايا ومفسدا للدين من وجوه أحدها أن حبها يقتضى تعظيمها وهى حقيرة عند الله ومن أكبر الذنوب تعظيم ما حقر الله وثانيها أن الله لعنها ومقتها وأبغضها إلا ما كان له فيها ومن أحب ما لعنه الله ومقته وأبغضه فقد تعرض للفتنة ومقته وغضبه وثالثها انه اذا أحبها صيرها غايته وتوسل اليها بالأعمال التى جعلها الله وسائل اليه والى الدار الآخرة فعكس الأمر وقلب الحكمة فانعكس قلبه وانعكس سيره الى وراء فها هنا أمران أحدهما جعل الوسيلة

            غاية والثانى التوسل بأعمال الآخرة إلى الدنيا وهذا شر معكوس من كل وجه وقلب منكوس غاية الانتكاس وهذا هو الذى انطبق عليه حذو القذة بالقذة قوله تعالى من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف اليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون أولئك الذين ليس لهم فى الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون وقوله تعالى من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا وقوله تعالى من كان يريد حرث الآخرة نزد له فى حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وماله فى الآخرة من نصيب فهذه ثلاث آيات يشبه بعضها بعضا وتدل على معنى واحد وهو أن من أراد بعمله الدنيا وزينتها دون الله والدار الآخرة فحظه ما اراد وهو نصيبه ليس له نصيب غيره …..
            ولا يستريح عاشق الدنيا فقولهم كنا نعبد الأوثان فسيان عبادة الاثمان وعبادة الأوثان تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم
            والمقصود أن محب الدنيا يعذب فى قبره ويعذب يوم لقاء ربه قال تعالى فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم انما يريد الله ليعذبهم بها فى الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون قال بعض السلف يعذبهم بجمعها وتزهق أنفسهم بحبها وهم كافرون بمنع حق الله فيها فصل
            وسابعها أن عاشقها ومحبها الذى يؤثرها على الآخرة من أسفه الخلق وأقلهم عقلا اذ آثر الخيال على الحقيقة والمنام على اليقظة والظل الزائل على النعيم الدائم والدار الفانية على الدار الباقية وباع حياة الأبد فى ارغد عيش بحياة انما هى أحلام نوم أو كظل زائل ان اللبيب بمثلها لا يخدع كما نزل أعرابى بقوم فقدموا له طعاما فأكل ثم قام الى ظل خيمة فنام فاقتلعوا الخيمة فاصابته فانتبه وهو يقول وان امرؤ دنياه أكبر همه … لمستمسك منها بحبل غرور وكان بعض السلف يتمثل بهذا البيت يا أهل لذات دنيا لا بقاء لها … ان اغترارا بظل زائل حمق
            قال يونس بن عبد الأعلى ما شبهت الدنيا الا كرجل نام فرأى فى منامه ما يكره وما يحب فبينما هو كذلك انتبه وقال ابن أبى الدنيا حدثنى أبو على الطائى حدثنا عبد الرحمن البخارى عن ليث قال رأى عيسى بن مريم الدنيا فى صورة عجوز عليها من كل زينة فقال كم تزوجتى قالت لا أحصيهم قال فكلهم مات عنك أو كلهم طلقك قالت بل كلهم قتلته فقال عيسى بؤسا لأزواجك الباقين كيف لا يعتبرون بأزواجك الماضين تهلكينهم واحدا واحدا ولا يكونوا منك على حذر أرى اشقياء الناس لا يسأمونها … على أنهم فيها عراة وجوع اراها وان كانت تحب فإنها … سحابة صيف عن قليل تقشع


            يتبع

            نعمة الله عليك بالفقروالخمول أعظم من نعمته عليك بالجاه والغنى.

            قال النبى صلى الله عليه وسلم فى الحديث الصحيح
            (أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون إن كان أحدهم ليبتلى بالفقر حتى ما يجد أحدهم إلا عبائته التى يحويها وإن كان أحدهم ليفرح بالبلاء كما يفرح أحدكم بالرخاء ) رواه بن ماجه وسنده على شرط مسلم.


            قال الإمام بن القيم رحمه الله … فى كتابه عدة الصابرين

            بعد كلام متحف نافع ماتع

            ……كما قال الصحابة رضى الله عنهم ،ابتلينا بالضراء فصبرنا وابتلينا بالسراء فلم نصبر ، والنعمة بالفقر والمرض وقبض الدنيا وأسبابها ، وأذى الخلق قد يكون أعظم النعمتين ( أى أعظم من الغنى والشرف والعلو والجاه) وفرض الشكر عليها أوجب من الشكر على أضادها.
            و
            عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " لَمْ يَتَكَلَّمْ فِي الْمَهْدِ إِلَّا ثَلَاثَةٌ ، عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ، وَصَاحِبُ جُرَيْجٍ ، وَكَانَ جُرَيْجٌ رَجُلًا عَابِدًا فَاتَّخَذَ صَوْمَعَةً ،……….قال ، وَبَيْنَا صَبِيٌّ يَرْضَعُ مِنْ أُمِّهِ ، فَمَرَّ رَجُلٌ رَاكِبٌ عَلَى دَابَّةٍ فَارِهَةٍ وَشَارَةٍ حَسَنَةٍ ، فَقَالَتْ أُمُّهُ : اللَّهُمَّ اجْعَلِ ابْنِي مِثْلَ هَذَا ، فَتَرَكَ الثَّدْيَ وَأَقْبَلَ إِلَيْهِ فَنَظَرَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى ثَدْيِهِ فَجَعَلَ يَرْتَضِعُ ، قَالَ : فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَحْكِي ارْتِضَاعَهُ بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ فِي فَمِهِ ، فَجَعَلَ يَمُصُّهَا ، قَالَ : وَمَرُّوا بِجَارِيَةٍ وَهُمْ يَضْرِبُونَهَا وَيَقُولُونَ زَنَيْتِ سَرَقْتِ وَهِيَ ، تَقُولُ : حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ، فَقَالَتْ أُمُّهُ : اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلِ ابْنِي مِثْلَهَا ، فَتَرَكَ الرَّضَاعَ وَنَظَرَ إِلَيْهَا ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا ، فَهُنَاكَ تَرَاجَعَا الْحَدِيثَ ، فَقَالَتْ حَلْقَى مَرَّ رَجُلٌ حَسَنُ الْهَيْئَةِ ، فَقُلْتُ : اللَّهُمَّ اجْعَلِ ابْنِي مِثْلَهُ ، فَقُلْتَ : اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ ، وَمَرُّوا بِهَذِهِ الْأَمَةِ وَهُمْ يَضْرِبُونَهَا ، وَيَقُولُونَ : زَنَيْتِ سَرَقْتِ ، فَقُلْتُ : اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلِ ابْنِي مِثْلَهَا ، فَقُلْت : اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا ، قَالَ : إِنَّ ذَاكَ الرَّجُلَ كَانَ جَبَّارًا ، فَقُلْتُ : اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ ، وَإِنَّ هَذِهِ يَقُولُونَ لَهَا زَنَيْتِ ، وَلَمْ تَزْنِ ، وَسَرَقْتِ ، وَلَمْ تَسْرِقْ ، فَقُلْتُ : اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا "متفق عليه
            {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216]}
            ليس كل من أعطاه الله تعالى أكرمه وليس كل من منعه الله الدنيا أهانة بل قد يكون العكس

            ( فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن ( 15 ) وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن ( 16 ) كلا بل لا تكرمون اليتيم ( 17 ) ولا تحاضون على طعام المسكين ( 18 ) وتأكلون التراث أكلا لما ( 19 ) وتحبون المال حبا جما ( 20 ) )

            يقول تعالى منكرا على الإنسان في اعتقاده إذا وسع الله عليه في الرزق ليختبره في ذلك ، فيعتقد أن ذلك من الله إكرام له وليس كذلك ، بل هو ابتلاء وامتحان . كما قال تعالى : ( أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون ) [ المؤمنون : 55 ، 56 ] . وكذلك في الجانب الآخر إذا ابتلاه وامتحنه وضيق عليه في الرزق ، يعتقد أن ذلك من الله إهانة له . قال الله : ( كلا ) أي : ليس الأمر كما زعم ، لا في هذا ولا في هذا .

            يتبع …..

            تسلمى