((وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا )) ماذا تخبئ ه 2024

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الونشريس

فما تفسير هذه الاية ؟؟؟

التفسير

[{ 23-24 } { وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا * إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا }

هذا النهي كغيره، وإن كان لسبب خاص وموجها للرسول صل الله عليه وسلم، فإن الخطاب عام للمكلفين،
فنهى الله أن يقول العبد في الأمور المستقبلة، { إني فاعل ذلك }من دون أن يقرنه بمشيئة الله، وذلك لما فيه من المحذور، وهو: الكلام على الغيب المستقبل، الذي لا يدري، هل يفعله أم لا؟

الونشريس

وهل تكون أم لا؟ وفيه رد الفعل إلى مشيئة العبد استقلالا، وذلك محذور محظور، لأن المشيئة كلها لله { وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين } ولما في ذكر مشيئة الله،

من تيسير الأمر وتسهيله، وحصول البركة فيه، والاستعانة من العبد لربه، ولما كان العبد بشرا، لا بد أن يسهو فيترك ذكر المشيئة،
أمره الله أن يستثني بعد ذلك، إذا ذكر، ليحصل المطلوب، وينفع المحذور، ويؤخذ من عموم قوله

الونشريس

{ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ }الأمر بذكر الله عند النسيان، فإنه يزيله، ويذكر العبد ما سها عنه، وكذلك يؤمر الساهي الناسي لذكر الله، أن يذكر ربه، ولا يكونن من الغافلين، ولما كان العبد مفتقرا إلى الله في توفيقه للإصابة، وعدم الخطأ في أقواله وأفعاله، أمره الله أن يقول:

{ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا } فأمره أن يدعو الله ويرجوه، ويثق به أن يهديه لأقرب الطرق الموصلة إلى الرشد. وحري بعبد، تكون هذه حاله، ثم يبذل جهده، ويستفرغ وسعه في طلب الهدى والرشد، أن يوفق لذلك، وأن تأتيه المعونة من ربه، وأن يسدده في جميع أموره.

الونشريس

وهنا نتذكر قصة قديمة … لطالما قصها الاجداد علينا وكنا نضحك في نهايتها دون تلمس المغزى منها

كان جحا ذاهبا الى الســـوق ليشتري حمار يعينه ويركب عليه لقضاء حاجته, وبينما هو في الطريق الى الســـــوق قابل صديقا
لــــه , فسأله صديقة إلى أين أنـــت ذاهـــب يا جحــــــا , قال جحـــــا متلعثما من سرعــــة الإجابــــــة
الــــــى السوق لأشتــــري حمــــاراً .
قال له صديقـــــة المخلص قل إن شاء اللــــــه, قال كيف أقول إن شـــاء اللـــه والدراهم فــي جيبي .
فذهب جحــــــا الـــى السوق ليشتري الحمار .
فبيمنا هو يقلـــب الحمير ليشتري أحسنها سرقت منه الدراهم
فخجل خجلا ذريعا . ورجع الى البيت وبينما هو في الطريق قابل صاحبه فقال لــــه :
أين الحمار يا جحـــا.
فقال سرقت الدنانير إن شاء اللـــــه.
فضحــــــــك صديقة وقال له : يا جحـــــا إن هذا ليس موضع قول إن شاء اللـــــــه.
(إن من الحمق أن يتكل الإنسان على نفسه بل يقول دائما إن شاء اللــــــه لأنه لا يعلم ما يعرض لـــــــه)

الونشريس

وفي الختام .. اتمنى الافادة من الجميع … والحرص على التوكل على الله دوما

الونشريس

منقوووول..

    يسلموووووووووووووووووو
    لا اله الا الله محمدا رسول الله

    جزاكى الله خيرا

    جزاكي الله كل خير
    و جعله في ميزان حسناتك الونشريس
    تسلم الايادى

    خيركم من تعلم القراءن وعلمه 2024

    "خيركم من تعلم القرأن و علمة

    تعليم احكام التجويد


    إخفاء الميم : إخفاء الميم الساكنة مع مراعاة الغنة ، ويحدث ذلك إذا التقت الميم الساكنة مع باء متحركة، ويسمى إخفاءاً شفوياً (لأن الميم والباء يخرجان من الشفتين عند النطق). حروف الإخفاء ( الباء فقط ) .


    إدغام الميم : يتم إدغام الميم الساكنة إذا أتى بعدها ميم متحركة، بحيث تصيران ميماً واحدة مشددة، مع مراعاة الغنة، ويسمى إدغام متماثلين صغير. حروف الإدغام ( الميم فقط ) .


    إدغام بغنة : هو إدغام النون الساكنة أو التنوين في الحرف الذي يليها مع حدوث غنة، وهذه الغنة تكون بمقدار حركتين، والغنة:هي صوت رخيم يخرج من الخيشوم ولا عمل للسان فيه. ( حروفه )
    أربعة حروف مجموعة في كلمة (ينمو).

    إدغام بغير غنة : هو إدخال النون الساكنة أو التنوين في الحرف الذي يليها دون غنة أو مد.

    إظهار الميم : هو نطق الميم الساكنة ظاهرة من غير إخفاء أو غنة إذا أتى بعدها أي حرف ما عدا الميم والباء ويسمى (الإظهار الشفوي).


    الإخفاء : في اللغة : الستر.

    اصطلاحا : هو النطق بالنون الساكنة بين الإظهار والإدغام بلا تشديد، بحيث يختفي معظم لفظها ويظهر مكانها غنة كاملة.


    حروف الإخفاء
    يحدث الإخفاء إذا أتى بعد النون الساكنة أو التنوين أحد حروف أوائل
    كلمات هذين البيتين :
    صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما
    دم طيبا زد في تقي ضع ظالما.


    الإدغام : في اللغة : إدخال شئ في شئ.
    اصطلاحاً : هو إدخال النون الساكنة أو التنوين في أحد حروف الإدغام بحيث يصيران حرفاً واحداً مشدداً (حيث ينطق الحرف الثاني مشددًا) وشرط ذلك أن تقع النون الساكنة أو التنوين في آخر كلمة، والحرف التالي في أول الكلمة التي بعدها مثل: (من يشاء- فمن يعمل)، أما إذا وقعت النون الساكنة قبل حرف من حروف الإدغام في كلمة واحدة فلا تدغم
    بل يظهر هذا الحرف ويسمى (إظهاراً مطلقًا)، مثل الونشريس بنيان-الدنيا- قنوان – صنوان).


    الإظهار : في اللغة : هو البيان.
    اصطلاحاً : هو إظهار النطق بالنون الساكنة أو التنوين من غير غنة وسمى إظهاراً حلقيا، لأن حروفه مخرجها من الحلق.


    الإقلاب : في اللغة : هو تحويل الشيء عن وجهه، وقلب الشيء هو جعل أعلاه أسفله أو ظاهره باطنه.
    اصطلاحاً : هو قلب النون الساكنة أو التنوين ميماً خالصة مع مراعاة الغنة، وذلك إذا أتى بعدها حرف الباء.

    الإبتداء و الإبتداء التام : ( الابتداء : هو الشروع بالقراءة، إما ابتداءً أو بعد السكوت في أثناء القراءة) , ( الابتداء التام : هو البدء بما ليس له علاقة بما قبله لفظاً أو معنى، وغالباً ما يكون بالمواضع الآتية:
    ( أ ) رؤوس الآيات.
    (ب) أوائل السور.
    (ج) الابتداء بيا النداء أو بالاستفهام أو بلام التوكيد أو بالشرط
    وغيرها…
    مثال :" هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض …." )


    الإبتداء الحسن الكافى : هو البدء بما له علاقة بما قبله في المعنى ولكن يجوز أن يُبْتَدَأَ به ولا يقبح.
    مثال : " فلما جهزهم بجهازهم جعل السقاية في رحل أخيه ثم أذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون ".
    فكلمة (ثم) لها علاقة في المعنى بما قبلها ولا يقبح الابتداء بها.


    الإبتداء القبيح : هو الابتداء بما يفسد المعنى لشدة تعلقه بما قبله وهو غير جائز. مثال:" فما نحن لك بمؤمنين-اتخذ الله ولدًا-نحن أبناء الله وأحباؤه "



    التنوين : في اللغة : هو التصويت،أي الصوت الجميل الذي يبعث في نفس السامع البهجة، ولذلك يقال نَوَّنَ القارئ أو نَوَّنَ الطائر.
    اصطلاحاً : هو نون ساكنة تلحق آخر الأسماء لفظاً وليس خطاً وتفارقها وقفا. فهو الفتحتان أو الضمتان أو الكسرتان اللتان ننطقهما نوناً ساكنة في آخر الاسم عند وصله بما بعده، مثلالونشريسعليماً حكيما) وعند الوقف على الاسم ننطقهما سكوناً إذا كان التنوين ضمتين أو كسرتين مثل: (عزيز-حكيم) أو ننطقهما مداً بالألف إذا كان التنوين فتحتان مثل (عليما).


    السكت : هو قطع القراءة مع وقف التنفس بمقدار حركتين، ثم استئنافها والحركة هي مقدار بسط أو قبض الإصبع، وهذا الحكم يأتي في أربعة مواضع في القرآن الكريم، وعلامته حرف (س) التي توضع فوق الكلمة.


    القلقلة : هي اهتزاز مخرج الحرف الساكن، سواءً سكوناً طبيعياً أو بسبب الوقف حتى تسمع له نبرة قوية، وتكون قوية إذا جاءت في آخر الكلمة وتم الوقف عليها وتسمى (قلقلة كبرى)، وتكون أقل قوةً إذا جاءت في وسط الكلمة وتسمى (قلقلة صغرى).

    النون الساكنة : هي التي لا حركة لها (ليس عليها فتحة أو ضمة أو كسرة) مثل: (إنْ – منْ – كنت).


    الوقف و الوقف التام : ( الوقف هو قطع النطق بالقراءة، إما مؤقتاً أو نهائياً بالانتهاء منها، ويكون القطع بمقدار نفسٍ يُتنفس به عادة. ) ( الوقف التام : هو الوقف على الكلمة التي يتم بها معنى ما قبلها ولا تتعلق بما بعدها لفظاً ولا معنى وغالباً ما يكون في المواضع التالية: (1) أواخر الآيات. (2) نهاية القصص. (3) أواخر السور .

    الوقف الحسن : هو الوقوف على كلمة تم بها المعنى ولكن تتعلق بما بعدها لفظا ومعنى.
    حكمه ( يجوز الوقف عندها ولكن لا يجوز الابتداء بما بعدها إلا إذا كان ما بعدها بداية آية جديدة، مثال: (الحمد لله رب العالمين).


    الوقف القبيح : هو الوقوف على لفظ لا يفهم السامع منه معنى أو يفهم غير المعنى
    المراد من الآيات، مثال: (إن الله لا يستحي أن يضرب مثلاً …).

    الوقف الكافى : هو الوقوف على كلمة لا يتعلق بها ما بعدها ولا تتعلق بما قبلها
    لفظاً (إعرابا) ولكن يتعلق معنى ما بعدها بمعنى ما قبلها.


    تدبر القرأن : تلك هي الغاية من التلاوة فينبغي للقارئ أن يستوضح من كل أية ما يليق بها..إذ القرآن يشتمل على ذكر صفات الله عز وجل وأفعاله وذكر أحوال أنبيائه وأحوال المكذبين لهم ..وذكر أوامره وزواجره وذكر الجنة والنار فعن أبى ذر رضى الله عنه قال : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بنا ليلة فقام بآية يرددها وهى" إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم". وكان بعض الصالحين يقول " آية لا أتفهمها ولا يكون قلبي فيها لا أعد لها ثواباً ".


    ترقيق الألف : ترقق إذا لم يكن قبلها أحد حروف التفخيم.

    ترقيق الراء : ترقق: في حالة الوصل إذا كانت مكسورة أو ساكنة بعد كسر.
    ترقق: في حالة الوقف إذا كانت ساكنة بعد كسر أو قبلها ياء ساكنة.

    ترقيق اللام : ترقق: في لفظ الجلالة إذا سبقها حرف مكسور. ترقق: دائماً في غير لفظ الجلالة.

    تفخيم الالف : تفخم إذا كان قبلها حرف مفخم.

    تفخيم الراء : تفخم : إذا جاء بعدها حرف تفخيم متصلاً بها.
    تفخم : في حالة الوصل، وفى حالة الوقف الأصل فيها التفخيم.

    تفخيم اللام : تفخم: في لفظ الجلالة إذا سبقها ضم أو فتح.

    حروف الادغام : ست حروف، وهى حروف كلمة (يرملون). أنواع الإدغام (1) إدغام بغنة. (2) إدغام بغير غنة.

    حروف الاظهار : هي ستة أحرف مجموعة في أوائل كلمات الجملة الآتية: إذا غاب عنى حبيبي همنى خبره "
    وفى بيت الشعر التالي:
    همز فهاء ثم عين حاء مهملتان ثم غين خاء.


    حروف الاقلاب : الباء فقط.

    حروف التفخيم و الترقيق : تنقسم الحروف حسب التفخيم والترقيق إلى ثلاثة أقسام:
    (أ) – حروف تفخم دائما.
    (ب) – حروف ترقق دائما.
    (ج) – حروف تفخم وترقق حسب الأحوال.


    حروف القلقلة : خمسة أحرف مجموعة في كلمتي (قطب جد).

    حروف المد الطبيعى : أحرف المد الطبيعي ثلاثة:
    (1) الألف الساكنة المفتوح ما قبلها.
    (2) الواو الساكنة المضموم ما قبلها.
    (3) الياء الساكنة المكسور ما قبلها.
    وتجتمع الحروف الثلاثة في كلمة (نوحيها).

      الونشريس

      تسلم ايديك
      بارك الله فيكي

      جزاك الله خيرا

      الونشريس

      الونشريس

      سورة الكهف .ارجو التفاعل 2024

      تلفت سورة الكهف نظرك إلى القيم الزائلة والقيم الباقية :

      { الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا }

      إن القيم الحقيقية ليست هي المال ولا الجاه ولا المتاع في هذه الحياة، إنها زائلة، والإسلام لا يحرم الطيب منها؛ ولكنه لا يجعل منها غاية لحياة الإنسان، فمن شاء أن يتمتع بها فليتمتع، ولكن ليذكر الله الذي أنعم بها، وليشكره على النعمة بالعمل الصالح، فالباقيات الصالحات خير وأبقى.

        مشكوره وجزيت خير

        صحيح
        بارك الله فيك
        فعلا سورة الكهف
        فيها العديد من العبر
        خاصة قصة سيدنا موسى و الخضر عليهما السلام

        بارك الله فيكى

        جزاك الله خيرا

        الحمد لله كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك
        جزاكى الله كل خير

        سورة العنكبوت 2024

        الونشريس


        { وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ
        وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (64) }

        وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب, تلهو بها القلوب وتلعب بها الأبدان;
        بسبب ما فيها من الزينة والشهوات, ثم تزول سريعًا,
        وإن الدار الآخرة لهي الحياة الحقيقية الدائمة التي لا موت فيها,
        لو كان الناس يعلمون ذلك لما آثروا دار الفناء على دار البقاء.

        { فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوْا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ (65)
        لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (66) }

        فإذا ركب الكفار السفن في البحر, وخافوا الغرق, وحَّدوا الله,
        وأخلصوا له في الدعاء حال شدتهم, فلما نجَّاهم إلى البر, وزالت عنهم الشدة,
        عادوا إلى شركهم, إنهم بهذا يتناقضون, يوحِّدون الله ساعة الشدة, ويشركون به ساعة الرخاء.
        وشِرْكهم بعد نعمتنا عليهم بالنجاة من البحر;
        ليكونَ عاقبته الكفر بما أنعمنا عليهم في أنفسهم وأموالهم,
        وليكملوا تمتعهم في هذه الدنيا, فسوف يعلمون فساد عملهم,
        وما أعدَّه الله لهم من عذاب أليم يوم القيامة.
        وفي ذلك تهديد ووعيد لهم.

        { أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ
        أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ (67) }

        أولم يشاهد كفار "مكة" أن الله جعل "مكة" لهم حَرَمًا آمنًا يأمن فيه أهله
        على أنفسهم وأموالهم, والناسُ مِن حولهم خارج الحرم, يُتَخَطَّفون غير آمنين؟
        أفبالشرك يؤمنون, وبنعمة الله التي خصَّهم بها يكفرون,
        فلا يعبدونه وحده دون سواه؟

        { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ
        أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ (68) }

        لا أحد أشد ظلمًا ممن كذَب على الله, فنسب ما هو عليه من الضلال والباطل إلى الله,
        أو كذَّب بالحق الذي بعث الله به رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم،
        إن في النار لمسكنًا لمن كفر بالله, وجحد توحيده وكذَّب رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم.
        { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69) }
        والمؤمنون الذين جاهدوا أعداء الله, والنفس, والشيطان, وصبروا على الفتن والأذى في سبيل الله,
        سيهديهم الله سبل الخير, ويثبتهم على الصراط المستقيم,
        ومَن هذه صفته فهو محسن إلى نفسه وإلى غيره.
        وإن الله سبحانه وتعالى لمع مَن أحسن مِن خَلْقِه بالنصرة والتأييد والحفظ والهداية.

        الونشريس

          بــارك الله فيكــى غــالــيـتــى
          الونشريس

          جزاك الله خيرا

          جزاك الله كل خير

          تفسير سورة الإسراء 2024

          تفسير سورة الإسراء
          بسم الله الرحمن الرحيم

          الآية 1
          ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)

          يعظم الله نفسه وشأنه لقدرته على ما لا يقدر عليه أحد غيره فهو الرب ولا إله غيره
          لقد أسرى بمحمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم فى الليل من المسجد الحرام الذى بمكة إلى المسجد الأقصا ببيت المقدس الأرض المقدسة لأنها أرض الأنبياء إبراهيم واسحاق ويعقوب وذريتهم التى بارك فيها من الزروع والثمار
          فأسرى الله بمحمد ليأم الأنبياء جميعا فى الأرض الطاهرة ويصلى بهم صلوات الله عليهم جميعا .

          ثم أراه الله من قدراته وعظمة آياته

          والله سميع لعباده يسمع أقوالهم ويرى أفعالهم وسمع لمناجاة عبده محمد وأبصر ما لحق به من أذى من الكفار من بعد موت السيدة خديجة وموت عمه أبو طالب ، وسمع استغاثته .

          وهنا يحق لنا أن نتوقف لذكر ما ينبغى أن نعلمه عن هذا الحادث الهام .

          فمع …حادث الإسراء والمعراج

          الإسراء :

          قال أنس بن مالك رضى الله عنه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بينما أنا فى الحطيم مضطجعا إذ أتانى آت فشق ما بين هذه إلى هذه " ـ وقيلمن ثغرة نحره إلى شعرته ـ " فاستخرج قلبى . ثم أتيت بدابة ( البراق ) دون البغل وفوق الحمار ـ أبيض ـ يضع حافره عند منتهى طرفه ، فركبته فسار بى حتى أتيت بيت المقدس ، فربطت الدابة بالحلقة التى يربط فيها الأنبياء ، ثم دخلت فصليت فيه ركعتين ، ثم خرجت فأتانى جبريل بإناء من خمر ، وإناء من لبن ، فاخترت اللبن ، فقال جبريل : أصبت الفطرة ، ثم عرج بى إلى السماء الدنيا " .

          المعراج :

          يقول صلى الله عليه وسلم عن رحلته مع جبريل عليه السلام إلى السموات : " فاستفتح جبريل ، فقيل له : من أنت ؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ ، قال : محمد ، قيل : وقد أرسل إليه ؟ ، قال : قد أرسل إليه .
          ففتح لنا ، فإذا أنا بآدم فرحب بى ودعا لى بخير

          ثم عرج بنا إلى السماء الثانية ، فاستفتح جبريل ، فقيل له : من أنت ؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ ، قال : محمد ، قيل : وقد أرسل إليه ؟ ، قال : قد أرسل إليه .
          ففتح لنا ، فإذا أنا بابنى الخالة : يحيى وعيسى ، فرحبا بى ودعوا لى بخير

          ثم عرج بنا إلى السماء الثالثة ، فاستفتح جبريل ، فقيل له : من أنت ؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ ، قال : محمد ، قيل : وقد أرسل إليه ؟ ، قال : قد أرسل إليه .
          ففتح لنا ، فإذا أنا بيوسف عليه السلام وإذا هو قد أعطى شطر الحسن ، فرحب بى ودعا لى بخير

          ثم عرج بنا إلى السماء الرابعة ، فاستفتح جبريل ، فقيل له : من أنت ؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ ، قال : محمد ، قيل : وقد أرسل إليه ؟ ، قال : قد بعث إليه .
          ففتح لنا ، فإذا أنا بإدريس عليه السلام فرحب بى ودعا لى بخير ، ثم يقول الله تعالى :
          ( ورفعناه مكانا عليا ) .

          ثم عرج بنا إلى السماء الخامسة ، فاستفتح جبريل ، فقيل له : من أنت ؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ ، قال : محمد ، قيل : وقد أرسل إليه ؟ ، قال : قد بعث إليه .
          ففتح لنا ، فإذا أنا بهارون عليه السلام فرحب بى ودعا لى بخير

          ثم عرج بنا إلى السماء السادسة ، فاستفتح جبريل ، فقيل له : من أنت ؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ ، قال : محمد ، قيل : وقد بعث إليه ؟ ، قال : قد بعث إليه .
          ففتح لنا ، فإذا أنا بموسى عليه السلام فرحب بى ودعا لى بخير

          ثم عرج بنا إلى السماء السابعة ، فاستفتح جبريل ، فقيل له : من أنت ؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ ، قال : محمد ، قيل : وقد بعث إليه ؟ ، قال : قد بعث إليه .
          ففتح لنا ، فإذا أنا بإبراهيم عليه السلام وإذا هو مستند إلى البيت المعمور ، وهو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ، ثم لا يعودون إليه

          ثم ذهب بى إلى سدرة المنتهى .
          ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

          وهذه السدرة شجرة وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " ورقها كآذان الفيلة ، وإذا ثمرها كالقلال ، فلما غشيها من أمر الله ما غشيها تغيرت ، فما أحد من خلق الله تعالى يستطيع أن يصفها من حسنها "
          وقال :" فأوحى الله إلىّ ما أوحى ، وقد فرض علىّ فى كل يوم وليلة خمسين صلاة ، فنزلت حتى انتهيت إلى موسى ، قال : ما فرض ربك على أمتك ؟
          قلت : خمسين صلاة فى كل يوم وليلة
          قال : ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك ، فإن أمتك لا تطيق ذلك ، وإنى قد بلوت بنى إسرائيل وخبرتهم
          فرجعت إلى ربى فقلت : أى رب خفف عن أمتى ، فحط عنى خمسا ،فنزلت حتى انتهيت إلى موسى ، فقال : ما فعلت ؟
          فقلت : قد حط عنى خمسا
          فقال : إن أمتك لا تطيق ذلك ، فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك
          قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فلم أزل أرجع بين ربى وبين موسى ، ويحط عنى خمسا خمسا حتى قال : يا محمد ، هن خمس صلوات فى كل يوم وليلة ، بكل صلاة عشر ، فتلك خمسون صلاة ، ومن هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة ، فإن عملها كتبت عشرا ، ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب ، فإن عملها كتبت سيئة واحدة .

          فنزلت حتى انتهيت إلى موسى ، فأخبرته ، فقال : ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك ، فإن أمتك لا تطيق ذلك
          فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لقد رجعت إلى ربى حتى استحييت " .

          وقد أسرى بالنبى صلى الله عليه وسلم ببدنه وروحه يقظة لا مناما

            ونعود للآيات الكريمة بالتفسير :

            (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)

            والتسبيح بقدرة الله عز وجل هنا لأن الأمر عظيم ، والإسراء حدث فى الليل ، والهدف منه أن يريه قدرة الله وعظمته من الغيبيات ويخفف عنه مصابه وموعظة للمتقين ، وفرضت عليه الصلاة.

            الآيات 2 ، 3

            ( وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً *ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا(

            ثم يقص الله على نبيه محمد ما حدث لموسى :
            لقد أرسلنا إلى موسى التوراة التى بها طريق الهداية لبنى إسرائيل ، وقلنا لهم فيها اعبدوا الله وحده لا شريك ولا نصير ولا معبود غيرى

            وقلنا لهم : يا ذرية نوح ( أى يا سلالة المؤمنين ممن نجينا مع نوح فى السفينة فتشبهوا بأبيكم … ليستحثهم على الإيمان ) لقد كان نوح عبد كثير الشكر لله مؤمن صبور فاشكروا الله مثله .

            الآيات 4 ـ 8

            ( وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا *فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً *ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا *إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا *عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا(

            يخبر الله تعالى أنه أخبر بنى إسرائيل فى التوراة بأنهم سيفسدون فى الأرض مرتين ويتجبرون و يفجرون على الناس .

            المرة الأولى منهما يرسل الله عليهم جندا لهم قوة وبأس شديد وعدة ويتملكون بلاد بنى إسرائيل يروحون ويجيئون لا يخافون لائم .

            ( وقيل أن هؤلاء الناس هو جالوت وجنوده ثم قتل داود جالوت وتولى الحكم والنبوة وأتاه الله الحكمة والقضاء والعدل .وقيل أنه ملك الموصل سنجاريب وجنوده ، وقيل أنه بختنصر ملك بابل فلا يعلم أيها كان أشد بأسا عليهم ومن المقصود فى هؤلاء فهو أحدهم .)
            وعموما فى كل مرة كان النصر فى النهاية لبنى إسرائيل وأمدهم الله بالبنين والأموال ، وجعلهم الله أكثر قوة ( نفيرا ).

            ويقول لهم سبحانه إن أحسنتم العمل فلكم وإن أسأتم فعليكم .

            وعندما تأت المرة الآخرة أى تفسدون مرة أخرى وتأت أعداءكم فإن أعداءكم يهينوكم ويقهروكم ويدخلوا بيت المقدس كما دخلوا من قبل ويدمروا ويخربوا ( يتبروا ) ما ظهروا عليه وتملكوه ( ما علوا ) تخريبا .

            لعل الله يصرف أعداءكم عنكم ، ولكن متى عدتم إلى الإفساد فسوف نجعلهم يقهروكم فى الدنيا وتعذبون فى الآخرة .
            ويجعل الله للكافرين جهنم ( حصيرا ) وسجنا ومستقرا وفرشا و محصرا .

            الآيات 9 ، 10

            (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا *وَأَنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا)

            إن القرآن الذى أنزل عليك يا محمد يهدى إلى الطريق القويم المستقيم والذى فيه تبشير للمؤمنين الذين أخلصوا عملهم لله وأحسنوا بأن لهم الأجر العظيم والثواب يوم القيامة
            أما الذين كفروا بالآخرة ويوم القيامة فقد أعد الله لهم جهنم ليعذبهم فيها العذاب المؤلم .
            الآية 11

            ( وَيَدْعُ الإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً(

            يتعجل الإنسان ويظل يدعوا وربما يكون ما يظنه خيرا فهو فى الحقيقة شر له أو لأبنائه أو لماله
            وقد يدعو بالموت أو الهلاك والدمار فلو استجاب له ربه لهلك

            الآية 12

            ( وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً)

            من آيات الله التى تدل على عظمة قدرته تعالى المخالفة بين الليل والنهار ليسكن الناس فى الليل ويخلدوا للراحة بعد عناء الإنتشار فى النهار للسعى وجلب الرزق والأسفار والصنائع وكذلك الليل والنهار ليتعلم الناس عدد السنين والحساب والأيام والشهور ويعلموا الآجال المعتمدة للديون والعبادات والمعاملات ، وهذا كله فضل الله
            وقد تم إيضاح كل ذلك فى القرآن بدقة .

            الآيات 13 ، 14

            ( وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا *اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا)

            ولكل إنسان ما طار من عمله من خير أو شر يسجل عليه ويكتب ليلا ونهارا ثم يجازى به يوم القيامة إذ يجد كتابه ويمسك به بيمينه إن كان سعيدا ويمسك به بشماله إن كان من الأشقياء
            ويقال له إقرأ كتابك وهذا عملك كله فى الدنيا صغيرا وكبيرا ويشهد عليك ما كان منك .

            الآية 15

            (مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً(

            من اتبع الحق واتبع الله ورسوله فإنما يعود ذلك عليه بالحياة الكريمة فى الدنيا والثواب فى الآخرة
            ومن ابتعد عن الحق وزاغ عن سبيل الله فإنما يجنى وبال أمره فى الدنيا والآخرة
            ولا يحمل أحد ذنب غيره وإنما كلٌ يجنى ثمرة عمله
            وما كان الله ليعذب أحد إلا بعد أن يرسل الرسل مبشرين ومنذرين لإقامة الحجة عليهم .

            الآية 16
            ( وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا)
            إذا أراد الله تدمير قرية فإنه يأمر علية القوم المترفين بالطاعات ولكنهم يصرون على فعل الفواحش فيدمرهم شر تدمير ليس بعده قيام بما فعلوا .

            ولنا وقفة هنا مع ما يحدث فى هذا الزمان لنرى كيف تتحقق الآية مع كل زمان
            ولعلنا نفيق إلى أمر الله ونعتبر وننتهى عن المنكرات وننقذ أنفسنا قبل الهلاك .

            الآية 17ـ 22

            ( وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِن بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا *مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا *وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا *كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُورًا *انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً *لاَّ تَجْعَل مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَّخْذُولاً)
            نوح ومن آمنوا معه كانوا أعز على الله من كفار قريش ، ومع ذلك فقد أهلك قرون منهم لما ظلموا فاحذروا من غضب الله أيها المشركون
            فالله سميع وبصير بما تعملون .

            من أراد الحياة الدنيا وزينتها كان له ما طلب ولكن بإرادة الله ومشيئته ثم إنه فى الآخرة لن يجد إلا الجحيم عقابا له على سوء عمله وهو مذموم ، و(مدحور ) مبعد حقير ذليل

            ومن أراد نعيم الآخرة وعمل صالحا وتابع رسول الله فله الجنة والنعيم والثواب .

            وكلا من الفريقين من أراد الدنيا ونسى الآخرة ومن أراد الآخرة ومن عمل صالحا يمدهم الله من الشقاء أو السعادة فلا يمنع عطاء الله أحد

            فانظر يا محمد كيف فضلنا بعضهم على بعض فى الدنيا فمنهم الفقير ومنهم الغنى ومنهم الحسن ومنهم القبيح ولكن فى الآخرة يكون التفاوت بينهم أكبر فمنهم من يكون فى الجنة وهى درجات تختلف فى النعيم ومنهم من يكون فى النار وهى دركات تختلف فى أنواع مابها من عذاب أيضا

            فلا تعبد مع الله شريك آخر فتصبح مذموما على شركك ويخذلك الله ويتركك لمن عبدت غيره فلا ينصرك .

            الآيات 23 ، 24

            ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا )

            قضى : وصى
            تنهرهما : تضايقهما بفعل قبيح
            قولا كريما : قولا طيبا
            اخفض لهما جناح الذل منالرحمة : تواضع لهما ووقرهما رحمة بهما
            يوصى الله بالمعاملة الحسنة الطيبة للوالدين والرحمة بهما فى الكبر كما ربيا إبنهما فى الصغر والتواضع لهما
            قال النبى صلى الله عليه وسلم " إن الله يوصيكم بآبائكم ، إن الله يوصيكم بأمهاتكم ، إن الله يوصيكم بأمهاتكم ، إن الله يوصيكم بأمهاتكم ، ، إن الله يوصيكم بالأقرب فالأقرب "

            الآية 25

            ( رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا)
            فإن صدر منكم بادرة إلى الأبوين وفى نياتكم لا تريدون إلا الخير فالله يعلم ما فى نفوسكم ويغفر لمن تاب ورجع إلى الله
            الآيات 26 ـ 28

            ( وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا * وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاء رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُل لَّهُمْ قَوْلاً مَّيْسُورًا)

            يلى بر الوالدين الإحسان إلى القرابة وصلة الأرحام كما ورد بالحديث ، ويوصى بالإنفاق لهم مع عدم التبذير فالمبذرين إخوان الشياطين وأشباههم إذ أن كلا منهما لا يتوسط فى الأمور ويترك الطاعة لله

            والشيطان ( كفور ) أى جحود لنعمة ربه
            ولو أن أحد الأقرباء طلب منك ماليس بمقدورك فعدهم بميسور الحال وبلطف

            الآيات 29 ـ 30

            ( وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا * إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا)

            ويأمر الله بالتوسط فى النفقة يذم البخل وينهى عن السرف حتى لا يندم الشخص عندما يفقد ماله جميعا ثم يحتاج فلا يجد أو يدعه أقرباءه وذويه لبخله

            فالله يوسع على من يشاء ويقتر على من يشاء لأنه خبير بطباع ونفوس عباده ويبصر أحوالهم .

            الآية 31

            (وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْءًا كَبِيرًا)

            ينهى الله عن قتل الأبناء مخافة الفقر حيث كان بعض الأهل فى الجاهلية يقتلون البنات ولا يورثوهن لأن الله أولى بعبده من أمه فيوصى بالنفقة لهم ويوصى بحقهم فى الميراث والإهتمام بهم فالله يرزقهم كما يرزق أهلهم
            فإن قتلهم ذنب كبير عظيم

            الآية 32 ، 33

            ( وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً * وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا )
            ينهى الله عباده عن الزنا فهو ذنب عظيم وهو بئس الطريق والمسلك

            وينهى الله عن قتل النفس إلا بحق شرعى كما ورد بحديث النبى صلى الله عليه وسلم " لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله إلا بإحدى ثلاث : النفس بالنفس والزانى المحصن والتارك لدينه المفارق للجماعة "

            ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا : وجعل الله الحق للولى أن يقتل القاتل أو يعفو عنه إن شاء ذلك أو يأخذ ديته أو يتركها وهذا هو السلطان
            فلا يسرف فى القتل : فلا يمثل بالقاتل ولا يقتل غير القاتل
            إنه كان منصورا : فالولى منصورا على القاتل بيد الشرع

            الآيات 34 ، 35

            (وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً * وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُواْ بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)
            يأمر الله بأن لا يقترب إلى مال اليتيم إلا بالتى هى أحسن

            ويأمر بالوفاء بالعقود والعهود

            ويأمر بالعدل فى الميزان
            فذلك كله خير لمعاشكم وحياتكم فى الدنيا والآخرة

            الآية 36

            ( وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً
            )
            لا تقل رأيت ولم تر ولا تقل سمعت ولم تسمع
            لا تتحدث فيما لا تعلم أو تفهم فسيسألك الله عن سمعك وبصرك وقلبك يوم القيامة

            قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث "

            وقال : " من تحلم حلما كلف يوم القيامة أن يعقد بين شعيرتين وليس بفاعل "

            وهذا يسبب ترويجا للشائعات قد تؤدى إلى هلاك دولة وتؤدى إلى قتل النفس أو قطيعة رحم وكلها كبائر عند الله يحاسب بها يوم القيامة .

            الآيات 37 ـ 39

            ( وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً * كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِندَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا * ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَّدْحُورًا)

            ينهى الله عن التبختر والتجبر
            ويقول إنك لن تقطع الأرض بمشيك ولن تعلوا الجبال بتفاخرك وإعجابك بنفسك
            فقد يدفعك ذلك إلى الكبر والعمل الذى يخفضك فى جهنم

            وكل ما سبق ونهى عنه فهو سيئة تؤاخذ عليها ولا يرضاه الله ويكرهه

            وهذا من الأخلاق الحميدة التى أمرناك بها ونهيناك عن الأخلاق الرذيلة عن طريق الوحى فأمر بها الناس يا محمد
            ولا تطع ولا تعبد غير الله فيكون مصيرك إلى جهنم وتطرد من كل خير ،

            وهذا الحديث يوجه للرسول صلى الله عليه وسلم بأنه وحى له ليأمر الناس به لأنه صلى الله عليه وسلم معصوم من الخطأ ووصفه الله بأنه على خُلق عظيم .

            الآيات 40 ـ 43
            ( أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُم بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِنَاثًا إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيمًا * وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُواْ وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ نُفُورًا * قُل لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لاَّبْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً * سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا)

            قال المشركين إن الملائكة إناث واتخذهم الله بناتا له ثم عبدوهم من دون الله ، وهم أنفسهم كانوا يحزنون عندما ينجب أحدهم أنثى ويدفنها وهى حية

            فيقول سبحانه لهم من باب التوبيخ كيف تنسبون البنات اللواتى تكرهون انجابها لله وتتمنون لأنفسكم البنين ، إن هذا كذب وافتراء على الله كبير

            فلو كان مع الله آلهة أخرى كما تدعون لتقرب كلا منهم إلى الله ليتشفع لمن يعبدونه ويتقربون إليه ولحدثت أمور عاقبتها وخيمة

            فتنزه الله عن أن تكون هناك معبودات غيره ولا واسطة بين العبد وربه وتعالى الله عن هذا الهراء الذى يفتريه الكافرين .

            الآية 44

            ( تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا)

            الله تقدسه السموات السبع والأرض ومن فيهن من مخلوقات
            وكل شئ ينزهه ويعظمه ويحمده على نعمائه ويسبحون كلٌ بلغته ولكن الناس لا يفهمون هذا التسبيح
            والله حليم بعباده لا يعجل لهم العذاب لعلهم يتوبون ويستغفرون فيغفر لهم

            الإنسان لا يسمع إلا الأصوات التى لها تردد معين لا يقل عنه ولا يزداد
            وهناك أشياء لها أصوات أعلى من هذا التردد وأخرى أقل منه من الجمادات فلا تسمعها أذن الإنسان
            وكذلك لغات الحيوانات والطيور والنباتات لا يفهمها الإنسان وكذلك تختلف الناس فى لغاتهم … والجميع يسبح الله ويحمده

            الآيات 45 ـ 46

            ( وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا * وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا)

            إذا قرأت يا محمد القرآن على هؤلاء المشركين فإن الله يجعل على قلوبهم أكنة وغشاء وحجاب فلا يفقهون ما تقرأ عليهم ، كأن فى آذانهم صمم ، وإذا ذكرت الله وحده فى القرآن وقرأت لا إله إلا الله فإنهم ينفرون ويدبروا راجعين عن الحق .

            الآيات 47 ، 48

            (نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُورًا * انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ الأَمْثَالَ فَضَلُّواْ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً)
            يخبر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بما يتناجى به المشركون سرا عندما جاؤوا يستمعون لقراءته القرآن فيقول بعضهم لبعض إن محمد مسحور وله من يأتيه من الكلام الذى يتلوه ، ومنهم من قال شاعر ومنهم من قال كاهن ومنهم من قال مجنون .

            انظر يا محمد كيف أنهم ضربوا لك الأمثال فلا يهتدون للحق ولا يجدون له طريقا .

            الآيات 49 ـ 52

            ( وَقَالُواْ أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا * قُل كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا * أَوْ خَلْقًا مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيبًا * يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً)

            ويتعجب الكافرون من البعث ويقولون كيف بعد أن تبلى أجسادنا وعظامنا بعد الموت يكون لنا بعثا جديدا وعودة للحياة

            قل لهم يا محمد مهما كنتم رفاتا أو حديدا أو حجارة أو أى شئ تستعظمونه فسيبعثكم الله خلقا بعد خلق جديد
            ولكنهم على كفرهم بالبعث ويسألون من الذى يقدر على إعادتنا مرة أخرى

            قل لهم الله الذى خلقكم أول مرة من العدم قادر على أن يبعثكم مرة أخرى

            فيحركون رؤوسهم استهزاءا ويقولون متى يكون ذلك ؟

            قل لهم يا محمد ربما يكون ذلك قريبا ولا يعلم موعده إلا الله
            وفى هذا اليوم يدعوكم الله فتخرجون من التراب ماثلين لأمره وطاعين له وله الحمد فى كل حال
            ويوم تخرجون من قبوركم تظنون أنكم لم تمضوا بها إلا القليل

            الآية 53ـ 55

            ( وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا * رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً * وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا)

            ــ يأمر الله نبيهصلى الله عليه وسلمأن يأمر الناس بأن يتكلمون بالحسنى إذا تحدثوا وتحاوروا بينهم
            لأن الشيطان يحاول أن يدخل بينهم العداوة والبغضاء فهو عدو لبنى آدم وعداوته واضحة ظاهرة فلا يمكنوه منهم .

            ــ أيها الناس ، الله يعلم سرائركم وعلانيتكم ويعلم من يستحق العذاب ومن يستحق المغفرة
            فلو شاء هداكم لطاعته ولوشاء أضلكم
            يا محمد لم نرسلك وكيلا لهم وعليهم وإنما أرسلناك مبشرا للمؤمنين منذرا للكافرين
            ــ والله يعلم بما فى السماء والأرض ويعلم مراتبهم فى الطاعة والمعصية

            وقد فضل الله بعض النبيين على بعض بما أسند لهم من تبليغ وبما أوذوا فى سبيل الله
            وأولى العزم من الرسل أعظم درجات عند الله من سائر النبيين
            ومنهم داود الذى شرفه الله وفضله
            قال النبى صلى الله عليه وسلم : " خفف على داود القرآن ، فكان يأمر بدابته فتسرج ، فكان يقرؤه قبل أن يفرغ "