طعم الإيمان 2024

طعم الإيمان

الحمد لله حمدًا يَليق بعظمته وجلاله وقدرته، والصلاة والسلام على الرسول – صلى الله عليه وسلم – الشاهد والشهيد والمشهود له.

يقول الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم -: ((ثلاثة مَن كُنَّ فيه وجد حلاوة الإيمان، مَن كان الله ورسوله أحبَّ إليه مما سواهما، ومَن كان يحب المرء لا يحبه إلا لله، ومَن يكره أن يعود في الكفر – بعد أن أنقذه الله منه – كما يكره أن يُلقى في النار))، وقال أيضًا: ((ذاق طعم الإيمان مَن رضي بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد رسولاً)).

وطعم حلاوة الإيمان يجده المؤمن في قلبه تعظيمًا لله – سبحانه وتعالى – حتى يَمتلئ هذا القلب بتعظيم الله، فلا يُعظِّم غيره.

هذا التعظيم هو الذي يجعل قلب المؤمن قلبًا حاضرًا مع الله في كل سكناته وحركاته، وكل شاغل يشغل قلب المؤمن في وجود هذا التعظيم لله يكون مصيره المحتوم هو الفشلَ والسقوط.

ولكي نرى هذا التعظيم في أبهى صُوَرِه؛ ننظُر إلى الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – عندما كان هو المؤمنَ الوحيد الموحِّد بالله على وجه الأرض، انظر إلى ما دار في خَلَده وهو راجع مِن الغار بعد اللقاء الأول مع الوحي، نتصوَّر أنه كان يدور بداخله أشياء كثيرة؛ منها: ماذا يقول لمن حوله؟ وهل سيُصدِّقونه؟ وإذا صدَّقوه، هل سيَتمكَّن اليقين مِن قلوبهم كما تمكَّن منه؟

وإذا قال قائل:
أيُّ يقينٍ هذا وهو الذي ذهب مع السيدة خديجة – رضي الله عنها – إلى ورقة بن نوفل لكي يَعرف مَن هذا الذي يأتيه؟

أقول لك: ليس هذا بحال الذي عِنده شكٌّ؛ بل هو حال المتيقن مِن الأصل وغاب عنه معرفة الفرع، فهو يريد أن يَعرف مَن هذا الذي يأتيه، والدليل على ذلك أنه كان يذهب إلى الغار ويجلس فيه الليالي الطويلة، حتى إنها تصل إلى ثلاثين ليلة أو أكثر مُنقطعًا للعبادة.

مُنقطع لعبادة خالق هذا الكون، فهو – صلى الله عليه وسلم – كان عنده يقين أنه لا بدَّ مِن خالق عظيم حكيم لهذا الكون، ولكنه يُريد أن يعرف مَن هذا الخالق؟ ما اسمه؟ ما هي صفاته؟

وأما عن تشوُّق السيدة خديجة – رضي الله عنها – لمعرفة مَن هذا، إنما هو تشوُّق الذي يُريد تأكيدًا على ما هو موقن به، فهي التي قالت له: "والله لا يُخزيك الله أبدًا"، وعدَّدت له – صلى الله عليه وسلم – محاسنَه ومناقبه قبل هذه الحادثة، وكأنها تُريد أن تُثبت ما في قلبها مِن يَقين بأنه نبيُّ هذه الأمة.

ومِن هنا نقول:
إن تعظيم الله في قلب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مِن قبْل أن يَعرفه كان تعظيمًا ليس له مثيل في قلب بشر، فما بالك بعدما عرَفه وعرَف صفاته وأسماءه وجلاله وكماله وجماله؟!

وانظر إلى تعظيم الله في قلب أبي بكر – رضي الله عنه – عندما دعاه الرسول – صلى الله عليه وسلم – إلى الإسلام لم يتردَّد لحظةً، فضلاً عن مواقف كثيرة بعد ذلك تُظهِر جلاء هذا التعظيم في قلبه، وأشير إلى عدم التردُّد هذا بأن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال: ((كنا أنا وأبا بكر في الجاهلية كفرسَي رَهان فسبقتُه إلى النبوَّة فتبعَني، ولو سبَقني إلى النبوة لتبعتُه)).

وانظر إلى هذا التعظيم في قلب الصحابي جعفر بن أبي طالب وهو مَطرود مِن قومه وأرضه وماله ويَحتمي بمَلِك الحبشة النجاشي، ثم يسأله النجاشي عن قوله في مريم فيقول ما قاله القرآن عنها، وهو في قصر الملك ووسط جنوده وجبروته وسلطانه، ومع ذلك سقط كل ذلك مِن عين قلب سيدنا جعفر ولم يَبقَ إلا تعظيم الله في قلبه، فحمله هذا التعظيم أن يكون هو المُرتفِع، ودونه هو الأدنى.

ومثال ذلك رُسل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الذين بعثهم إلى ملوك وسلاطين الأرض حينها، وكل واحد منهم له موقف عظيم سواء مع هرقل الروم أو كسرى الفرس أو مع باقي الأمم التي أَرسَل إليها الرسائل.

وكذلك الصحابي ربعي بن عامر الذي بعثه قائد جيوش المسلمين إلى رستم قائد الفرس، وكان منه ما كان في وسط جيوش رستم، حتى إنه استهزأ بهم جميعًا، بما فيهم رستم نفسه، وأدخل في قلبه الرعب وهو جالس بين جنوده وأعوانه، وربعيُّ بن عامر جنديٌّ واحد من جنود المسلمين، ليس معه أحد وسط هذه الجموع، فلم يُرهبْه شيء منها، وما ذلك إلا بهذا التعظيم لله الذي ملأ جميع أركان قلبه.

وسأذكر مثالاً أخيرًا ذكرَه القرآن عن الهدهد الذي قام في قلبه تعظيم الله، فهالَه ما رأى من شأن أهل سبأ أنهم يسجدون للشمس من دون الله، فقال: ﴿ أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ﴾ [النمل: 25، 26]، وأُجاذب نفسي الحديث كثيرًا عندما أشعر بهذا التعظيم لله في قلب الهُدهد، هل رأى الهدهد عرش الله حتى يَصفه بالعرش العظيم؟ بالطبع لا، ولكن وصل الهدهد لهذه النتيجة لأنه يرى أن جميع مخلوقات الله عظيمة، فكيف لا يكون عرشه عظيمًا؟! فضلاً عن أن الله وصف عرشه بالعظَمة.

والأمثلة في ذلك كثيرة جدًّا، وهي أمثلة في الحقيقة عندما أقرؤها أستصغر نفسي، وأجدها لو بلغ إيمانها عَنان السماء وملأ الأرض بجبالها وبحارها، ما بلغَت ذرة من إيمان هؤلاء الصحابة الأفذاذ الذين قال الله فيهم: ﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ﴾ [الأحزاب: 23].

انظر إلى قوله: ﴿ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ﴾ دخل التعظيم في القلب وأُغلِقَ عليه وما بُدِّلَ أبدًا.

ثم ننتقل إلى حلاوة هذا التعظيم لله في قلب المؤمن، فالمؤمن يجد هذه الحلاوة وهي أثر مِن آثار التعظيم لله، ويَفرح بها، ويَتمنَّى ألا تُفارقه أبدًا.

وهي حلاوة ليس لها نظير يُقاس بها، وهي في الحقيقة تُشعِر المؤمن وكأنه في الجنة وهو ما زال في الدنيا، هي اللحظات الخالية التي يَطمئن فيها المؤمن بربه، هي لحظات الأُنسِ به، هي لحظات تَذوُّق القلب من القرب، فتملؤه نشوة الحنين إلى التلقِّي من الواهب المُعطي بغير حساب ولا استِحقاق، ولذلك قال أحدهم: لو علم الملوك والسلاطين ما نحن فيه لحسَدونا عليه.

ومِن تامِّ نعمة الله على العبد المؤمن الذي يُعظِّم الله في قلبه أن يشكر اللهُ له، وأن يُصبح كل شيء دون الله في عينَيه صغيرًا.

ذلك أن الله هو الشَّكور؛ فلا بدَّ أن يُثيبَ المؤمن على عمله في الدنيا فيجعله يتذوق حلاوة الإيمان في قلبه فينشرح صدره وتقرُّ عينه، وهذا بخلاف الجزاء العظيم في الآخِرة، ولا توجد حلاوة أشد من حلاوة تمام النعمة ودوامها في الدنيا.

وأسباب ومقوِّمات حلاوة الإيمان هي الحب؛ فالحديث الشريف ذكَر الحبَّ في أول فِقرة منه حبًّا مُطلَقًا لله ولرسوله، ثم ذكر الحب النابع مِن حبِّ الله فقال: إذا أردتَ حبَّ المرء فيَجب أن يكون لله وحده، ثم ذكر ضدَّ الحب وهو الكره، وهو في معناه أيضًا حب؛ لأنه يَكره أن يعود في الكفر؛ أيْ: يحب أن يبقى ويَظلَّ على الإيمان.

فالحديث قائم ودائرٌ على الحب، وهو كما قُلْنا في مقال: "معنى الحب الحقيقي" هو وقود الحركة؛ فالحبُّ باعث، والتعظيم دليل وطريق ومُحرِّك، والحلاوة التي يجدها المؤمن في قلبه هي ثمرة كل ذلك.

منقووووووول

    شكرا لك

    جزآآكـِ الله خيراً

    فضل رمضان والفرح بقدومه من علامات الإيمان 2024

    الونشريس
    الونشريس
    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
    أما بعد:
    فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
    الغاية من خلق الخلق.
    الونشريس

    عباد الله:
    خلقنا الله لعبادته، وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِالذاريات:56، ليقروا بعبادتي طوعاً أو كرها، لآمرهم وأنهاهم، معدين للعبادة، ثم منهم من يتأتى منه ذلك، ومنهم من يأبى، فمن قام بعبادة الله، فقد حقق الغاية من وجوده، ومن قصر فيها، أو نكل عنها، فقد أبطل غاية وجوده، وأصبح بلا وظيفة، وباتت حياته فارغة من القصد، خاوية من المعنى، والله تعالى خلق الزمان والمكان، وهو الذي يفضل منه ما يشاء ويختار، وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُالقصص:68، أي: المتفرد بالاختيار والتفضيل في الأزمان والأماكن، ولذلك فليس من حق العباد أن يفضلوا زمناً على زمن بلا دليل شرعي، والله تعالى جعل لنا مواسم الخيرات لنعبده فيها، وأوقات الطاعات لنشكره على نعمه فيها.
    الونشريس

    فضائل شهر رمضان.

    ورمضان أفضل شهور العام، شهر العبادة والطاعة، كان السلف رحمهم الله يعرفون له قدره، وأحوالهم فيه عجيبة، من تلاوة، وذكر، ودعاء، وبذل، وجود، وعكوف، والمحروم من حُرم فضل هذا الشهر، (رغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له)، وإن من مزايا هذا الشهر الكريم أن صومه من أعمدة الإسلام، وهو السر بين العبد وربه، (إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به)، وقد جاءت الأحاديث الصحاح والحسان بفضله كقوله: (الصوم لا عدل له)، (ثلاث دعوات مستجابات: ومنها: دعوة الصائم)، (للصائم فرحتان)(يشفع للعبد يوم القيامة يقول: ربي منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه)(لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك)(الصوم جنة وحصن حصين من النار)(من صام يوماً في سبيل الله باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا)الريان باب الجنة العظيم للصائمين، صيام رمضان يعدل صيام عشرة أشهر، (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)، (ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة)، فكل يوم من رمضان عند غروب الشمس لله في ذلك الوقت عتقاء، فمن الناس من أدرك قيمة الشهر، وعرف قدره، فهو يغتنمه، ويستعد له، ومنهم الساهي اللاهي، وقد قال الله: قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِسورة الجمعة11، وهذا اللهو اليوم إما أن يصفقون في الشهر، في الأسواق، فصار موسماً عظيماً للتنزيلات والمبيعات، وهذا يهون؛ لأن كثيراً منه من المباحات، ولكن اللوم على من ضيعه في هواية التسوق، والله عز وجل نهانا أن تلهينا الدنيا عن الآخرة، وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُالعنكبوت:64، يعني: الحياة الدائمة التي لا زوال لها ولا انقضاء، الحيوان الممتلئة بالحياة المستديمة للحياة.
    خطورة الفساد في رمضان، وكيف نقاوم ذلك.

    الونشريس

    عباد الله:
    إن المصيبة إذا أشغل اللهو عن الطاعة، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (كل لهو باطل)واستثنى منه أموراً من المباحات، من ملاعبة الزوجة، والرماية، وتأديب الفرس، واللهو الباطل ما أشغل عن ذكر الله، قال البخاري رحمه في صحيحه: "باب كل لهو باطل إذا شغله عن طاعة الله"، وإذا كانت الشياطين تصفد فإن المصيبة في شياطين الإنس.
    كل الشياطين قد باتت مصفدة *** فما السبيل إذا الشيطان إنسان
    ولذلك فقد حرص أرباب الفساد، وأعداء الأمة، لما عرفوا فضل الشهر، وكثرة من يتوب فيه، واجتهاد الناس فيه بالطاعة، والإقبال على الله، والترك للمنكرات، عمدوا إلى إفراغ الشهر من محتواه ومضمونه، وإلى قطع الطريق، فهم لصوص في الحقيقة، لصوص رمضان

    حرص أرباب الفساد، وأعداء الأمة، لما عرفوا فضل الشهر، وكثرة من يتوب فيه، واجتهاد الناس فيه بالطاعة، والإقبال على الله، والترك للمنكرات، عمدوا إلى إفراغ الشهر من محتواه ومضمونه، وإلى قطع الطريق، فهم لصوص في الحقيقة، لصوص رمضان
    الونشريس

    ، يشغلون الناس بالطرب والألحان، والأمسيات الفارغات، وهكذا الأفلام والمسلسلات، حتى غدا الإنتاج لهذا الشهر في البرامج الملهية لا يقارن ببقية شهور السنة، فعمد أصحاب شركات الإنتاج والقنوات إلى ملء هذا الشهر بما يغضب الله تعالى، ويقطع الطريق على الناس، وأموال طائلة، وأجور لهؤلاء الممثلين والممثلات متصاعدة، هذا شهر التوبة والإنابة إلى الله، فكيف يملئ بمثل هذا، وبعض هؤلاء لهم بواعث مادية فيقولون: الناس مجتمعون حول الشاشة، وهذه فرصتنا لبث البرامج، والتي من خلالها نأتي بالإعلانات التجارية التي تدر علينا الأرباح، فلا عجب أن يصل وقت الإعلانات في مثل هذه المسلسلات إلى خمسة وعشرين بالمائة، وإذا نظر المرء في محتواه فإنه يجد فيها ما يسمى بالكوميديا، الفكاهة والضحك، وفيها ما يخدش الإيمان والحياء، وفيها قمار وميسر، واتصالات مدفوعة الثمن للاشتراك في مسابقات يعلن عنها، ميسر في رمضان، ما أعظم الإثم! وأيضاً إشغال بتشويه شخصيات المسلمين العظيمة عبر التاريخ، كما فعلوا في عمر بن عبد العزيز، وخالد، وصلاح الدين، وابن تيمية، وما سيفعلونه بالإمام الشافعي رحمه الله، ولا شك أن تقديم الشخصيات العظيمة للأمة بهذا الشكل المهلهل، بل السيئ، والذي فيه معاصي واضحة يهون من قدرها في نفوس من ينظر إليها، بل ويمثل أدوارهم من أهل المجون والفسق من يشارك في هذه السلسلة الخطيرة من الإغارة على تراث الأمة، وشخصيات الأمة، وأبطال الأمة، وعلماء الأمة، وهكذا.
    الونشريس

    عباد الله:
    توظيف للباطل، وإشغال للناس، ساعات هائلة حتى يبيت الناس في حيرة، يثبتون على أي قناة، وينظرون إلى أي فلم، ومسلسل،(ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم)، فإذا كان الأمر كذلك، فإنهم ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله، فوزر هؤلاء عليهم، ومثل ذلك أوزار الذين التهوا بما قدموه من الباطل دون أن ينقص من أوزار المشاهدين شيء، والواجب مقاطعة كل قناة تصد عن سبيل الله، وتلهي عن طاعة الله، وتعرض ما يغضب الله تعالى، وينبغي أن يغار المسلم على صومه، وأن يحفظه، وهذا الصوم عبادة عظيمة، وركن ركين من أركان الدين، لسلفنا فيه حياة الليل والنهار.
    يحيون ليلهم بطاعة ربهم *** بتلاوة وتضرع وسؤال
    وعيونهم تجري بفيض دموعهم *** مثل انهمال الوابل الهطال
    إن الله قال: أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍسورة البقرة184، فلا تستطيلوها، ولا تستكثروها، إنها تنقضي سراعاً، وهكذا ما أن يبدأ الشهر حتى يتصرم الثلث، ثم الثلثان، ثم تنقضي العشر الأواخر، وإذا كان الله تعالى قد فرضه لأجل التقوى، لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَسورة البقرة21، وذكرنا نبينا صلى الله عليه وسلم بقوله: (رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش، ورب قائم حظه من قيامه السهر)فلا بد من صيانة العبادة عما يبطلها، وعما يحبطها، وحتى عما ينقص أجرها.
    الونشريس

    عباد الله:
    لماذا لا نلغي في رمضان كل شيء يلهي عن ذكر الله، ويجر الناس حتى للتأخر عن صلاة العشاء والتراويح لتسمرهم وانجذابهم إلى مثل هذه الملهيات، ولماذا لا يكون عندنا صبر، وإرادة، فلا نفتح أي باب للشر، تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَاسورة البقرة187، (ويحك لا تفتحه فإنك إن تفتحه تلجه)، ومثلها مواقع في هذه الشبكة تشغل كثيراً من الصائمين والصائمات عن طاعة الله تعالى، والأمانة لابد من القيام بها، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْسورة الأنفال27وينبغي أن يكون هذا الشهر فرصة لتربية أنفسنا، وأولادنا، وأهلينا على طاعة الله تعالى، وليس المطلوب أن يفاجئ الأئمة بظهور الناس بكثرة في رمضان في أوله، فلماذا لا تكون هذه المفاجئة الآن؟ وهل المطلوب أن ننتظر حتى يبدأ الشهر لنتحمس للمساجد؟!
    الونشريس

    عباد الله:
    لقد كان السلف يجتهدون في شعبان أيضاً، والتوبة لا تؤخر إلى رمضان، بل الآن حتى قبل دخول رمضان، وتعظم في رمضان، والدعاء الآن، ويعظم إذا دخل رمضان، والقرآن الآن، ويكثر إذا دخل رمضان.
    الونشريس

    عباد الله:
    إن الفرح بقدوم الشهر من علامات الإيمان، وتحري هذا الهلال أيضاً مما كان يحرص عليه السلف رحمهم الله، وكان القاضي يخرج مع الناس إلى ظاهر البلد لتحري الرؤية، وينبغي التزود بالعلم النافع من معرفة الأحكام المتعلقة بالعبادات في هذا الشهر ففيه صيام، وقيام، وكثير من الناس يخرجون فيه الزكاة، وفيه اعتكاف، وكثير من الناس يعتمر فيه، وفي نهايته صدقة الفطر، وهكذا من عبادات حتى في أحكام المساجد يحتاج الناس إلى تعلمها استعداداً لدخول هذا الشهر، هذه المساجد بيوت الله في الأرض التي يحبها سبحانه وتعالى.
    اللهم إنا نسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين.
    أقول قولي هذا، واستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

      الونشريسالونشريس

      اللهم بلغنا رمضان واغفر لنا جزاكى الله خيرا

      كيف يزيد الإنسان من إيمانه حتى يرفع درجاته ويشعر بلذة الإيمان 2024

      الونشريس

      أهلا عدووووووووولاتي إزيكم ؟
      إن شاء الله تمام

      كيف يزيد الإنسان من إيمانه حتى يرفع درجاته ويشعر بلذة الإيمان
      كيف يزيد الإنسان من إيمانه حتى يرفع درجاته ويشعر بلذة الإيمان
      كيف يزيد الإنسان من إيمانه حتى يرفع درجاته ويشعر بلذة الإيمان

      الإيمان يزيد وينقص يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية وهذا ما عليه أهل السنة والجماعة.

      قال صلى الله عليه وسلم

      ((جددوا إيمانكم فإن الإيمان يبلى كما يبلى الثوب.
      فقالوا: ما نقول يا رسول الله؟ قال: قولوا لا إله إلا الله)).

      كيف يزيد الإنسان من إيمانه حتى يرفع درجاته ويشعر بلذة الإيمان :

      1) الاستعانة بالله وسؤاله يقوي إيماننا ،تقوى الله والخوف من عقابه
      (ان الله شديد العقاب)،التعرف عليه سبحانه وانه عظيم الشأن.تعرف على
      أسمائه وصفاته.

      2) ذكر الله يقوي الإيمان قال رسول الله
      ( مثل الذي يذكر الله والذي لا يذكره كمثل الحي والميت).

      3) قراءة القران الكريم وفهم آياته وما فيها من وعد ووعيد
      للكافرين وترغيب لعباده المؤمنين وما اعد الله لهم جراء موفورا.

      4) مجالسة الصالحين فان للرفيق اثر كبير في حياة العبد والبعد عن رفقاء السوء
      الغارقين في ملذات الدنيا كما جاء في حديث النبي
      (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)

      5) الاستماع إلى الدعاة وأهل التقوى واذا استطاع إن يدعو هو من حوله.
      القراءة في كتب وسير الصالحين. طلب العلم النافع قال تعالى
      ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾.

      6) يتذكر الإنسان انه ضعيف وانه يفتقر إلى الله في كل أموره.
      (يستشعر اسم الله القوي).

      7) أداء الفرائض في أوقاتها وخصوصا صلاة الفجر لانها ثقيلة على المنافقين
      وأتباعها بالنوافل تعلق قلب العبد بربه والمداومة عليها
      (لان أحب الأعمال الله ادومها وان قل) كما جاء في الحديث الشريف.

      8) محبة الرسول ومعرفته صفاته ومعجزاته وسيرته.
      قال صلى الله عليه وسلم
      (لا يؤمن أحدكم حتى أكون احب إليه من ماله وولده والناس أجمعين)

      9) التفكر في خلق الله وعظمته واختلاف مخلوقاته.
      مغادرة ارض المعاصي،كما جاء في حديث من قتل تسع وتسعين نفسا
      أرشده عالم ان يترك ارض المعصية.

      10) أشغال وقتا لفراغ بما ينفع من الأعمال الصالحة من ذكر واستغفار،
      والتوبة من الذنوب.

      11) زيارة القبور فأنها تذكر بالآخرة يقول النبي صلى الله عليه وسلم
      (إنّ هذه القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد إذا أصابه الماء)
      قيل: يا رسول الله وما جلاؤها؟ قال: (كثرة ذكر الموت وتلاوة القرآن).

      12) الرضا بقضاء الله وقدره لان تسليم الأمر لله من أقوى عوامل الإيمان.

      وبس كدة موضوعي خلص
      أتمنى يكون عجبكم
      بانتظار آرآئكم + ردودكم
      مع السلامة عدووووووولاتي

      الونشريس

        الونشريس

        جزاك الله خيرا

        جزاك الله حبيبتي

        الونشريس منورين يا عسولات الونشريس

        يسلمووووووووووو

        الإيمان بالكرام الكاتبين 2024

        الإيمان بالكرام الكاتبين

        الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

        وبعد:
        فقد ذكر الطحاوي رحمه الله أن من عقيدة أهل السنة والجماعة الإيمان بالملائكة الكرام الكاتبين، قال تعالى:﴿ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الانفطار: 10-12]، وقال تعالى: ﴿ إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 17-18].

        روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال:«يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم، فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون»[1].

        قال تعالى: ﴿ لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ﴾ [الرعد:11]. قال ابن كثير: أي للعبد ملائكة يتعاقبون عليه، حرس بالليل وحرس بالنهار، يحفظونه من الأسواء والحادثات، كما يتعاقب ملائكة آخرون لحفظ الأعمال من خير أو شر، ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، فاثنان عن اليمين والشمال يكتبان الأعمال، صاحب اليمين يكتب الحسنات، وصاحب الشمال يكتب السيئات، وملكان آخران يحفظانه ويحرسانه، واحد من ورائه وآخر من قدامه، فهو بين أربعة أملاك بالنهار، وأربعة آخرين بالليل بدلاً، حافظان وكاتبان[2].

        روى مسلم في صحيحه من حديث عبدالله بن مسعود – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: «ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن»، قالوا: وإياك يا رسول الله؟ قال: «وإياي إلا أن الله أعانني عليه فأسلم، فلا يأمرني إلا بخير» غير أن في حديث سفيان:«وقد وكل به قرينه من الجن، وقرينه من الملائكة»[3].

        وقد اختلف في معنى «أسلم»؟ فقيل: المعنى استسلم وانقاد وذل، وقيل: المعنى أسلم من الإسلام، قال النووي: وهذا هو الظاهر، قال القاضي: واعلم أن الأمة مجتمعة على عصمة النبي – صلى الله عليه وسلم – من الشيطان في جسمه وخاطره ولسانه.اهـ[4].

        فإن الجن فيهم المؤمن والكافر، والشياطين هم كفارهم، فمن آمن منهم لم يسمّ شيطاناً والذي ثبت بالنصوص أن الملائكة تكتب القول والفعل والنية؛ لأنها فعل القلب، فدخلت في عموم قوله تعالى: ﴿ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الانفطار:12].

        قال تعالى: ﴿ هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَاكُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [الجاثـية:29]، وقال تعالى: ﴿ أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ ﴾ [الزخرف:80].

        روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال:«قال الله عز وجل إذا تحدث عبدي بأن يعمل حسنة فأنا أكتبها له حسنة مالم يعمل، فإذا عملها فأنا أكتبها بعشر أمثالها، وإذا تحدث بأن يعمل سيئة فأنا أغفرها له مالم يعملها، فإذا عملها فأنا أكتبها له بمثلها».

        وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -:«قالت الملائكة: رب! ذاك عبدك يريد أن يعمل سيئة – وهو أبصر به- فقال: ارقبوه، فإن عملها فاكتبوها له بمثلها، وإن تركها فاكتبوها له حسنة، إنما تركها من جرَّاي»[5].

        وروى الطبراني في المعجم الكبير من حديث أبي أمامة – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال:«إن صاحب الشمال ليرفع القلم ست ساعات عن العبد المسلم المخطئ، فإن ندم واستغفر الله منها وإلا كتبت واحدة»[6].

        قال الشاعر:
        واذكر مناقشة الحساب فإنه الونشريس
        لابد يُحصَى ما جنيتَ ويُكتَب ُ الونشريس

        لم ينسه الملكان حين نسيته الونشريس
        بل أثبتاه وأنت لاهٍ تلعب الونشريس

        من آثار الإيمان بالملائكة الكرام الكاتبين:
        أولاً: مراقبة الله في السر والعلن، وأن يحاسب المرء نفسه على كل فعل أو قول صغيراً كان أو كبيراً، قال تعالى: ﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 18]، وقال تعالى: ﴿ كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الانفطار: 11-12].

        ثانياً: الحياء من هؤلاء الملائكة الكاتبين أن يروا المؤمن على معصية الله، ولذلك قال النبي – صلى الله عليه وسلم – في فضل عثمان – رضي الله عنه -: «ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة؟!»[7].

        ثالثاً: الاجتهاد في الأعمال الصالحة، فإن الملائكة يرفعون إلى الله أعمال بني آدم، قال تعالى: ﴿ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ﴾ [فاطر:10]. روى البخاري في صحيحه من حديث رفاعة بن رافع الزرقي – رضي الله عنه – قال: كنا يوماً نصلي وراء النبي – صلى الله عليه وسلم -، فلما رفع رأسه من الركعة قال:«سمع الله لمن حمده» قال: رجل وراءه: ربنا ولك الحمد، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، فلما انصرف قال: «من المتكلم؟» قال: أنا، قال:«رأيت بضعة وثلاثين ملكاً يبتدرونها، أيهم يكتبها أول؟!»[8].

        رابعاً: حب هؤلاء الملائكة المكلفين بأعمال العباد، قال تعالى: ﴿ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ * لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنبياء: 26-27]، وقال تعالى: ﴿ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6].

        خامساً: عدم إيذاء هؤلاء الملائكة، روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: «من أكل من هذه البقلة، الثوم (وقال مرة: من أكل البصل والثوم والكُرَّاث)، فلا يقربن مسجدنا، فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم»[9].

        والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

        _________________________
        [1] ص 124 برقم 555، وصحيح مسلم ص249 برقم 632.
        [2] تفسير ابن كثير ( 8/ 114- 115).
        [3] ص 1132 برقم 2814.
        [4] شرح صحيح مسلم ( 6/ 158).
        [5] ص 77 برقم 129، وقد خرج البخاري الشطر الأول منه ص 31 برقم 42.
        [6] (8/ 217 – 218) برقم 7765، وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع الصغير (1/ 422) برقم 2097.
        [7] صحيح مسلم ص 977 برقم 2401.
        [8] ص 798 برقم 799.
        [9] ص 224 برقم 564، واللفظ له، وصحيح البخاري ص 174 برقم 855.

          أشهد ان لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله
          بارك الله فيك عالموضوع الجميل

          جزاك الله خيراااا

          اشهد ان لا اله الا الله

          وحده لا شريك له

          جزيتى خيرا

          تنمية الإيمان فى نفوس الأطفال 2024

          يجب على الآباء والأمهات أن ينتبهوا الى مسؤوليتهم الشرعية ، ويهتموا بتنمية بذور الإيمان والأخلاق في نفوس أطفالهم. في الوقت الذي يضمنون لهم سلامة الجسم وقوة العقل وطلب العلم ، عليهم أن يجعلوا منهم افراداً مؤمنين مخلصين ومستقيمين في سلوكهم… وإن القيام بهذا
          الواجب المقدس لا يكون إلا في ظل استقامة الوالدين والمربي.

          إن تربية الطفل من المسائل الدينية والعلمية المهمة ، وعلى الوالدين أن يستوعبا واجباتهما في تربيته ويطبقاها في مقام العمل حتى يصلا الى المستوى اللائق الذي يجلب الخير له ولهما.

          يجب أن تخضع مسموعات الطفل ومبصراته التي ترد الى مخه عن طريق العين والأذان لرقابة مضبوطة. إن كلمة بذئية ، أو منظراً شاذاً يكفي لأن ينحرف بالطفل عن الصراط المستقيم ويلوّث أذياله إلى الأبد.

          « إن تقنية تعليم الأخلاق والعقائد تختلف كثيراً عن التعليم الفكري ، ذلك إن معرفة الخير والشر ، والقدرة على تملك زمام النفس ، وحب الجمال ، والإيمان بالله يختلف كثيراً عن تعلّم اللغات أو التأريخ أو الحساب. هذا التعليم التطبيقي لأصول الحياة لا يمكن أن يحصل إلا في محيط تربوي خاص. كيف يمكن أيجاد محيط كهذا ؟ إن هذا الأمر عسير جداً بالنسبة إلى الإنحطاط الخلقي الذي نعيشه في عصرنا ».

          « إن انسجام البيئة الاجتماعية مع أساسيات التعليم والتربية يستلزم في المرحلة الأولى القيام بعملية تصفية واسعة النطاق ، بحيث تعد الرقابة على الأفلام والاذاعة ، وغلق كثير من محلات الرقص وشرب الخمر ، والتغيير الجذري في عالم المطبوعات التي توضع تحت متناول الاطفال والشبان جزءً من تلك العملية ».

          « إن المعلمين والآباء والأمهات يحسنون الظن في الغالب ولكنهم ـ لجهلهم ـ يخطئون في الغالب. يجب أن يتعرف آباء المستقبل وأمهاته من جهة ، ومعلمو الغد من جهة اخرى ، من الآن على الأسلوب التربوي الصحي للطفل. إن تربية الأغنام والدواجن أسهل من تربية الأطفال بكثير ، ومع ذلك فان الذي يريد أن يتخصص في تربية الدواجن لا بد أن يقضي فترة من الزمن في القرية أو المعهد الزراعي ، ولا يوجد فرد عاقل يعد نفسه لهذا العمل بواسطة مطالعة المجلات أو قراءة كتاب في الحساب أو الفلسفة… ومع هذا فإننا نرى أن هذا العمل الجنوني ترتكبه الفتيات الشابات ـ أي أمهات. المستقبل ـ وفي الحين الذي يجهلن كل شيء خارج المنهج الدراسي يقدمن على الحياة الزوجية ».

          « إن البناء الجسمي والروحي للمرأة والرجل ليس متماثلا وإن إتخاذ أسلوب تربوي واحد للأولاد والفتيات نظرية قديمة تافهة ، وهي من مخلفات الفترة غير العلمية التي سبقت تاريخ البشرية »