الوسم: السعال

اعتمد الآباء منذ سنوات طويلة على أدوية الرشح وأشربة السعال المنكهة بطعم العنب والكرز وغيرها من المنكهات ليخففوا عناء أطفالهم أثناء إصابتهم بالرشح.
وأخيراً، قامت هيئة الأدوية والأغذية الأمريكيــــــــة
( FDA ) ومصانع الأدوية بالمطالبة بعدم إعطاء هذه الأدوية للأطفال الذين هم دون سن الرابعة، حيث أشارت البراهين العلمية إلى أن أدوية الرشح لا تساعد حقيقة على الشفاء، بل على العكس من ذلك فقد تمثل خطراً، رغم أنه قليل، لكنه خطر حقيقي يكمن في التأثيرات الجانبية للدواء.
وقد أدى هذا إلى إلقاء ظلال الشك القاتم على هذه الزمرة الشائعة من الأدوية، وهذا ما ترك الآباء في حالة من الريبة الشك والالتباس.

ما زمرة الأدوية التي يدور حولها الشك؟
تتضمن هذه المجموعة من الأدوية أربعة أصناف:
• مثبطات السعال مثل ديكستروميثورفان
• المقشعات مثل كوا فينيزون
• مضادات الاحتقان: مثل بسودوايفدرين, فينيل ايفيرين
• مضادات الهيستامين.
وقد لا تكون هذه الأسماء معروفة للشخص العادي، لكنها تشكل الأجزاء الفعالة في كثير من أدوية الرشح والسعال والمعروفة بأسمائها التجارية.

ما المشكلة مع هذه الزمرة من الأدوية؟
أحد أهم العوامل الدافعة للقلق حول هذه الأدوية أنه لم تجر دراسات لاستخدامها عند الأطفال، حيث تم تطبيقها على الأطفال استناداً إلى الدراسات التي أجريت على البالغين مع أنه من غير الواضح إلى الآن ما إذا كان تأثر الأطفال بها يشابه ما يحدث عند البالغين، بالإضافة إلى أن فعاليتها ضعيفة عند الكبار.

مخاطر استخدامها
يوافق الخبراء على أن مخاطر استخدام هذه الأدوية عند الأطفال غير مرتفع، لكن شيوع استعمالها كبير، حيث يستخدمها ملايين الأطفال سنوياً.
ففي دراسة أجريت في العام 1994، ولفترة زمنية وحيدة لمدة 30 يوماً، وجدت أن ثلث أطفال أمريكا بعمر تحت ست سنوات يتناولون أدوية الرشح والسعال، ووفقا لإحصاءات رسمية وجدت أن ما يتجاوز 7000 طفل ممن هم دون 11 سنة يراجعون الإسعاف سنوياً بعد تناولهم هذه الزمرة من الأدوية.
ومع أن الخطورة منخفضة إلا أن الخبراء يرون أن هذه الخطورة مهمة نظراً لأن مثل هذه الأدوية لا تفيد.
والسؤال الآن هو لماذا نعرض أطفالنا لهذه الخطورة حتى لو كانت منخفضة طالما أن لا فائدة من استعمالها؟
إن الكثير من التأثيرات الجانبية تنجم عن الجرعة الزائدة للأدوية، والتي تنجم بدورها عن عدم إدراك الأهل لماهية الأدوية المستعملة، حيث يستخدمون دواءين أو أكثر باسمين تجاريين مختلفين لنفس الصنف من المادة الفعالة للدواء.
والسبب الثاني يكمن في عدم تقدير الأهل للجرعة الدوائية المطلوبة، وبخاصة حين يستيقظ الأهل ليلاً محاولين تخفيف معاناة طفلهم بإعطائه جرعة دوائية إضافية.

توصيات هيئة الأغذية والأدوية الحالية
• عدم استخدام أدوية الرشح والسعال للأطفال الذين هم دون سن الأربع سنوات إلا بعد استشارة الطبيب.
• عدم استخدام الأدوية المخصصة للبالغين عند الأطفال..أي فقط تستخدم أدوية الأطفال المخصصة لهم.
• لا تعطى أدوية الرشح للطفل في حال كان يتناول أدوية أخرى، سواء أكانت بوصفة نظامية أم من الصيدلية إلا بعد استشارة الطبيب.
• اتبع التعليمات بشكل دقيق فيما يتعلق بالجرعة وطريقة الاستعمال.
• استعمل الملعقة المخصصة لتقدير الجرعة أو القطارة أو الفنجان المخصص المرفق مع الدواء.
• راجع الطبيب في حال عدم التحسن خلال أيام أو في حال ازدادت الحالة سوءاً.
ويتشدد الخبراء في تطبيق التوصيات السابقة على من هم دون سن الست سنوات وليس فقط الأربع سنوات.
أدوية الرشح لا تساعد على الشفاء، وخطورتها في التأثيرات الجانبية

ماذا أعطي طفلي للرشح والسعال؟
في الواقع لا شيء، لكن اتبع النصائح التالية:
• خفض حرارة الطفل بخافضات الحرارة المناسبة مثل السيتامول، ويجب عدم استخدام البروفين لمن هم دون الستة أشهر أو الأسبرين على الإطلاق لأي طفل.
• استخدام العسل للسعال والتهابات الحنجرة.
• استخدام الماء المقطر المخصص للأنف لإزالة المخاط الكثيف في حال وجوده.
• إعطاء الطفل الكثير من السوائل، وذلك لتحسين الإماهة وتقليل المخاط.
• استخدام مرطبات الهواء في غرفة الطفل للمساعدة على ترطيب الهواء الجاف.
• في حال سماع أزيز أثناء التنفس (أصوات تدل على تشنج قصبي) يجب استشارة الطبيب الذي قد ينصح باستعمال الموسعات القصبية.
لا تستخدموا أدوية الرشح والسعال للأطفال الذين هم دون سن
الأربع سنوات إلا بعد استشارة الطبيب