التعريف ببعض السور القرآنية 2024

سورة الفاتحة
سبب التسمية :
تُسَمَّى ‏‏ ‏الفَاتِحَةُ ‏‏ ‏لافْتِتَاحِ ‏الكِتَابِ ‏العَزِيزِ ‏بهَا ‏وَتُسَمَّى ‏‏ ‏أُمُّ ‏الكِتَابِ ‏‏ ‏لأنهَا ‏جَمَعَتْ ‏مَقَاصِدَهُ ‏الأَسَاسِيَّةَ ‏وَتُسَمَّى ‏أَيْضَاً ‏السَّبْعُ ‏المَثَانِي ‏‏، ‏وَالشَّافِيَةُ ‏‏، ‏وَالوَافِيَةُ ‏‏، ‏وَالكَافِيَةُ ‏‏، ‏وَالأَسَاسُ ‏‏، ‏وَالحَمْدُ‎ .‎‏
التعريف بالسورة :
1) سورة مكية
2) من سور المثاني
3) عدد آياتها سبعة مع البسملة
4) هي السورة الأولى في ترتيب المصحف الشريف
5) نـَزَلـَتْ بـَعـْدَ سـُورَةِ المـُدَّثـِّرِ
6) تبدأ السورة بأحد أساليب الثناء " الحمد لله" لم يذكر لفظ الجلالة إلا مرة واحدة وفي الآية الأولى
7) الجزء ( 1 ) ، الحزب ( 1 ) الربع ( 1 )
محور مواضيع السورة :
يَدُورُ مِحْوَرُ السُّورَةِ حَوْلَ أُصُولِ الدِّينِ وَفُرُوعِهِ ، وَالعَقِيدَةِ ، وَالعِبَادَةِ ، وَالتَّشْرِيعِ ، وَالاعْتِقَادِ باليَوْمِ الآخِرِ ، وَالإِيمَانِ بِصِفَاتِ الَّلهِ الحُسْنَى ، وَإِفْرَادِهِ بالعِبَادَةِ وَالاسْتِعَانَةِ وَالدُّعَاءِ ، وَالتَّوَجُّهِ إِلَيْهِ جَلَّ وَعَلاَ بطَلَبِ الهداية إلى الدِّينِ الحَقِّ وَالصِّرَاطِ المُسْتَقِيمِ ، وَالتَّضَرُّعِ إِلَيْهِ بالتَّثْبِيتِ عَلَى الإِيمَانِ وَنَهْجِ سَبِيلِ الصَّالِحِينَ ، وَتَجَنُّبِ طَرِيقِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَالضَّالِّينَ ، وَالإِخْبَارِ عَنْ قِصَصِ الأُمَمِ السَّابِقِينَ ، وَالاطَّلاَعِ عَلَى مَعَارِجِ السُّعَدَاءِ وَمَنَازِلِ الأَشْقِيَاءِ ، وَالتَّعَبُّدِ بأَمْرِ الَّلهِ سُبْحَانَهُ وَنَهْيِهِ
سبب نزول السورة :
عن أبي ميسرة أن رسول كان إذا برز سمع مناديا يناديه: يا محمد فإذا سمع الصوت انطلق هاربا فقال له ورقة بن نوفل : إذا سمعت النداء فاثبت حتى تسمع ما يقول لك قال : فلما برز سمع النداء يا محمد فقال :لبيك قال : قل أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله ثم قال قل :الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين حتى فرغ من فاتحة الكتاب وهذا قول علي بن أبي طالب .
فضل السورة :
رَوَى الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِهِ أَنَّ أُبـَيَّ بْنَ كَعْبٍ قَرَأَ عَلَي الرسول أُمَّ القُرآنِ الكَرِيمِ فَقَالَ رَسُولُ الَّلهِ : " وَالَّذِي نـَفْسِي بـِيَدِهِ مَا أُنـْزِلَ في التـَّوْرَاةِ وَلاَ في الإِنـْجِيلِ وَلاَ في الزَّبـُورِ وَلاَ في الفُرقـَانِ مِثْلُهَا ، هِيَ السَّبـْعُ المَثَانـِي وَالقـُرآنَ العَظِيمَ الَّذِي أُوتـِيتـُه " فَهَذَا الحَدِيثُ يُشِيرُ إِلى قَوْلِ الَّلهِ تَعَالى في سُورَةِ الحِجْرِ ( وَلَقَدْ آتـَيـْنَاكَ سَبْعَاً مِنَ المَثَانـِي وَالقُرآنَ العَظِيمَ )

سورة البقرة

سبب التسمية :
سُميت ‏السورة ‏الكريمة ‏‏" ‏سورة ‏البقرة ‏‏" ‏إحياء ‏لذكرى ‏تلك ‏المعجزة ‏الباهرة ‏التي ‏ظهرت ‏في ‏زمن ‏موسى ‏الكليم ‏حيث قُتِلَ ‏شخص ‏من ‏بني ‏إسرائيل ‏ولم ‏يعرفوا ‏قاتله ‏فعرضوا ‏الأمر ‏على ‏موسى ‏لعله ‏يعرف ‏القاتل ‏فأوحى ‏الله ‏إليه ‏أن ‏يأمرهم ‏بذبح ‏بقرة ‏وأن ‏يضربوا ‏الميت ‏بجزء ‏منها ‏فيحيا ‏بإذن ‏الله ‏ويخبرهم ‏عن ‏القاتل ‏وتكون ‏برهانا ‏على ‏قدرة ‏الله ‏جل ‏وعلا ‏في ‏إحياء ‏الخلق ‏بعد ‏الموت‎ .‎‏
التعريف بالسورة :
1) هي سورة مدن
2) من السور الطول
3) عدد آياتها 286 آية
4) السورة الثانية من حيث الترتيب في المصحف
5) وهي أول سورة نزلت بالمدينة
6) تبدأ بحروف مقطعة " الم " ، ذكر فيها لفظ الجلالة أكثر من 100 مرة ، بها أطول آية في القرآن وهي آية الدين رقم 282 ،
7) الجزء " 1،2،3" الحزب " 1،2،3،4،5" . الربع " 1 : 19 " .
محور مواضيع السورة :
سورة البقرة من أطول سورة القرآن على الإطلاق وهي من السور المدنية التي تعني بجانب التشريع شأنها كشأن سائر السور المدنية التي تعالج النظم والقوانين التشريعية التي يحتاج إليها المسلمون في حياتهم الاجتماعية .
سبب نزول السورة :
1) " الم ذلك الكتاب " . عن مجاهد قال : أربع آيات من أول هذه السورة نزلت في المؤمنين وآيتان بعدها نزلتا في الكافرين وثلاث عشرة بعدها نزلت في المنافقين .
2) " إن الذين كفروا " قال الضحاك :نزلت في أبي جهل وخمسة من أهل بيته وقال الكلبي: يعني اليهود .
3) "وإذا لقوا الذين آمنوا " قال الكلبي :عن أبي صالح عن ابن عباس نزلت هذه الآية في عبد الله بن أُبيّ وأصحابه وذلك أنهم خرجوا ذات يوم فاستقبلهم نفر من أصحاب رسول الله فقال :عبد الله بن أُبي فقال : مرحبا بالصدّيق سيد بني تيم وشيخ الإسلام وثاني رسول الله في الغار الباذل نفسه وماله ثم أخذ بيد عمر فقال :مرحبا بسيد بني عدي بن كعب الفاروق القوي في دين الله الباذل نفسه وماله لرسول الله ثم أخذ بيد على فقال :مرحبا بابن عم رسول الله وختنه سيد بني هاشم ما خلا رسول الله ثم افترقوا فقال عبد الله :لأصحابه كيف رأيتموني فعلت فاذا رأيتموهم فافعلوا كما فعلت فأثنوا عليه خيرا فرجع المسلمون إلى رسول الله بذلك فأنزل الله هذه الآية .

سورة آل عمران

سبب التسمية :
سُميت ‏السورة ‏بـ ‏‏" ‏آل ‏عمران ‏‏" ‏لورود ‏ذكر ‏قصة ‏تلك ‏الأسرة ‏الفاضلة ‏‏" ‏آل ‏عمران ‏‏" ‏والد ‏مريم ‏آم ‏عيسى ‏وما ‏تجلى ‏فيها ‏من ‏مظاهر ‏القدرة ‏الإلهية ‏بولادة ‏مريم ‏البتول ‏وابنها ‏عيسى ‏عليهما ‏السلام ‏‏.
التعريف بالسورة :
1) هي سورة مدنية
2) من سور الطول
3) عدد آياتها 200 آية
4) هي السورة الثالثة من حيث الترتيب في المصحف
5) نزلت بعد سورة " الأنفال"
6) تبدأ السورة بحروف مقطعة " الم "
7) جزء " 4" الحزب "6،7،8 " ، الربع " 1،2،3،4،5،6 ".
محور مواضيع السورة :
سورة آل عمران من السور المدنية الطويلة وقد اشتملت هذه السورة الكريمة على ركنين هامين من أركان الدين هما ، الأول : ركن العقيدة وإقامة الأدلة والبراهين على وحدانية الله جل وعلا ، والثاني : التشريع وبخاصة فيما يتعلق بالمغازي والجهاد في سبيل الله .
سبب نزول السورة :
قال المفسرون : قَدِمَ وفد نجران وكانوا ستين راكبا على رسول الله وفيهم أربعة عشر رجلا من أشرافهم وفي الأربعة عشر ثلاثة نفر إليهم يؤول أمرهم فالعاقب امير القوم وصاحب مشورتهم الذي لا يصدرون إلا عن رأيه واسمه عبد المسيح والسيد إمامهم وصاحب رحلهم واسمه الأيهم . وأبو حارثة بن علقمة أسقفهم وحبرهم وإمامهم وصاحب مدارسهم وكان قد شرف فيهم ودرس كتبهم حتى حسن علمه في دينهم وكانت ملوك الروم قد شرفوه ومولوه وبنوا له الكنائس لعلمه واجتهاده فقدموا على رسول الله ودخلوا مسجده حين العصر عليهم ثياب الحبرات جبابا وأردية في جمال رجال الحارث بن كعب يقول بعض من رآهم من أصحاب رسول الله ما رأينا وفدا هم فقاموا فصلوا في مسجد رسول الله : دعوهم فصلوا إلى المشرق فكلم السيد والعاقب رسول الله :أسلما فقالا : قد أسلمنا قبلك قال : كذبتما منعكما من الإسلام دعاؤكما لله ولدا وعبادتكما الصليب وأكلكما الخنزير قالا : إن لم يكن عيسى ولد الله فمن أبوه في عيسى فقال لهما النبي : ألستم تعلمون أنه لا يكون ولد إلا ويشبه أباه قالوا : بلى قال : ألستم تعلمون أن ربنا قيم على كل شئ يحفظه وير(كلمة ممنوعة)(كلمة ممنوعة)ه قالوا : بلى قال : فهل يملك عيسى من ذلك شيئا قالوا : لا قال : فإن ربنا صَوَّرَ عيسى في الرحم كيف شاء وربنا لا يأكل ولا يشرب ولا يحدث قالوا : بلى قال : ألستم تعلمون أن عيسى حملته أمه كما تحمل المرأة ثم وضعته كما تضع المرأة ولدها ثم غذى كما يغذى الصبي ثم كان يطعم ويشرب ويحدث قالوا : بلى قال : فكيف يكون هذا كما زعمتم فسكتوا فأنزل الله عز وجل فيهم سورة ال عمران إلى بضعة وثمانين آية منها .

سورة النِّسَاء 4/114
سبب التسمية :
سُميت ‏سورة ‏النساء ‏لكثرة ‏ما ‏ورد ‏فيها ‏من ‏الأحكام ‏التي ‏تتعلق ‏بهن ‏بدرجة ‏لم ‏توجد ‏في ‏غيرها ‏من ‏السور ‏ولذلك أُطلِقَ ‏عليها ‏‏" ‏سورة ‏النساء ‏الكبرى ‏‏" ‏ ‏مقابلة ‏سورة ‏النساء ‏الصغرى ‏التي ‏عرفت ‏في ‏القرآن ‏بسورة ‏الطلاق ‏‏.
التعريف بالسورة :
1) سورة مكية
2) من سور الطول
3) عدد آياتها 176 آية
4) هي السورة الرابعة من حيث الترتيب في المصحف ،
5) نزلت بعد سورة الممتحنة ،
6) تبدأ السورة بأحد أساليب النداء " ياأيها الناس " ، تحدثت السورة عن أحكام المواريث ، تختم السورة أيضا بأحد أحكام المواريث ،
7) الجزء 5 ، الحزب 8، 9، 10 ،10 الربع " 1،2،3،4،5،6،7،8 " .
محور مواضيع السورة :
سورة النساء إحدى السور المدنية الطويلة وهي سورة مليئة بالأحكام التشريعية التي تنظم الشئون الداخلية والخارجية للمسلمين وهي تعني بجانب التشريع كما هو الحال في السور المدنية وقد تحدثت السورة الكريمة عن أمور هامة تتعلق بالمرأة والبيت والأسرة والدولة والمجتمع ولكن معظم الأحكام التي وردت فيها كانت تبحث حول موضوع النساء ولهذا سميت " سورة النساء " .
سبب نزول السورة :
1) قال تعالى " وآتوا اليتامى أموالهم " الآية . قال مقاتل والكلبي : نزلت في رجل من غطفان كان عنده مال كثير لابن أخ له يتيم فلما بلغ طلب المال فمنعه عمه فترافعا إلى النبي في قوله تعالى "وِإنْ خِفْتُم ألا تٌقْسِطُوا " الآية قالت : أنزلت هذه في الرجل يكون له اليتيمة وهو وليها ولها مال وليس لها أحد يخاصم دونها فلا ينكحها حبا لمالها ويضربها ويسئ صحبتها فقال الله تعالى : "وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء "يقول ما أحللت لك ودع هذه . رواه مسلم .
3) قال تعالى " وابتلوا اليتامى " الآية نزلت في ثابت بن رفاعة وفي عمه وذلك أن رفاعة توفي وترك ابنه ثابتا وهو صغير فأتى عم ثابت إلى النبي فقال إن ابن أخي يتيم في حجري فما يحل لي من ماله ومتى أدفع إليه ماله فأنزل الله تعالى هذه الآية .

سورة الْمَائِدَة 5/114
سبب التسمية :
سُميت" بسورة المائدة" وهي أحد معجزات سيدنا عيسى إلى قومه عندما طلبوا منه أن ينزل الله عليهم مائدة من السماء يأكلوا منها وتطمئن قلوبهم .
التعريف بالسورة :
1 ) سورة مدنية .
2) من السور الطول.
3) عدد آياتها 120 آية.
4) هي السورة الخامسة في ترتيب المصحف .
5) نزلت بعد سورة الفتح .
6) تبدأ السورة بأحد أساليب النداء " يا أيها الذين آمنوا " .
7) تقع في الجزء السادس والسابع ، الحزب ، 11،12،13 " الربع " 1: 9
محور مواضيع السورة :
سورة المائدة من السور المدنية الطويلة وقد تناولت كسائر السور المدنية جانب التشريع بإسهاب مثل سورة البقرة والنساء والأنفال إلى جانب موضوع العقيدة وقصص أهل الكتاب قال أبو ميسرة :المائدة من أخر ما نزل من القران ليس فيها منسوخ وفيها ثمان عشرة فريضة .
سبب نزول السورة :
1) قال تعالى " ولاَ تُحِلُّوا شَعَائِرَ الله " قال ابن عباس : نزلت في الخطيم واسمه شريح بن ضبيع الكندي أتى النبي من اليمامة إلى المدينة فخَلَّفَ خيله خارج المدينة ودخل وحده على النبي فقال : إلام تدعوا الناس ؟ قال : إلى شهادة أن لا اله الا الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ، فقال : حسن إلا أن لي أمراء لانقطع أمرا دونهم ولعلي أسلم وآتي بهم ،وقد كان النبيقال لأصحابه : يدخل عليكم رجل يتكلم بلسان شيطان ثم خرج من عنده فلما خرج قال رسول الله : لقد دخل بوجه كافر وخرج بعقبي غادر وما الرجل مسلم فمر بسرح المدينة فاستاقه فطلبوه فعجزوا عنه فلما خرج رسول الله عام القضية سمع تلبية حجاج اليمامة فقال: لأصحابه هذا الخطيم وأصحابه وكان قد قلد هديا من سرح المدينة وأهدى إلى الكعبة فلما توجهوا في طلبه أنزل الله تعالى "ياءيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله " يريد ما أشعر لله وإن كانوا على غير دين الاسلام .
2) قال تعالى " اليوم أكملت لكم دينكم " الآية جاء رجل من اليهود إلى عمر بن الخطاب فقال يا أمير المؤمنين انكم تقرؤون آية في كتابكم لو لينينينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا فقال اي آية هي قال (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ) فقال عمر : والله إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه على رسول الله والساعة التي نزلت فيها على رسول الله عشية يوم عرفة في يوم جمعة رواه البخاري .
3) قال تعالى " يسألونك ماذا أُحل لهم " الآية . عن القعقاع بن الحكيم أمر رسول اللهبقتل الكلاب فقال الناس يا رسول الله ما أُحِلَّ لنا من هذه الامة التي أمرت بقتلها فأنزل الله تعالى هذه الآية وهي "يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات وما علمتم من الجوارح مكلبين ."



سورة الأَنْعَام 6/114
سبب التسمية :
سُميت ‏بـ ‏‏" ‏سورة ‏الأنعام ‏‏" ‏لورود ‏ذكر ‏الأنعام ‏فيها ‏‏" ‏َوَجعلوا ‏لله ‏مما ‏ذرأ ‏من ‏الحرث ‏والأنعام ‏نصيبا ‏‏" ‏ولأن ‏اكثر ‏أحكامها ‏الموضحة ‏لجهالات ‏المشركين ‏تقربا ‏بها ‏إلى ‏أصنامهم ‏مذكورة ‏فيها ‏ومن ‏خصائصها ‏ما ‏روى ‏عن ‏ابن ‏عباس ‏أنه ‏قال ‏‏" ‏نزلت ‏سورة ‏الأنعام ‏بمكة ‏ليلا ‏جملة ‏واحدة ‏حولها ‏سبعون ‏ألف ‏ملك ‏يجأرون ‏بالتسبيح" ‏‏.
التعريف بالسورة :
1) سورة مكية ماعدا الآيات " 20،23،91،93،114،141،151،152،153 " فمدنية .
2) من السور الطول .
3) عدد آياتها165 آية .
4) هي السورة السادسة في ترتيب المصحف .
5) نزلت بعد سورة " الحجر" .
6) تبدأ السورة بأحد أساليب الثناء وهو " الحمد لله " .
7) الجزء "8" ، الحزب " 13،14، 15" ، الربع " 1،2،3،4 " .
محور مواضيع السورة :
سورة الأنعام إحدى السور المكية الطويلة التي يدور محورها حول " العقيدة وأصول الإيمان " وهي تختلف في أهدافها ومقاصدها عن السور المدنية التي سبق الحديث عنها كالبقرة وال عمران والنساء والمائدة فهي لم تعرض لشئ من الأحكام التنظيمية لجماعة المسلمين كالصوم والحج والعقوبات وأحكام الأسرة ولم تذكر أمور القتال ومحاربة الخارجين على دعوة الاسلام كما لم تتحدث عن أهل الكتاب من اليهود والنصارى ولا على المنافقين وإنما تناولت القضايا الكبرى الاساسية لأصول العقيدة والإيمان وهذه القضايا يمكن تلخيصها فيما يلى :
1 ـ قضية الألوهية .
2 ـ قضية الوحي والرسالة .
3 ـ قضية البعث والجزاء .
سبب نزول السورة :
قال المشركون : يا محمد خبرنا عن الشاة إذا ماتت من قتلها قال : الله قتلها قالوا : فتزعم أن ما قتلت أنت وأصحابك حلال وما قتل الكلب والصقر حلال وما قتله الله حرام ، فأنزل الله تعالى هذه الآية وقال عكرمة : إن المجوس من أهل فارس لما أنزل الله تعالى تحريم الميتة كتبوا إلى مشركي قريش وكانوا أولياءهم في الجاهلية وكانت بينهم مكاتبة أن محمدا وأصحابه يزعمون أنهم يتبعون أمر الله ثم يزعمون أن ما ذبحوا فهو حلال وما ذبح الله فهو حرام فوقع في أنفس ناس من المسلمين من ذلك شئ فأنزل الله تعالى هذه الآية .
2) قال ابن عباس يريد حمزة بن عبد المطلب وأبا جهل وذلك أن أبا جهل رمى رسول الله بفرث وحمزة لم يؤمن بعد فأُخبِر حمزة بما فعل أبو جهل وهو راجع من قنصه وبيده قوس فأقبل غضبان حتى علا أبا جهل بالقوس وهو يتضرع إليه ويقول : يا أبا يعلي أما ترى ما جاء به سفه عقولنا وسب آلهتنا وخالف اباءنا قال حمزة : ومن أسفه منكم تعبدون الحجارة من دون الله أشهد أن لا اله الا الله لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله فأنزل الله تعالى هذه الآية . جاء به سفه عقولنا وسب آلهتنا وخالف اباءنا قال حمزة : ومن أسفه منكم تعبدون الحجارة من دون الله أشهد أن لا اله الا الله لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله فأنزل الله تعالى هذه الآية .
3) عن عكرمة في قوله " قَدْ خَسِرَ الذينَ قَتَلوا أَولادَهُم سَفَهًا بِغيرِ عِلمٍ " قال نزلت فيمن كان يئد البنات من مضر وربيعة كان الرجل يشترط على امرأته أنك تئدين جارية وتستحيين أخرى فاذا كانت الجارية التي توأد غدا من عند أهله أو راح وقال أنت علي كأمي إن رجعت اليك لم تئديها فترسل إلى نسوتها فيحفرن لها حفرة فيتداولنها بينهن فإذا بصرن به مقبلا دسسنها في حفرتها وسوين عليها التراب .
فضل السورة :
1) عن ابن عباس قال: أنزلت سورة الأنعام بمكة معها موكب من الملائكة يشيعونها قد طبقوا ما بين السماء والارض لهم زجل بالتسبيح حتى كادت الارض أن ترتج من زجلهم بالتسبيح ارتجاجا فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم زجلهم بالتسبيح رعب من ذلك فخَرَّ ساجدا حتى أنزلت عليه بمكة .
2) عن أسماء بنت زيد قالت نزلت سورة الأنعام على النبي أن كادت من ثقلها لتكسر عظام الناقة .

يتبع…

    …تابع



    سورة الأَعْرَاف 7/114
    سبب التسمية :
    سُميت ‏هذه ‏السورة ‏بسورة ‏الأعراف ‏لورود ‏ذكر ‏اسم ‏الأعراف ‏فيها ‏وهو ‏سور ‏مضروب ‏بين ‏الجنة ‏والنار ‏يحول ‏بين ‏أهلهما ‏روى ‏ابن ‏جرير ‏عن ‏حذيفة ‏أنه ‏سئل ‏عن ‏أصحاب ‏الأعراف ‏فقال ‏ :هم ‏قوم ‏استوت ‏حسناتهم ‏وسيئاتهم ‏فقعدت ‏بهم ‏سيئاتهم ‏عن ‏دخول ‏الجنة ‏وتخلفت ‏بهم ‏حسناتهم ‏عن ‏دخول ‏النار ‏فوقفوا ‏هنالك ‏على ‏السور ‏حتى ‏يقضي ‏الله ‏بينهم ‏‏.
    التعريف بالسورة :
    1) سورة مكية ماعدا الآيات من " 163 : 170 " فمدنية ،
    2) هي من سوره الطول .
    3) عدد آياتها .206 آية ،
    4) هي السورة السابعة في ترتيب المصحف ،
    5) نزلت بعد سورة " ص " ،
    6) تبدأ السورة بحروف مقطعة " المص " ،الآية 206 من السورة بها سجدة . ،
    7) الجزء "9" ، الحزب " 16،17 ،18 " ، الربع " 1،2،3،4،5،6 " .
    محور مواضيع السورة :
    سورة الأعراف من أطول السور المكية وهي أول سورة عرضت للتفصيل في قصص الأنبياء ومهمتها كمهمة السورة المكية تقرير أصول الدعوة الإسلامية من توحيد الله جل وعلا وتقرير البعث والجزاء وتقرير الوحي والرسالة .
    سبب نزول السورة :
    1) عن ابن عباس قال : كان ناس من الأعراب يطوفون بالبيت عراة حتى إن كانت المرأة لتطوف بالبيت وهي عريانة فتعلق على سفلاها سيورا مثل هذه السيور التي تكون على وجوه الحمُرِ من الذباب وهي تقول : " اليوم يبدو بعضه أو كله وما بدا له منه فلا أُحِلّه " فأنزل الله تعالى على نبيه " يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد " فأُمِروا بلبس الثياب .
    2) عن أبي بكر الهذلي قال : لما نزلت " ورحمتي وسعت كل شئ " قال إبليس: يا رب وانا من الشىء فنزلت " فسأكتبها للذين يتقون " الآية فنزعها الله من إبليس .
    3) قال ابن مسعود : نزلت في بلعم بن باعورا رجل من بني إسرائيل وقال ابن عباس وغيره من المفسرين : هو بلعم بن باعورا وقال الوالبي : هو رجل من مدينة الجبارين يقال له بلعم وكان يعلم اسم الله الأعظم فلما نزل بهم موسىأتاه بنو عمه وقومه وقالوا إن موسى رجل حديد ومعه جنود كثيرة وإنه إن يظهر علينا يهلكنا فادع الله أن يرد عنا موسى ومن معه قال إني إن دعوت الله أن يرد موسى ومن معه ذهبت دنياي وآخرتي فلم يزالوا به حتى دعا عليهم فسلخه مما كان عليه فذلك قوله فانسلخ منها .
    4) وقال عبد الله بن عمرو بن العاص وزيد بن أسلم: نزلت في أمية بن أبي الصلت الثقفي وكان قد قرأ الكتب وعلم أن الله مُرسِلُ رسولا في ذلك الوقت ورجا أن
    يكون هو ذلك الرسول فلما أُرسِلَ محمدحسده وكفر به وروى عكرمة عن ابن عباسفي هذه الآية قال : هو رجل أُعطي ثلاث دعوات يستجاب له فيها وكانت له امرأة يقال لها البسوس وكان له منها ولد وكانت له محبة فقالت اجعل لي منها دعوة واحدة قال لك واحدة فماذا تأمرين قالت ادع الله أن يجعلني أجمل امرأة في بني اسرائيل فلما علمت أن ليس فيهم مثلها رغبت عنه وأرادت شيئا أخر فدعا الله عليها أن يجعلها كلبة نبآية فذهبت فيها دعوتان وجاء بنوها فقالوا ليس لنا على هذا قرار قد صارت امنا كلبة نبآية يعيرنا بها الناس فادع الله ان يردها إلى الحال التي كانت عليها فدعا الله فعادت كما كانت وذهبت الدعوات الثلاث وهي البسوس وبها يضرب المثل في الشؤم فيقال أشام من البسوس .
    5) قال ابن عباس: قال جهل بن أبي قشير وشموال بن زيد وهما من اليهود: يا محمد أخبرنا متى الساعة إن كنت نبيا ؟ فإنّا نعلم متى هي ؛ فأنزل الله تعالى هذه الآية وقال قتادة : قالت قريش لمحمد : إن بيننا وبينك قرابة فَاسِرّ الينا متى تكون الساعة؟ فأنزل الله تعالى " يسألونك عن الساعة ". أخبرنا أبو سعيد بن أبي بكر الوراق قال أخبرنا محمد بن أحمد بن حمدان قال حدثنا أبو يعلى قال حدثنا عقبة بن مكرم قال حدثنا يونس قال حدثنا عبد الغفار بن القاسم عن ابان بن لقيط عن قرظة بن حسان قال سمعت ابا موسى في يوم جمعة على منبر الصلاة يقول : سئل رسول الله عن الساعة وأنا شاهد فقال: لا يعلمها إلا الله لا يجليها لوقتها إلا هو ولكن سأحدثكم بأشراطها وما بين يديها إن بين يديها ردما من الفتن وهرجا ، فقيل : وما الهرج يا رسول الله ؟ قال : هو بلسان الحبشة القتل وأن تحصر قلوب الناس وأن يلقى بينهم التناكر فلا يكاد أحد يعرف أحدا ويرفع ذوو الحجى وتبقى رجاجة من الناس لا تعرف معروفا ولا تنكر منكرا .
    فضل السورة :
    2) عن أبي أيوب وزيد بن ثابت " أن النبي قرأ في المغرب بالأعراف في الركعتين جميعا ".

    سورة الأَنْفَال 8/114
    ‎‎‏ التعريف بالسورة :
    1) مدنية ماعدا الآيات من 30 إلى 36 فمكة .
    2) هي من سور المثاني ،.
    3) عدد آياتها .75 آية.
    4) هي السورة الثامنة في ترتيب المصحف ،
    5) نزلت بعد سورة البقرة ،
    6) تبدأ السورة بفعل ماضي ، اهتمت السورة بأحكام الأسرى والغنائم ونزلت بعد غزوة بدر ،
    7) الجزء " 10 " الحزب " 19 " الربع " 1،2 " .
    محور مواضيع السورة :
    سورة الأنفال إحدى السور المدنية التي عنيت بجانب التشريع وبخاصة فيما يتعلق بالغزوات والجهاد في سبيل الله فقد عالجت بعض النواحي الحربية التي ظهرت عقب بعض الغزوات وتضمنت كثيرا من التشريعات الحربية والإرشادات الالهية التي يجب على المؤمنين إتباعها في قتالهم لأعداء الله وتناولت جانب السلم والحرب وأحكام الأسر والغنائم .
    سبب نزول السورة :
    1) عن ابن عباس قال: لما شاور النبي في لقاء العدو وقال له سعد بن عبادة ما قال وذلك يوم بدر أمر الناس فتعبوا للقتال وأمرهم بالشوكة فكره ذلك أهل الإيمان فأنزل الله " كما أخرجكَ رَبُّكَ من بيتِكَ بِالحَقِّ " إلى قوله تعالى " وَهُمْ يَنْظُرُونَ " أي كراهية لقاء العدو .
    2) عن ابن شهاب قال : دخل جبريل على رسول الله فقال : قد وضعت السلاح وما زلنا في طلب القوم فاخرج فإن الله قد أذن لك في قريظة وأنزل فيهم " وإمَّا تَخَافَنَّ من قَومٍ خِيانَةً " الآية .
    3) عن ابن عباس قال أسلم مع رسول الله بقوله تعالى " يَاأَيُّهَا النَّبيُّ حَسبُكَ اللَّهُ وَمَنْ إتَّبَعَكَ مِنَ المُؤْمِنينَ ".
    4) عن سعد بن جبير في قوله " إِن يَكُنْ مِنْكُم عِشْرُونَ …." قال : كان يوم بدر جعل الله على المسلمين أن يقاتل الرجل الواحد منهم عشرة من المشركين لقطع دابرهم فلما هزم الله المشركين وقطع دابرهم خفف على المسلمين بعد ذلك فنزلت " الآن خَفَّفَ اللهُ عنكم " يعني بعد قتال بدر .

    سورة التَّوبَة 9/114
    سبب التسمية :
    سميت ‏هذه ‏السورة ‏‏" ‏سورة ‏التوبة " ‏ِلمَا ‏فيها ‏من ‏توبة ‏الله ‏على ‏النبي ‏ والمهاجرين ‏والأنصار ‏الذين ‏اتبعوه ‏في ‏ساعة ‏العسرة ‏من ‏بعد ‏ما ‏كاد ‏يزيغ ‏قلوب ‏فريق ‏منهم ‏وعلى ‏الثلاثة ‏الذين ‏خُلفوا ‏في ‏غزوة ‏تبوك‎ .‎‏
    التعريف بالسورة :
    1) مدنية ما عدا الآيتان 128 ، 129 فمكيتان .
    2) هي من سور المئين وهي الوحيدة في السور المدنية.
    3) عدد آياتها 129 آية .
    4) السورة التاسعة في ترتيب المصحف .
    5) نزلت بعد سورة " المائدة " .
    6) السورة لم تبدأ بالبسم الله و يطلق عليها سورة براءة وقد نزلت عام 9هـ ونزلت بعد غزوة تبوك .
    7) الجزء " 11 " ، الحزب " 19،20،21 " الربع " 1،2،3 " .
    محور مواضيع السورة :
    هذه السورة الكريمة من السور المدنية التي تعني بجانب التشريع وهي من أواخر ما نزل على رسول الله فقد روى البخاري عن البراء بن عازب : أن آخر سورة نزلت سورة براءة وروى الحافظ ابن كثير أن أول هذه السورة نزلت على رسول الله عند مَرْجِعِهِ من غزوة تبوك وبعث أبا بكر الصديق أميرا على الحج تلك السنة ليقيم للناس مناسكهم فلما قفل أتبعه بعلي بن أبي طالب ليكون مُبَلِّغَا عن رسول الله ما فيها من الأحكام نزلت في السنة التاسعة من الهجرة وهي السنة التي خرج فيها رسول الله لغزو الروم واشتهرت بين الغزوات النبوية بـ " غزوة تبوك " وكانت في حر شديد وسفر بعيد حين طابت الثمار وأخلد الناس إلى نعيم الحياة فكانت ابتلاء لإيمان المؤمنين وامتحانا لصدقهم وإخلاصهم لدين الله وتمييزا بينهم وبين المنافقين ولهذه السورة الكريمة هدفان أساسيان إلى جانب الأحكام الأخرى هما أولا : بيان القانون الإسلامي في معاملة المشركين وأهل الكتاب . ثانيا : إظهار ما كانت عليه النفوس حينما استنفرهم الرسول لغزو الروم .
    سبب نزول السورة :
    1) عن الزهري : " فَسِيحُوا فِي الأَرضِ أَرْبَعَة أَشْهُر " قال: نزلت في شوال فهي الأربعة أشهر شوال وذو القعدة وذو الحجة والمحرم .
    2) قال ابن عباس في رواية ابن الوالبي : نزلت في قوم كانوا قد تخلَّفوا عن رسول الله في غزوة تبوك ثم ندموا على ذلك وقالوا : نكون في الكن والظلال مع النساء ورسول الله وأصحابه في الجهاد والله لنوثقن أنفسنا بالسواري فلا نطلقها حتى يكون الرسول هو يطلقها ويعذرنا وأوثقوا أنفسهم بسواري المسجد فلما رجع رسول الله مرَّ بهم فرآهم فقال : من هؤلاء قالوا هؤلاء تخلفوا عنك فعاهدوا الله أن لا يطلقوا أنفسهم حتى تكون أنت الذي تطلقهم وترضى عنهم فقال النبي : وأنا أقسم بالله لا أطلقهم ولا أعذرهم حتى أؤمر بإطالقهم رغبوا عني وتخلفوا عن الغزو مع المسلمين، فأنزل الله تعالى هذه الآية فلما نزلت أرسل إليهم النبي وأطلقهم وعذرهم فلما أطلقهم قالوا : يا رسول الله هذه أموالنا التي خلفتنا عنك فتصدق عنا وطهرنا واستغفر لنا ؛ فقال : ما أُمرت أن آخذ من أموالكم شيئا فأنزل الله عز وجل " خُذْ مِن أمْوَالِهِم صَدقةً تُطَهِّرَهُم " الآية وقال ابن عباس : كانوا عشرة رهط .
    3) قال المفسرون : لما أُسِرَ العباس يوم بدر أقبل عليه المسلمون فعيروه بكفره بالله وقطيعة الرحم وأغلظ عليّ له القول فقال العباس ما لكم تذكرون مساوئنا ولا تذكرون محاسننا فقال له علي: ألكم محاسن قال: نعم إنا لنعمر المسجد الحرام ونحجب الكعبة ونسقي الحاج ونفك العاني فأنزل الله عز وجل ردا على العباس "مَا كَانَ لِلمُشْرِكِينَ أنْ يَعْمُرُوا " الآية .
    4) نزلت في كعب بن مالك ومرارة بن الربيع أحد بني عمرو بن عوف وهلال بن أمية من بني واقف تخلفوا عن غزوة تبوك وهم الذين ذكروا في قوله تعالى " وَعَلَى الثَلاثةِ الذينَ خُلِّفُوا " الآية .
    فضل السورة :
    1) عن ابن عباس قال : سألت علي بن أبي طالب رضي الله عنه لِمَ لَمْ تكتب في براءة بسم الله الرحمن الرحيم ؟ قال :لأن بسم الله الرحمن الرحيم أمان وبراءة نزلت بالسيف .
    2) عن محمد بن اسحاق قال : كانت براءة تسمى في زمان النبي المعبرة لما كشفت من سرائر الناس .

    سورة يُونُس 10/114

    سبب التسمية :

    سميت ‏السورة ‏‏" ‏سورة ‏يونس ‏‏" ‏لذكر ‏قصته ‏فيها ‏وما ‏تضمنته ‏من ‏العظة ‏والعبرة ‏برفع ‏العذاب ‏عن ‏قومه ‏حين ‏آمنوا ‏بعد ‏أن ‏كاد ‏يحل ‏بهم ‏البلاء ‏والعذاب ‏وهذا ‏من ‏الخصائص ‏التي ‏خصَّ ‏الله ‏بها ‏قوم ‏يونس ‏لصدق ‏توبتهم ‏وإيمانهم‎ .‎‏

    التعريف بالسورة :

    1) مكية .ماعدا الآيات " 40 ، 94 ، 95 ، 96 " فمدنية .

    2) من سور المئين.

    3) عدد آياتها ." 109 " .

    4) هي السورة العاشرة في ترتيب المصحف.

    5) نزلت بعد سورة " الإسراء ".

    6) تبدأ السورة بحروف مقطعة " الر " ، تنتهي السورة بضرورة اتِّباع حكم الله والصبر عليه والصبر على ما يلقاه من أذى ، تحدثت السورة عن قصص الأنبياء ومنهم سيدنا يونس الذي عُرِفَ بذي النون الجزء " 11 " .

    7) الحزب " 21 ،22 " ، الربع " 3،4،5،6، 7 ".

    محور مواضيع السورة :

    سورة يونس من السور المكية التي تعني بأصول العقيدة الإسلامية :_الإيمان بالله تعالى والإيمان بالكتب والرسل والبعث والجزاء وهي تتميز بطابع التوجيه إلى الإيمان بالرسالات السماوية وبوجه أخص إلى القرآن العظيم خاتمة الكتب المنزلة والمعجزة الخالدة على مدى العصور والدهور .

    سبب نزول السورة :

    قال مجاهدُ نزلت " وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ " في مشركي مكة قال مقاتل وهم خمسة نفر عبد الله بن أبي أمية المخزومي والوليد بن المغيرة ومكرز بن حفص وعمرو بن عبد الله بن أبي قيس العامري والعاص بن عامر قالوا للنبي : ائت بقرآن ليس فيه ترك عبادة اللات والعزى وقال الكلبي نزلت في المستهزئين قالوا يا محمد ائت بقران غير هذا فيه ما نسألك .

    فضل السورة :

    عن أنس قال : سمعت رسول الله يقول : إن الله أعطاني الرائيات الوطاسين مكان الإنجيل .

    م/ن

    بارك الله فيكى وجزاكى كل خير

    الونشريس

    منورااااااات الموضوع يا غاليات

    الإعجاز التصويري في القراءات القرآنية قوله تعالى {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} 2024

    الونشريس

    في كلمة {مَالِكِ} قراءتان:

    1) قرأ عاصم والكسائي ويعقوب وخلف بالألف مداً {مَالِكِ}.

    2) وقرأ الباقون من القراء العشرة بغير ألف قصراً {مَلِكِ}.

    المشهدان اللذان تصورانهما القراءتان

    تصور القراءتان المتواترتان هنا مشهدين جزئيين مختلفين ينسجان لنا صورة واحدة في الشكل الكلي:
    الونشريس
    المشهد الأول:

    يتجلى من خلال قراءة (ملك يوم الدين) بالقصر: فملك مشتق من الملك، ويفهم منه الآتي:

    1) معنى السلطان والقوة والتدبير والحكم والقهر.

    2) الملك سبحانه هو المتصرف في أمور العقَلاء المختارين بالأمر والنهي والجزاء، ولهذا يقال: (مَلِكِ النَّاسِ) ولا يقال: (ملك الأشياء) كما روى الطبري عن عبد اللَّه بن عباسٍ: {مَلِكِ يَوْمَ الدِّينِ} يقول: لا يملك أحد في ذلك اليوم معه حكما كملكهم في الدنيا. ثم قَال: {لاَ يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا} وقَال: {وَخَشَعَتِ الأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ}، وقال: {وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى}، فهو يملك الحكم بينهم وفصل القَضاء متفردًا به دون سائر خلقه.
    الونشريس
    ويبين الطبري وغيره من المفسرين جمال المعنى هنا؛ إذ يشهد المستمع لقراءة (مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ) مشهد إخلاص الملك لله يوم الدين، فلا يوجد من ينازعه الملك أو يدعيه يومئذ كما قال تعالى: {الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ}(الحج:56)، وقال: {الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ} (الفرقان:26)، وقال: {وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ} (الأنعام:73)، فيكون لِلَّه الملك يوم الدين خالصا دونَ جميع خلقه الذين كانُوا قَبل ذلك في الدنيا ملوكًا جبابرة ينازعونه الملك ويدافعونه الانفراد بالكبرياء والعظمة والسلطان والجبرية. فأيقنوا بلقاء اللَّه يوم الدين أَنهم الصغرة الأذلة، وأنَّ له من دونهم ودون غيرهم الملك والكبرياء والْعزَّة والبهاء كما قَال جل ذكره وتقدست أسماؤه في تنزيله: {يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لاَ يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} قال الطبري: "فأخبر تعالى أَنه المنفرد يومئذ بالملك دون ملوك الدنيا الذين صاروا يوم الدين من ملكهم إلَى ذلة وصغار، ومن دنياهم في المعاد إلَى خسار".

    وفي البخاري أن أبا هريرة قَال: سمعت رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: (يقبض الله الأرض ويطوي السماوات بيمينه ثم يقول أنا الملك أين ملوك الأرض).

    وفي البخاري عن عبد الله بن أنيس قَال: سَمعت النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: (يحشر الله العباد فيناديهم بصوتٍ يسمعه من بعد كما يسمعه من قَرب أنا الملك أنا الديان).
    الونشريس
    وفي مسلم عن عبد اللَّه بن عمر قَال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يطوى الله عز وجل السموات يوم القيامة ثم يأخذهن بيده اليمنى ثم يقول أنا الملك أين الجبارون أين المتكبرون ثم يطوى الأرضين بشماله ثُم يقول أنا الْملك أين الجبارون أين المتكبرون»، وعند أحمد وابن حبان عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآيات يوما على المنبر: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ}، ورسول الله يقول هكذا بإصبعه يحركها يمجد الرب جل وعلا نفسه، (أنا الجبار أنا المتكبر أنا الملك أنا العزيز أنا الكريم أنا المتعال)، فرجف برسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر حتى قلنا ليخرن به.

    وأما في الدنيا فهو الملك سبحانه يحكم ما يريد، ويرفع من تقرب إليه من العبيد، ولذا جاء في مسلم عن أبِى هريرةَ عن رسول اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «ينزل اللّه إلَى السماء الدنيا كل ليلةٍ حين يمضى ثلث الليل الأول فيقول أنا الملك أنا الملك من ذا الذى يدعونى فَأستجِيب له من ذا الذى يسألنى فَأعطيه من ذا الذى يستغفرنى فَأغفر له فلا يزال كذلك حتى يضىء الفجر».

    ولذا فهو الملك الحق كما قال سبحانه: {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ} (المؤمنون: 116)، {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ} (الحشر: 23)، لأن ملك ملوك الأرض إلى زوال عنهم ثم إلى زوال عمن ورثهم.

    المشهد الثاني:

    تدل عليه قراءة: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} (الفاتحة:4) بالمد مشتقة من الملك، وتدل على المعاني الآتية:
    الونشريس
    1) ملك الأعيان: سواء أكانوا بشرا أم غيرهم كالحيوان والأشياء الأخرى، فكلمة {مَلِكِ} لا تدل على أنه مالك دلالة مطلقة؛ إذ يقال: ملك العرب، وملك الروم، وإن كان لا يملكهم، بل يحكم بينهم، ويتولى أمرهم، ولكن مالك تدل على التصرف المطلق، فهو يملك أعيانهم، ولذا يقال: فلان مالك الدراهم، ولا يقال: ملك الدراهم، والله تعالى مالك كل شيء.

    2) القدرة على التصرف في مملوكاته، فهو لا يحكم فقط بل يملك الأعيان والأشياء، والْملك هو الذي يدبر أعمال رعيته الْعامةَ ، ولا تصرف له بشيءٍ من شئونهم الخاصة ، والمالك سلطته أعم، فلا ريب أنَّ مالكه هو الذي يتولى جميع شئونه دون سلطانه.

    فالملك مُلكه أعم وأقوى من المالك، والمالك تصرفه أقوى وأشمل.

    فاستفدنا من القراءة الأولى: {مَلِكِ} أنه الحاكم فلا يوجد من ينازعه أو حتى يدعي الملك في ذلك اليوم أما في الدنيا فاسم الملك قد يطلقه البشر على بعضهم، والله مكنهم من هذا ابتلاء واختبارا.
    واستفدنا من قراءة مالك أنه مع ملكه عليهم فإنه يملك التصرف بهم والتسلط عليهم…
    الونشريس
    والسؤال: هل يمكن أن يكون أحدٌ ملكاً دون أن يكون مالكا؟

    والجواب: نعم فالملك قد يكون ملكاً دون أن يكون مالكا –خلافا للطبري رحمه الله- فإن بعض ملوك الدنيا اليوم لهم الاسم الشرفي دون التصرف والحكم كملوك بريطانيا وغيرها، وكما كان عليه الحال في ملوك العباسيين حين ضعف أمرهم حتى قال فيهم القائل في أحد ملوك بني العباس الذي كان له اسم الخلافة (أي الملكية)، لكن دون قدرة على التصرف، لأن قائدي جيشه وصيف وبغا هما اللذان يتصرفان في حكمه-كما في الوافي بالوفيات-:

    خليفة في قفص … بين وصيف وبغا

    يقول ما قالا له … كمـا تقول البـبغا

    فـ (مالك) يفيد مملوكاً، و(ملك) لا يفيد ذلك، ولكنه يفيد الأمر وسعة المقدرة، وكلا اللفظين أوسع من الآخر في شيء:

    – فالملك بالفتح وكسر اللام أدل على التعظيم بالنسبة إلى المالك؛ لأن الملك يسوس العقلاء المأمورين بالأمر والنهي، وذلك أرفع وأشرف من التصرف في الأعيان المملوكة.

    – والملك أعلى شأنا من المالك من هذه الحيثية.

    – ولكن المالك أوسع لشموله لغير العقلاء أيضاً.

    – إلا أن الملك أبلغ لدلالته على القوة القاهرة والمالك أكثر إحاطة وتصرفاً من الملك.

    والله هو المالك الملك وهو الذي يملك الملك {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (آل عمران:26)ولذا قال المباركفوري في تحفة الأحوذي في وصف {مَالِكَ الْمُلْكِ}: "أي الذي تنفذ مشيئته فِي ملكه يجري الأمور فيه على ما يشاء أو الذي له التصرف المطلق".

    اجتماع المشهدين لتكوين الصورة الكلية:

    يجتمع المشهدان معاً على تكوين المشهد الرائع العظيم الذي يظهر منه أن الله تعالى هو ملك ذلك اليوم الحاكم فيه القادر الذي غلبت قدرته كل شيء، القاهر الذي قهر بسلطانه كل شيء، المتكبر الذي خضع لكبريائه كل شيء فلا ينازعه أحد في ذلك ولو ادعاء كما كان الخلق يعطون هذا الخيار في الدنيا، كما أن الله تعالى أيضاً مالك ذلك اليوم المتصرف في أعيان عبيده من خلقه جميعاً {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا*لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا*وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا} (مريم:93-95).
    الونشريس
    فهو يحكم بينهم حكم الملك ويتصرف فيهم تصرف المالك يصنع بهم ما شاء كيف شاء، لكن المؤمنين يرجون رحمته وفضله في ذلك اليوم، وهنا نستحضر قصة هارون الرشيد لما حضرته الوفاة وعاين السكرات صاح بقواده وحجابه:- اجمعوا جيوشي فجاؤوا بهم بسيوفهم، ودروعهم لا يكاد يحصي عددهم إلا الله كلهم تحت قيادته وأمْره فلما رآهم.. بكى ثم قال:- يا من لا يزول ملكه..ارحم من قد زال ملكه..
    الونشريس
    خاتمة في تكامل القراءتين:

    قال السخاوي في كتابه " فتح الوصيد في شرح القصيد" في باب (سورة أم القرآن): "وأما من أخذ يفضل بين القراءتين فقال: المالك أعم من الملك لأنه يضاف إلى كل متملك من الدواب والثياب وغيرهما، بخلاف الملك فغلط لأن القراءتين صحيحتان، وليس هذا الاحتجاج بصحيح لأن الله تعالي قد وصف نفسه بالمالك والملك فما وجه هذا الترجيح؟؟
    وليس لأحدٍ أن يقول: هذا ولا أن يقول أيضا: ملك أولى من مالك، ويحتج بأن كل ملك مالك، وليس كل مالك ملكا، أو أن الملك من نفذ أمره واتسعت قدرته، والمالك ليس إلا الحائز لشيء، فالوصف بالملك أكمل، هذا كله غلط والكل جائز.
    وهذا الاحتجاج أيضاً واه في نفسه من جهة أن ذلك إنما يكون لبني آدم فأما الخالق تعالى فهو الملك والمالك، فوصفه بالملك لا يخرجه عن الملك، وملك معدول عن مالك للمبالغة".
    الونشريس
    وانظر: تفسير الطبري، وتفسير القرطبي، وكتاب الكليات لأبى البقاء الكفوى، وتفسير المنار، وغيرها في هذا الموضوع.
    الونشريس
    وتأسيساً على ما تقدم، نرى أنه لا وجه لتفضيل قراءة على أخرى -كما فعل بعض المفسرين-؛ إذ لا يظهر وجه للتفضيل هنا، وكل قراءة تدل على معنى جميل في ذاته.

    ونختم هذه التأملات الرائعة بما رواه الطبراني في المعجم الكبير عن معاذ بن جبل، أَن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم افتقده يوم الجمعة، فلما صلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أتى معاذًا فَقال له: "يا معاذ، ما لي لم أرك؟"، قَال: يا رسول اللَّه، ليهودي علي أوقية من تبر، فخرجت إليك فحبسني عنك، فَقَال لَه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "يا معاذ، أَلا أعلمك دعاءً تدعو به؟ فلو كان عليك من الدين مثل جبل صبرٍ أداه اللَّه عنك وصبِر جبل بِاليمن، فادع به يا معاذ قل: اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء، وتنزع الملك ممن تشاء، وتعز من تشاء، وتذل من تشاء بيدك الخير إنك عَلَى كل شيء قَدير، تولج الليل في النهار، وتولج النهار في الليل، وتخرج الحي من الميت، وتخرج الميت من الحي، وَترزق من تشاء بغير حسابٍ رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، تعطي من تشاء منهما، وتمنع من تشاء، ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك".

      يسلموو

      نورتيني حبيبتي ☺

      بارك الله فيكي غاليتي

      منورة ☺

      الونشريس

      السور القرآنية التي تزيد تلاوتها الرزق 2024

      – ما هي السور القرآنية التي تزيد تلاوتها الرزق ؟
      الاجابة للشيخ صالح الكرباسي
      الونشريسالونشريس
      الونشريس
      تلاوة القرآن تزيد في الرزق :
      إن من الآثار العامة لتلاوة القرآن الكريم في البيت زيادة الرزق و الخير ، فقد رُوِيَ عن الإمام علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) أنه قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) :" إجعلوا لبيوتكم نصيباً من القرآن ، فإن البيت إذا قُرء فيه تيَسَّرَ على أهله ، و كَثُرَ خيره ، و كان سُكانه في زيادة ، و إذا لم يُقرأ فيه القرآن ضُيق على أهله و قَلَّ خيره و كان سُكانه في نُقصان " [1] .
      السور التي تزيد تلاوتها الرزق :
      أما السور التي لتلاوتها أثر خاص في زيادة الرزق فهي :
      1 _ سورة مريم .
      2 _ سورة ياسين .
      3 _ سورة الصافات .
      4 _ سورة ق .

      5 _ سورة القيامة .
      6 _ سورة الشمس .
      7 _ سورة الليل .
      8 _ سورة القدر .
      9 _ سورة القارعة .
      10 _ سورة الهُمزة .
      لمزيد من التفصيل حول موجبات الرزق يمكنك مراجعة كتاب السعة و الرزق ، لسماحة الوالد آية الله الحجة الشيخ محمد
      الونشريسالكرباسي رحمه الله .الونشريس
      [1] السعة و الرزق : 97 ، لأية الله الحجة الشيخ محمد الكرباسي رحمه الله .

        شكرا حبيبتي على الموضوع جعله الله في ميزان حسناتك ووسع عليك وعلينا اجمعين ان شاء الله

        جزاكى الله خير

        بارك الله فيك

        مثالان على الإعجاز التصويري في القراءات القرآنية 2024

        الونشريس

        تعتبر القراءات القرآنية ذات المعاني المتعددة من أهم مظاهر الإعجاز البياني في القرآن الكريم؛ فهي تكتنز عدداً من المشاهد التي تكون الصورة العامة للقصة أو للخبر المسوق للتربية والوعظ والتشريع في الوقت ذاته، وسنأخذ مثالين على ذلك:

        المثال الأول: في {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ}(البقرة:10)

        ورد في قوله (يَكْذِبُونَ) قراءتان:
        1) قرأ الكوفيون: {بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ} مخففة مفتوحة الياء من كَذَب، ومصدره الكذب.
        2) وقرأ أهل المدينة والحجاز والبصرة والشام: (يُكَذِّبُونَ) بِضَمِّ الْيَاءِ وَتَشْدِيدِ الذَّالِ، فهي مأخوذة من كذَّب الثلاثي المضعف، ومصدره هو التكذيب كالتعديل والتجريح.

        المقارنة بين القراءتين:

        الأولى بمعنى يكذبون في منطقهم وحديثهم
        وأما الثانية فإن التضعيف في (يَكْذِبُونَ) يحتمل معانٍ من أربعة عشر معنىً هي التي جاءت لها فعَّل، ومن المعاني التي يحتملها التكذيب هنا: الرمي به، والتعدية، والتكثير، والتسمية:
        فيكون معناها: يكذبون أي يرميهم غيرهم بالكذب، ويسميهم به فتوافق معنى قراءة التخفيف، كما يقال: شجَّعته وجبَّنته، أي رميته بالشجاعة والجبن، وسميته به
        والمعنى الثاني التعدية: أي يتهمون المرسلين بالكذب أو بما كانُوا يُكَذِّبون الرسولَ والقرآنَ، وهذا محض الكفر،
        والمعنى الثالث: يكذبون أي يكثرون الكذب كما تقول يكثِّر،
        والمعنى الرابع: التسمية به فقد صاروا يسمون بين الناس بالكاذبين ويعرفون بذلك، وكلمة كانوا في قوله (بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ) مقحمة لإفادة دوام كذبهم وتجدده أي: بسبب كذبهم المتجدد المستمر الذي هو قولهم آمنا.

        وبذلك صورت القراءتان مشهدين مختلفين:

        المشهد الأول: استحقاق هؤلاء المنافقين للعذاب الأليم بسبب كذبهم في أنفسهم: وتدل عليه قراءة (يَكْذِبُونَ)، ومن كذبهم أنهم يكذبون بدعواهم الإيمان وإظهارهم ذلك بألسنتهم خداعًا للَّه عزَّ وجلَّ ولرسوله وَللمؤمنين، فَقَالَ : {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا}، وذلك كما في قَوْلُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ*اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (المنافقون:1 -2)، {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ} (المجادلة:16)، وكما قال تعالى: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ}(الأنعام:157).
        المشهد الثاني: وتدل عليه القراءة بِتَشْدِيدِ الذَّالِ وَضَمِّ الْيَاءِ: استحقاق هؤلاء المنافقين للعذاب الأليم بسبب صفة ذميمة أخرى هي التكذيب للصادقين، وعلى رأسهم النبي الأمين –صلى الله عليه وآله وسلم- وكثرة الكذب أمام المفلحين (إذا جعلنا التضعيف دالاً على التكثير)، وذلك كقوله تعالى: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا} (يوسف: 110).
        ونلاحظ هنا أن العذاب الأليم الواقع على المنافقين كان واقعاً عليهم لا لمجموع الجريمتين، وإنما بسبب كل جريمةٍ على حدة، فكلٌ منهما توجب العذاب الأليم على صاحبها: الكذب، والتكذيب وقد كانوا متصفين بهذا وهذا كما قال ابن كثير.

        الحكمة في القراءتين:

        1) لبيان جريمة كل من الكذب والتكذيب.
        2) لإثبات جمعهم للرذيلتين، أي الكذب في دعوى الإيمان وتكذيب النبي – صلى اللَّه عليه وسلم -، فقد كانوا متصفين بهذا وهذا، فإنهم كانوا كذبة يكذبون بالحق يجمعون بين هذا وهذا، والثانية سبب الأولى، وهم إنما كانوا يكذبونه في أنفسهم، وفيما بينهم إذا خلوا إِلى شياطينهم، والعذاب عقوبةٌ عليهما معا، أي على التكذيب وهو الكفر، وعلى الكذب في دعوى الإيمان وهو النفاق، وهؤلاء في باطنهم شرٌّ من الذين كفروا عنادًا من رؤَساء قريشٍ ، فَإنهم لم يكونوا يكذبونه – صلى اللَّه عليه وسلم – وإنما كانوا يجحدون جحود استكبار ، قَالَ تَعَالَى : (فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللهِ يَجْحَدُونَ)(الأنعام : 33)" .

        سؤال في قراءة التخفيف:

        صار العذاب مترتباً على الكذب من جهة، وعلى التكذيب من جهة أخرى، وترتبه على التكذيب واضحٌ فهو الكفر، ولكن لماذا جعل الْعَذَاب جَزَاءَ الْكَذِبِ دُونَ الْكُفْرِ في القراءة الأخرى؟ وَالجواب: كما يقول صاحب المنار: "أن الكفر داخل في هذا الكذب ، وإنما اختير لَفظ الكذب في التعبِير للتحذير منه، وبيان فَظاعته وعظمِ جرمه ، ولبيان أن الكفر من مشتملاته وينتهِي إليه في غاياته ، ولذلك حذر القرآن منه أشد التحذير ، وتوعد عليه أسوأ الوعيد ، وما فشا الكذب في قَومٍ إلا فشت فيهم كل جريمةٍ وكبيرةٍ ؛ لأنه ينشأ من دناءة النفس وضعف الحياء والمروءة ، ومن كان كذلك لا يترك قَبيحًا إلا بالعجز عنه ، ونعوذ بالله تعالى من عمله ومنه".وقد جمع الله بين هذين الرذيلتين الأخلاقيتين، وهذين الصنفين الرديئين من الناس في قوله: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ أُولَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتَابِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ}(الأعراف:37)، {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ}(يونس:17)، {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ}(الزمر:32).

        المثال الثاني: {وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}(البقرة:74)

        وردت هذه الجملة {وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} في ستة مواضع في القرآن الكريم: خمسة منها في سورة البقرة، والسادس في سورة آل عمران، كما وردت بصيغة {وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ} حيث جاءت كلمة (ربك) بدلاً من لفظ الجلالة (الله) في ثلاثة مواضع من القرآن الكريم في الأنعام وهود والنمل، وكلها اختلف القراء فيها بين الغيبة والخطاب ما عدا موضع آل عمران، وسنأخذ أنموذجاً واحداً لها وهو الموضع الأول من سورة البقرة:

        {وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}(البقرة:74)

        القراءتان الواردتان في ذلك:

        فقد قرأ ابن كثير ويعقوب وخلف بالغيب، والباقون بالخطاب، وكل قراءة من هاتين القراءتين العظيمتين تصور لنا موقفاً غير أنهما يجتمعان في أن هذه الجملة ختمت بها جولة عظيمة مع بني إسرائيل في تاريخهم الحافل بالكفر والتكذيب، والالتواء واللجاجة، والكيد والدس، والقسوة والجدب، والتمرد والفسوق، وكان هذه الجملة التذييلية تبين صورتين عجيبتين في التعامل مع قساة القلوب من بني إسرائيل ومن سار على نهجهم.

        المشهد الذي ترسمه كل قراءة:

        قراءة الخطاب تحتمل معنيين وترسم مشهدين:

        المشهد الأول: يحتمل أن يكون الخطاب لبني إسرائيل مباشرة:
        إكمالاً لخطابهم قبل هذا الموضع في قصة البقرة وما قبلها حتى وصل بهم وهو يخاطبهم إلى قوله تعالى: {وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ*فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ*ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ}(البقرة:72 -74)، وختم ذلك بإتمام الخطاب لهم قائلاً لهم: {وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ})البقرة:74)، فكأنه يكمل خطابه للمكذبين من قساة القلوب من بني إسرائيل ومن سار سيرتهم ممن يعيش زمن نزول القرآن وبعد ذلك، فيقول لهم -كما قال أبو جعفر الطبري-: "وما الله بغافل -يا معشر المكذبين بآياته، والجاحدين نبوة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، والمتقولين عليه الأباطيل من بني إسرائيل وأحبار اليهود- عما تعملون من أعمالكم الخبيثة، وأفعالكم الرديئة، ولكنه محصيها عليكم، فمجازيكم بها في الآخرة، أو معاقبكم بها في الدنيا" كما قال تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ*وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} (الزلزلة: 7-8)، وكأن الله يقول لهم -كما يقول صاحب المنار-: "قلوبكم تشبه الحجارةَ في القسوة، بل قَد تزيد في القساوة عنها، فإن الحجارةَ الصم تتأثر في باطنها بالماء اللطيف النافع، بعضها بالْقَوي منه وبعضها بالضعيف، ولكن قلوبكم لا تتأثر بالحكم والمواعظ التي من شَأنها التأثير في الوجدان والنفوذ إلَى الجنان، والحجارة تتأثر بالحوادث الهائلة التي يحدثها الله في الكون كالصواعق والزلازل، ولكن قلوبكم لم تتأثّر بتلك الآيات الإلهية التي تشبهها، فلا أفادت فيها المؤثرات الداخلية، ولا المؤثرات الخارجية كما أفادت في الأحجار، فبذلك كانت قلوبكم أشد قسوةً. ثم هددهم بقوله: (وَمَا اللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) أي فهو سيربيكم بضروب النقم، إذا لم تتربوا بصنوف النعمِ".

        المشهد الثاني: يحتمل أن يكون الخطاب للمسلمين: أي أن الله لا يغفل عما تعملون أيها المسلمون، فإن أنتم فعلتم فعل هؤلاء القساة أصابكم ما أصابهم، فقد قصصنا عليكم خبرهم، فلا تسيروا سيرتهم. قراءة الغيب: وهي قراءة ابن كثير ويعقوب وخلف بياء الغيب فيكون هكذا قوله تعالى: {وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يعْمَلُونَ}(البقرة:74):
        هي إخبار للنبي-صلى الله عليه وآله وسلم- وللمسلمين يطمئنهم ويسكن روعهم ويخبرهم بأنه ليس بغافلٍ عما يعمل الأشرار وقساة القلوب من بني إسرائيل ومن نسج نسجهم، وخطابه للمسلمين بذلك يفيد:

        1) أنه يعلم خطاياهم ومعاصيهم وقسوة قلوبهم وكونه يحلم عليهم لا يعني أنه غافل عنهم.
        2) أنه يعلم مكرهم وشدة قسوة قلوبهم فيحيط بمكرهم ويعلم خفاياهم، وكونه يملي لهم في ذلك فليس ذلك فيه غفلة عما يعملون.
        والانتقال من خطاب بني إسرائيل إلى خطاب المسلمين -كما يقول الطاهر بن عاشور- ليس "من الالتفات لاختلاف مرجع الضميرين لأن تفريع قوله: {أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ} (البقرة:75) عليه دل على أن الكلام نقل من خطاب بني إسرائيل إلى خطاب المسلمين. وهو خبر مراد به التهديد والوعيد لهم مباشرة أو تعريضا".
        والمراد من القراءتين إثبات الإحاطة الإلهية، والمعية الربانية لكل فعل وحركة {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى*لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى* وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى*اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}(طه:5 -8)، وقد قال: {يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا}(النساء:108).
        ولذا نمى الصالحون الشعور بالرقابة الإلهية قال رجل للجنيد: بم أستعين على غض البصر؟ فقال: بعلمك أنَّ نظر الناظر إليك أسبق مِن نظرك إلى المنظور إليه، وقال الجنيد: إنما يتحقق بالمراقبة مَن يخاف على فوت حظه مِن ربه عز وجل،
        وسئل المحاسبي عن المراقبة فقال: أولها علم القلب بقرب الله تعالى.
        وقال سهل: لم يتزين القلب بشيء أفضل ولا أشرف مِن علم العبد بأن الله شاهده
        حيث كان.
        وقال حميد الطويل لسليمان بن علي: عظني.. فقال: لئن كنت إذا عصيت الله خاليًا ظننت أنه يراك؛ لقد اجترأت على أمر عظيم.. ولئن كنت تظن أنه لا يراك فلقد كفرت.
        وكان بعض السلف إذا صلى صلاة استغفر من تقصيره فيها كما يستغفر المذنب من ذنبه إذا كان هذا حال المحسنين في عباداتهم فكيف حال المسيئين مثلنا في عباداتهم
        وكان عمر بن عبد العزيز كان إذا أصبح أمسك بلحيته ثم قرأ:{أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ*ثُمَّ جاءَهُمْ ما كانُوا يُوعَدُونَ*ما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يُمَتَّعُونَ} ثم يبكي ويقول:

        نهارك يا مغرور سهو وغفلة … وليلك نوم والردى لك لازم
        فلا أنت في الإيقاظ يقظان حازم … ولا أنت في النوام ناج فسالم
        تسر بما يفنى وتفرح بالمنى … كما سر باللذات في النوم حالم
        وتسعى إلى ما سوف تكره غبه … كذلك في الدنيا تعيش البهائم

          جزاكي الله خيرا وبارك فيكي

          جزانا واياكي حبيبتي منورة
          الونشريس

          أدب الأنبياء مع الله في الدعاء من خلال القصة القرآنية 2024


          فإن هذا الموضوع يكتسب أهميته من ثلاثة جوانب: –

          الجانب الأول: أهمية الدعاء في حياة المسلم من باب العبادة والتقرب إلى الله – عز وجل- بهذه الشعيرة العظيمة، ومن باب أهمية الدعاء في قضاء الحوائج و الاستعانة به على نوائب الدهر حين تتقطع السبل و تتقطع الأسباب.
          الجانب الثاني: أهمية القدوة الصالحة في حياة المسلم، ففي الأنبياء – عليهم السلام – خير قدوة للمؤمنين الذين يبتغون أفضل الطرق وأقصرها إلى الله – عز وجل -، قال – تعالى -بعد أن ذكر عددا من أنبيائه في سورة الأنعام: (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ) (90) سورة الأنعام
          الجانب الثالث: أهمية إبراز وجه هداية القرآن للبشرية: (طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ * هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ) (1-2) سورة النمل.
          كما أن في هذا الموضوع إرشاد وتوجيه للمسلم في كيفية مخاطبته لربه وسيده ومولاه وكلما كان سؤال العبد لربه ألطف كان النوال به أجدر.
          ومن أهم أغراض القصة القرآنية دفع المستمع إلى التفكر وإعمال العقل للوصول إلى المعرفة والاستفادة من تجارب الآخرين وعدم الوقوع في أخطائهم: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (175- 176) سورة الأعراف
          كما أن ملاحظة أخبار السابقين واستخلاص الدروس والعبر منها، هو هدف رئيسي لإيراد القرآن لتلك القصص، لذلك وبعد أن قص الله علينا قصة يوسف – عليه السلام – (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (111) سورة يوسف
          وهذا نص صريح يدعونا إلى ملاحظة الأهداف التي من أجلها أورد القرآن الكريم قصة يوسف – عليه السلام – ويدخل في ذلك جميع قصص القرآن الكريم، كما أن في الآية الكريمة نص صريح على أن هذه القصص هي محض هداية وإرشاد وتوجيه للمؤمنين.
          وقد اقتصرت في هذا البحث على دراسة جانب الدعاء من قصص الأنبياء أصحاب الحاجات فقط، بمعنى أن البحث سيتعرض للأدعية التي كان الهدف منها قضاء حاجة خاصةٍ بالنبي، وليست من الأدعية العامة سواء كانت ذات علاقة بالدعوة أو بالمدعوين أو خلاف ذلك، ولا يعني ذلك إحاطة هذا البحث بكل أدعية الأنبياء أصحاب الحاجات في القرآن، وإنما اقتصرت على أدعية مختارة من قصص أنبياء الله إبراهيم و موسى و زكريا و يحي و يونس – عليهم السلام -.
          إبراهيم – عليه السلام -:
          لإبراهيم – عليه السلام – دعوتان خاصتان متعلقتان بذريته – عليه السلام – وكلا الدعوتان تدلان على رحمته وحنانه وأبوته – عليه السلام -.
          الدعوة الأولى:
          (وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ * رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ * فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ) (99- 101) سورة الصافات
          قال أبو السعود في معنى هذه الآية: " أي بعض الصالحين يعينني على الدعوة والطاعة ويؤنسني في الغربة ويعني الولد".
          قال ابن عاشور: " أي أنه وبعد أن أخبر أنه مهاجر إلى ربه استشعر قلة أهله وعقم امرأته وثار ذلك الخاطر في نفسه عند إزماعه الرحيل".
          قال البقاعي: " أي قال منادياً ربه مناداة الخواص بإسقاط الأداة (رب) أي أيها المحسن إلي هب لي".
          أقول: وفي هذه الدعوة وذلك الأسلوب تقديم للوسيلة واختيار للوقت المناسب للدعاء، إذ دعا إبراهيم ربه بهذه الدعوة بعد أن نوى الهجرة إلى الله أو بعد أن شرع فيها فنستنبط من ذلك أن يقدم المؤمن بين يدي دعائه عملا صالحا يتقرب إلى الله به ويجعله وسيلة يستشفع بها عند الله – عز وجل- لقبول طلبه، كما أن الدعاء في وقت الحاجة وشدة الاضطرار من أسباب الإجابة: (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ) (62) سورة النمل
          وفي إسقاط إبراهيم – عليه السلام- لأداة النداء تقرب إلى الله وتزلف إليه، إذ يُلحظ أن جميع دعاء الأنبياء في القرآن خلى من حرف النداء وما ذلك إلا لإيمانهم – عليهم السلام – بقرب الله – عز وجل – منهم قرباً لا يُحتاج معه إلا حرف النداء، وإما تنزيهاً وإجلالاً لله – عز وجل – من أن يُنزل اسمه – عز وجل – منزلة المفعول به لأن المنادى في محل نصب مفعول به كما هو معلوم.
          وبعد هذا الأسلوب الجميل وهذا الأدب الرائع مع الله – عز وجل – جاءت الإجابة سريعة رغم استحالة تحقق الطلب بالمعايير الكونية العادية لكبر سنه – عليه السلام – ولعقم زوجته، بل وزاده الله – عز وجل -، فوهب له غلاماً حليماً هو منية كل من حُرِم الولد وغاية كل من طلبه.
          الدعوة الثانية:
          (رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) (37) سورة إبراهيم
          قال الألوسي: " (ربنا إني) التعرض لوصف ربوبيته – تعالى -لهم أدخل في القبول وإجابة المسئول، والتأكيد لمزيد من الاعتناء لما قصده من الخير".
          قال البقاعي: " (ربنا ليقيموا الصلاة) أي ما أسكنتهم في هذا الوادي إلا لهذا الغرض المنافي لعبادة غيرك، وبعد أن دعا لهم بالدين دعا لهم بالرزق (لعلهم يشكرون) أي ليكون حالهم حال من يرجى شكره".
          قال ابن عاشور: "وتوسيط النداء للاهتمام بمقدمة الدعاء زيادة في الضراعة ثم فرَّع عليه بالدعاء (ليقيموا الصلاة) لأن همُّ الصالحين هو إقامة الدين، وأقحم لفظ الأفئدة لإرادة أن يكون مسير الناس إليهم عن شوق ومحبة، (لعلهم يشكرون) أي رجاء شكرهم وهو داخل في الدعاء لأنه جعل ذلك تكملة له تعرضاً للإجابة وزيادة لهم في الدعاء بأن يكونوا من الشاكرين".
          قال الألوسي: "ولا يخفى ما في دعائه – عليه السلام – من مراعاة حسن الأدب والمحافظة على قوانين الضراعة وعرض الحاجة واستنزال الرحمة واستجلاب الرأفة ولذا منَّ الله عليه بحسن القبول وإعطاء المسئول ولا بدع في ذلك من الخليل".
          وبعد استعراض أقوال العلماء في هذه الآية وما أكدوا عليه من توافر أدب الدعاء وحسن الضراعة إلى الله لتحقيق المطلوب واستنزال الإجابة، فإنه من الواضح كيف استجاب الله – عز وجل – لخليله إبراهيم – عليه السلام – حتى أصبحت مكة المكرمة من عواصم العالم تهوي إليها أفئدة الناس ويأتيها رزقها من كل مكان رغم أنه في فترات كثيرة قل شكر سكانها وأشركوا بالله وتركوا الصلاة كما كان قبل بعثة محمد – صلى الله عليه وسلم – ومع ذلك فقد أنفذ الله لخليله طلبه ولم يسُئْه في ذريته بل أكرمه وجعل من عقبه محمداً – صل الله عليه وسلم -.
          ومما يستنبط من هذا الدعاء الذي أُسقِطت منه أداة النداء وتعرَّض فيه الخليل وذريته لوصف الربوبية المشتمل على صفات الإحسان والرحمة والرأفة بالعباد، أن يبدأ الإنسان في دعائه بتمجيد الله – عز وجل – وذكره بأقرب الصفات وأنسبها إلى حاجته وأن يؤخر المطلوب إلى ما بعد ذكر حالته الداعية إلى طلب الحاجة لاستنزال الرحمة والرأفة من الرحمن الرحيم، ولو اكتفى المسلم بذكر حاله وضعفه غير مصرح بحاجته لكفاه كما سيأتي معنا لأن الله عليم بذات الصدور وهو أعلم بما يصلح حال الإنسان منه، فقد بدأ إبراهيم دعائه بوصف حاله وحال ذريته في ذلك الوادي البلقع الخالي من كل وسائل العيش الضرورية مستنزلاً بذلك رحمة الله – عز وجل – ولطفه بعباده.
          وقبل أن يصرح بطلبه – عليه السلام – توسل إلى الله بأحب الأعمال إليه وهي إقامة الصلاة المشتملة على معنى التوحيد ليكون ذلك أدعى للإجابة إلى طلبه، وذلك شبيه بدعاء موسى ربه حين طلب أن يرسل معه هارون – عليه السلام -، (وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي* وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي * كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا * وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا * إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيرًا) (29-35) سورة طـه
          وذلك بأن يُطلب الشيء من أمور الدنيا للاستعانة به على أمر من أمور الدين فإن ذلك ادعى للإجابة وأسرع في الإنفاذ.
          ثم يختتم الداعي دعائه بما يدل على أن استجابة الله – عز وجل – دعائه أدعى لشكره كأن يقول العبد في ختام دعائه ربي واجعلني من الشاكرين أو أن يقول اللهم وأعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك أو أن يقول اللهم ولا تشغلني بما تعطيني عما يرضيك عني.
          موسى – عليه السلام -:
          حين اضطر موسى – عليه السلام – للخروج من مصر خائفاً من القتل: (فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (21) سورة القصص
          كان دعاء موسى – عليه السلام – في هذه اللحظات مناسباً لحاله – عليه السلام – ففي الوقت الذي كان يخشى من غائلة فرعون وقومه كان دعائه بأن ينجيه الله منهم وكما هو واضح أُسقطت أداة النداء واستخدمت صفة الربوبية ولنفس العلة المذكورة سابقاً والله أعلم بمراده-.
          فلما أَمن الخطر و نجا من القوم وتوجه تلقاء مدين: (وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاء مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَن يَهْدِيَنِي سَوَاء السَّبِيلِ) (22) سورة القصص
          فلم يكن يعرف إلى أين تأخذه قدماه ولا إلى أين سيتجه ولا من سيلاقي قال(عسى ربي) قال الألوسي: أي خليق وجدير وحقيق. قال أبو السعود: "أي توكلاً على الله وثقة بحسن توفيقه".
          وكان دعائه – عليه السلام – في هذه المرحلة أيضاً مناسبا لحاله فبعد أن نجاه الله من فرعون وقومه انحصرت حاجته في أن يجد ملجئاً يأوي إليه وملاذاً يسكن إليه، فدعا ربه أن يهديه إلى سواء السبيل وذلك بألطف عبارة وأجمل أسلوب حتى أورده الله ماء مدين.
          وبعد أن ورد ماء مدين (وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ * فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ) (23-24) سورة القصص
          وبعد أن سقى للمرأتين واستقر به النوى وأحس بالجوع والتعب دعا – عليه السلام – دعاءاً يناسب حاله بطلب الخير من الله – عز وجل- معرِّضاً بجوعه وتعبه، وقبل الحديث عن ملامح الأدب في هذا الدعاء وحسن الضراعة إلى الله بما يليق به واستنزال رحمته وربطاً مع الدعوات السابقة لموسى – عليه السلام – في هذه الرحلة الشاقة، فإنه يحسن بنا أن نستنبط من هذا التدرج في الدعاء والذي يشير إلى أهمية مناسبة الدعاء لحال الداعي، فلم يقل موسى – عليه السلام – وهو يخرج من مصر خائفاً ربي زوجني أو ربي أرزقني ملك مصر أو ربي أزل ملك فرعون وقومه، بل كان دعائه – عليه السلام – فيما يصلح شأنه بأن قال: ( رب نجني من القوم الظالمين)، حتى إذا أمن الخطر ونجا من القوم الظالمين، دعا ربه أن يهديه إلى سواء السبيل حتى إذا هداه ربه إلى أهل مدين ووجد أمة أخرى خارج ملك فرعون وقومه ووجد ماءً وظلاً، دعا ربه أن يرزقه من خير ما عنده.
          قال الزحيلي: "في دعائه – عليه السلام – استعطاف وترحم".
          قال الثعالبي: "ولم يصرح بالسؤال".
          قال الألوسي: "والتعبير بالماضي بدل المضارع في الفعل أنزلتَ للاستعطاف كالافتتاح برب وتأكيد الجملة للاعتناء".
          قال البقاعي: "والتأكيد لتأكيد الافتقار إلى الله – عز وجل – وعبر بالماضي تعميما لحالة الافتقار وتحقيقاً لإنجاز الوعد بالرزق".
          قال ابن عاشور: "والتعبير عن إيتائه الخير بفعل (أنزلت) مشعر برفعة المعطي".
          ومن خلال أقوال العلماء في دعاء كليم الله موسى – عليه السلام – نستنبط أن حسن اختيار الألفاظ في الدعاء مدعاة للإجابة، كاستخدام الفعل الماضي بدل المضارع وحذف أداة النداء واستخدام الألفاظ الدالة على علو مكانة الله – عز وجل-، واستخدام المؤكدات اللفظية الدالة على شدة الاحتياج، وعدم التصريح بالسؤال تقرباً إلى الله – عز وجل- باليقين بأنه يعلم السر وأخفى وأنه أعرف بما يُصلِح شأنك منك، فيكفي أن تذكر حالتك الدالة على احتياجك ليستجيب لك الله – عز وجل- بما هو أصلح لشأنك من اختيارك.
          زكريا – عليه السلام -:
          بلغ زكريا – عليه السلام – الكبر وكانت امرأته عاقراً وكان – عليه السلام – يرغب أن يرزقه الله ذرية صالحة إلا أن غياب أسباب تحقيق هذه الرغبة جعلته يفقد الأمل في تحقيقها، حتى رأى فضل الله على مريم – عليها السلام – حينها تنبه إلى جواز ولادة العجوز العاقر من الشيخ الفاني.
          (فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ) (37) سورة آل عمران
          (هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء * فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ) (38-39) سورة آل عمران
          وقال – تعالى- : (ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا * إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيًّا* قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا) (2-4) سورة مريم
          قال ابن عاشور: "وقد نبهه إلى الدعاء مشاهدة خوارق العادة مع قول مريم – عليها السلام – (إن الله يرزق من يشاء بغير حساب)ثم قال ولم يزل أهل الخير يتوخون الأمكنة بما حدث فيها من خير وكذلك الأزمنة الصالحة لأنها محل تجليات رضا الله".
          وقال بن كثير: "لما رأى زكريا أن الله يرزق مريم فاكهة الشتاء في الصيف وفاكهة الصيف في الشتاء طمع حينها في الولد وكان شيخاً كبيرا قد ضعف وكانت امرأته عاقراً لكنه مع ذلك دعا ربه دعاءً خفيا".
          قال النسفي: "دعا ربه سراً كما هو المأمور به وهو أبعد عن الرياء وأقرب إلى الصفاء والإخلاص".
          قال البقاعي: " (خفيا) أي كما يفعل المحب القريب المقبل على حبيبه في قصد الخطاب الجامع بين شرف المناجاة ولذاذة الإنفراد بالخلوة، (قال رب) بحذف الأداة للدلالة على غاية القرب، (إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا)هذا دعاء واستعطاف".
          قال الألوسي: "ولا منافاة بين النداء إذا فسر برفع الصوت وكونه خفياً لأن الخفاء غير الخفوت ومن رفع صوته في مكان لا يسمعه فيه أحد فقد أخفاه، وقيل هو مجاز عن عدم المراءاة أي الإخلاص".
          قال السمرقندي: " (خفياً) لأنه علم أن دعاء السر أنفع وأسرع إجابة".
          قال ابن عطية: " (ولم أكن بدعائك رب شقيا) شكر الله – تعالى -على سالف أياديه عنده أي قد أحسنت إلي فيما سلف وسعِدت بدعائي إياك".
          وفي تفسير هذه الآيات قال ابن عادل الحنبلي: " (فصل في أدب زكريا – عليه السلام -)
          وذكر أن زكريا – عليه السلام – راعى سنة الله في الإخفاء لأن الجهر والإخفاء عند الله سيان وكان الإخفاء أولى لبعده عن الرياء".
          ثم أضاف أن دعائه – عليه السلام – كان في الصلاة لقوله – تعالى -(فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب).
          قال الشنقيطي: "السبب في الإخفاء هو الإخلاص وليس غيره ثم قال وفي هذه الآية دلالة على أنه ينبغي للداعي إظهار الضعف والخشية والخشوع في دعائه".
          ومن قصة زكريا – عليه السلام – ودعائه ربه، ومن خلال أقوال العلماء فيها نخرج بدروس مفيدة أهمها:
          أولا: أن اختيار الوقت المناسب للدعاء سبب في إجابته.
          ثانيا: أن اختيار المكان المناسب للدعاء سبب في الإجابة.
          ثالثا: أن إخفاء الدعاء من باب الإخلاص هو سبب في إجابة الدعاء.
          رابعاً: أن الدعاء حين مشاهدة رحمة الله وفضله سبب في إجابة الدعاء ولذلك أصل في السنة إذ أخبرنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بأن الدعاء مستجاب حين نزول المطر.
          خامسا: أن الدعاء في الصلاة من أسباب إجابة الدعاء.
          سادساً: أن من آداب الدعاء ودواعي الإجابة إظهار الداعي للضعف والخشية والخشوع.

            أيوب – عليه السلام -:
            حين أبتلى الله – عز وجل – عبده ونبيه أيوب – عليه السلام – بالمرض وكان بلاءً شديداً أشاد الله بصبره كما أشاد بدعائه – عليه السلام -: (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) (83) سورة الأنبياء
            قال ابن حيان: "وقد ألطف أيوب في المسألة حين ذكر نفسه بما يوجب الرحمة وذكر ربه بغاية الرحمة ولم يصرح بالمطلوب ولم يعين الضر الذي مسه ولم ينسبه إلى الله مع أنه فاعله ولا يقدر عليه إلا هو".
            قال ابن عاشور: " (وأنت أرحم الراحمين) هو ثناء على الله – عز وجل – مع تعريض بالدعاء".
            قال الثعالبي: "وهذا الاسم المبارك مناسب لحال أيوب – عليه السلام -".
            وعلق النسفي على دعاء أيوب – عليه السلام – فقال: "لقد ألطف أيوب في المسالة".
            ومن الدروس المستفادة من دعاء أيوب – عليه السلام – في آداب الدعاء، التوجه إلى الله – عز وجل – بأحد أسمائه أو صفاته المناسبة لحال الداعي أو طبيعة الطلب فإن ذلك أبلغ في الدعاء وأسرع في الإجابة، كما أن عدم التصريح بالمطلوب هو من دواعي إجابة الدعاء ومن كمال الأدب مع الله – عز وجل – كما وقد سبق توضيحه.
            أن استخدام التأكيد اللفظي في الدعاء لبيان شدة الحاجة من آداب الدعاء التي استخدمها أيوب – عليه السلام – وهو من باب الإلحاح على الله في الدعاء. كما لا ينبغي للداعي أن ينسب ما أصابه من ضُرٍ أو بلاءٍ أو نصبٍ إلى الله – عز وجل – تأدباً معه – سبحانه وتعالى – مع أنه قدره وكتبه، كما في قصة إبراهيم – عليه السلام – مع قومه: (الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ * وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ * وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ ) (78-82) سورة الشعراء
            فقد أضاف الخليل – عليه السلام – كل الأفضال والنعم إلى الله – عز وجل – حتى إذا ذكر المرض أضافه إلى نفسه أدباً مع ربه – عز وجل – ولنا في ذلك قدوة حسنة.
            يونس – عليه السلام -:
            حين التهم الحوت يونس – عليه السلام – وأيقن بالهلاك وألا منجي له مما هو فيه إلا الله
            (وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) (87) سورة الأنبياء
            قال البقاعي: "ولما نزهه عن الشريك قال: (سبحانك) أي تنزهت عن كل نقص، فلا يقدر على الإنجاء من مثل ما أنا فيه غيرك؛ ثم أفصح بطلب الخلاص بقوله ناسباً إلى نفسه من النقص ما نزه الله عن مثله: (إني كنت) أي كوناً كبيراً (من الظالمين) أي في خروجي من بين قومي قبل الإذن، فاعف عني كما هي شيمة القادرين، ولذلك قال – تعالى -مسبباً عن دعائه: (فاستجبنا له) ".
            قال الألوسي: " (سبحانك) أي أنزهك تنزيهاً لائقاً بك من أن يعجزك شيء أو أن يكون ابتلائي بهذا من غير سبب من جهتي (إني كُنتُ مِنَ الظالمين) لأنفسهم بتعريضها للهلكة حيث بادرت إلى المهاجرة من غير أمر على خلاف معتاد الأنبياء – عليهم السلام -، وهذا اعتراف منه – عليه السلام – بذنبه وإظهار لتوبته ليفرج عنه كربته".
            ومن دعاء يونس – عليه السلام – في هذه الحالة العصيبة وهذا الهم الذي كان فيه، نستفيد أن الدعاء لكشف الغم ورفع الابتلاء يحسن بهذه الطريقة المتمثلة في تمجيد الله – عز وجل – بوحدانيته وتنزيهه عن كل نقص مع إثبات قدرته وحده – عز وجل – على رفع هذا البلاء الذي ما حل إلا بسببٍ من جهة الداعي مع الاعتراف بالتقصير والتعريض بالتوبة للنجاة من هذه الغمة ولتفريج الكربة.
            وختاماً:
            فإنه من الواضح بعد استعراض لمحة بسيطة من أدب الأنبياء مع الله – عز وجل – في الدعاء، أن حسن الأسلوب واختيار الألفاظ المناسبة في الطلب وكذلك اختيار الأوقات الفضيلة والحالات التي يتبين فيها نزول رحمة الله – عز وجل – وكذلك اختيار الأماكن الفاضلة له اثر كبير في إجابة الدعوة كالدعاء في المحراب.
            كما أن تقديم الوسيلة بين يدي الدعاء بقول أو فعل يُرضي الله – عز وجل – مدعاة لسرعة الإجابة وتحقيق الطلب.
            ومن المستحبات في الدعاء ذكر الله – عز وجل – في الدعاء بصفة تناسب حال الداعي وحاجته كقول عيسى – عليه السلام – ( وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) (114) سورة المائدة
            ومن لطائف الدعاء الداعية إلى استجابته التعريضُ بالحاجة دون ذكرها، كما أن استخدام المؤكدات اللفظية لإثبات شدة الحاجة إلى الله – عز وجل – من دواعي الاستجابة بإذن الله – تعالى -كالتأكيد في قوله – تعالى – (رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ) (24) سورة القصص. ومن الجميل في الدعاء ربط الطلب الدنيوي بأمر ديني من باب الاستعانة على أمور الدين بأمور الدنيا كقوله – تعالى – ( وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) (37) سورة إبراهيم
            وكقوله – تعالى – (وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي* وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي * كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا * وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا * إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيرًا) (29-35) سورة طـه
            أن من الحالات التي تجاب فيها الدعوة الدعاء حال الصلاة لقوله – تعالى – (فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ) (39) سورة آل عمران
            مراعاة عدم نسبة البلاء إلى الله – عز وجل – في حالة الدعاء برفعه وإن كنا نؤمن بأن الله كتبه وذلك اقتداء بدعاء الأنبياء في هذه المسألة.
            كما أن في قصة يونس – عليه السلام – زيادة لطيفة بخصوص الدعاء لرفع البلاء، إذ يحسن بالمسلم حين البدء في الدعاء أن يبدأ بتمجيد الله وتوحيده وتنزيهه عن النقائص وأن ينسب الخطأ الموقع في هذا الكرب إلى نفسه معرِّضاً بتوبته وإقلاعه فإن ذلك أدعى للإجابة ونوال المطلوب.
            والله أعلم وصل الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

            جزاكى الله خيرا
            لا اله الا الله محمد رسول الله.بارك الله فيك و جزاك الف الف الف خير و تسلميلي

            جزاكي الله خيرا

            شكرا لمروركم